بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و كل عام و انتم بخير حال .
كنت منذ فتره قد ادرجت موضوع خفيف بعنوان (نادره من تراثنا ) و طرحت فيه شيئا بسيطا و موقفا حدث فى عصور ولت و اصبحت ذكرى بالنسبه لنا الان .
اليوم آتيكم بموقف آخر بسيط لعله يلقى استحسانكم ..
الموقف يتجسد فى حال رجل عرفه اهل مدينته بأنه ضعيف الحاله الاقتصاديه فقير ذات اليد ، لكن مع ذلك فهو كان يتسم بالجرأه الزائده عن الحد فى طلب المعونه من الاخرين ... لم يكن ممن قال فيهم رب العزه {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }البقرة273 .
وصل به الحال فى يوم من الايام ( يومنا المنشود للنادره ) انه قابل احد الافراد من اهل المدينه و هو عائد الى منزله يحمل معه معونة اهل بيته ، لكن ذلك الرجل ايضا لم يكن ميسور الحال بما يكفى لمساعدة ذلك الرجل _ على ما يبدو لى _ فبعد ان دخل بيته ( البيت كما هو حال بيوت اهل المدن فى تلك الفتره ليس له سقف بل هو جدران يعلوها افرع النخيل على مكان النوم فقط و باقى السقف يلتحف بالسماء ! )و اغلق الباب جلس الى اهل بيته - امرأته وبناته - لكى يتناولوا طعامهم ، و اذا بذلك الرجل يتسلق جدار المنزل ليطل عليهم ... فبادره صاحب المنزل قائلا : ( اتق الله هؤلاء بناتى واهلى ) ، فما كان من سرعة بديهة الرجل على الرغم من ضعف حالته الاقتصاديه الا الاستشهاد بقوله تعالى :
{قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ }هود79
بالطبع ما كان يريده ذلك الرجل هو الطعام ليس الا 
ومضات :
- اه على ازمان ولت كان فيها القرآن يجرى على السن الناس مجرى كلامهم و يستشهدون به فى صغير الامر و كبيره .
- اليد العليا خير من اليد السفلى ... تجلى ذلك واضحا فى تلك النادره .
- شراسة المجتمع احيانا تؤدى الى جرأة المحتاج فى الطلب و الالحاح عليه .
فى امان الله
مواضيع مشابهة:
اقتباس
