مؤامرة شوكيّة
..........
على حافة ذلك البستان،
نَمَت زهرة أقحوان...
من بذرة تقاذفتها نسمات حِسان...
فكانت فريدة في ذلك المكان...
بعيدة عن الأهل و الخلّان...
و حين نَمت و شبّت
نظرت حولها و أطلّت...
فرأت حولها أزهاراً ....
ينظرن اليها بإمعان...
لم تفهم سرّ نظراتهن
و لكنها استأنست بوجودهنّ...
و قالت في نفسها،
ليتني أكون معهنّ
في ذلك البستان...
فكأنّهن قرأن أفكارها
و سارعن و قلن لها:
تعالي أيتها الغريبة
الى أرضنا الطيّبة القريبة
فتساءلت:
و لكن كيف يا زهراتي الحسان؟
و انا عالقة حيث أنا الآن؟
قلن لها: ميلي إلينا
هيّا و أقبلي علينا
فتبسّمت الأقحوانة الرقيقة
و ما كانت الا دقيقة
حتى مالت مع نسمات
متجهة بعزم و ثبات
مالت و صار "رأسها" في ذلك البستان
و لكن جذورها بقيت في نفس المكان
و ما إن مالت و انحت
وصار رأسها حيث حلّت
حتى قهقهت الزهرات
و علت بينهن الضحكات
وقلن بعد أن وقعت الضحيّة:
كنّا نسخر منكِ يا غبيّة !
فهل تصدّقين انه يمكنك الانتقال
إلى حيث نحن، هذا محال
و وسط تلك الأصوات
أفاقت الأقحوانة لتجد نفسها بين أشواك
فبعد ان حنت رأسها اليهن
استطاعت ان ترى الأشواك عليهنّ
بينما عندما كانت تنظر من بعيد
لم تكن ترى سوى الحُسن المجيد
فبينما هي تلملم وريّقاتها
المخدوشة من تلك الأشواك
شعرت انها لا تقوى على الحراك
و لكنها صممت على استعادة عزمها و قوّتها
فمع هبوب نسيمات أخريات
عادت الى مكانها بمزيد من الثبات.......
مدركة بأنها لم تكن سوى مؤامرة شوكيّة
و كانت تلك الأقحوانة هي الضحيّة
اقتباس
