يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ المَبْثُوثِ " ‏(‏القارعة‏:4)‏.
أي يوم يكون الناس في بعثهم من قبورهم واندفاعهم في الخروج منها‏ "‏ حفاة عراة غرلا "‏ ـ كما أخبر المصطفى ـ بأعداد تشمل جميع البشر من أول لحظة عمَّروا فيها الأرض وحتى قيام الساعة ـ‏ ويقدرون بمئات البلايين‏ ـ‏ شبَّهتهم سورة القارعة في اندفاعهم من القبور وفي كثرة أعدادهم وتزاحمهم وانتشارهم وذلتهم وانكسارهم من فجائية وهول الحدث‏ ـ‏ خاصة عند الذين كانوا ينكرون البعث منهم ـ وفي اضطرابهم وحيرتهم وتطايرهم إلى الداعي إذ يدعوهم إلى المحشر‏,‏ شبَّهتهم بالفراش المبثوث ـ أي المندفع من شرانقه‏ ـ المنتشِر المتفرِّق هنا وهناك، يتحرك على غير هدى في كل مكان جيئة وذهاباً دون ترتيب أو نظام‏ .
والمبعوثون من قبورهم يموج بعضهم في بعض من شدة الكرب والحيرة والهم والفزع، لا يعرفون لهم هدفاً محدداً، وليست لهم أدنى إرادة أو قدرة على الاختيار، وكذلك الفراش إذا ثار، فإنه لا يتجه إلى جهة واحدة، بل تضطرب حركة أفراده كلٌ إلى وجهة هو مُوَلِّيها دون تخطيط أو قصد أو اختيار‏،‏ ولذلك شبَّه القران الكريم الخلق وقت البعث هنا بالفراش المبثوث، وفي سورة القمر شبههم بالجراد المنتشر ‏.‏
وهذه التشبيهات كلها تتعاون في رسم صورة لهذا الحدث الرهيب الذي يهز القلوب ويدك النفوس ويرجف الأوصال من هول القارعة ومخاطرها، ويدعو أصحاب العقول والنُّهَى إلى الاستعداد لملاقاتها بحسن التقرب إلى الله ـ‏ تعالى‏ ـ‏ بالعبادة والطاعة والأعمال الصالحة‏ .‏
يمكنكم الاستزاده من الموضوع من موقع الدكتور زغلول النجار , بالتوفيق...

مواضيع مشابهة: