جانب من فلسفة الحياة
جانب من فلسفة الحياة
[مشهد ثنائي الأبعاد]
كنت جالسا على حافة الطريق حين مر أحدهم ورمى لي عملة نقدية لم أرها من قبل. من وهلة المشهد لم يتسنى لي أن أشكره أو أسأله عنها ... طرت من الفرح وركضت إلى بيتي ركض المجانين لأخبر زوجتي.
[مشهد ثلاثي الأبعاد]
كنت مارا على الطريق متوجها إلى ورشة عملي حين رأيت رجلا آتيا من بعيد, يركض ركض المجانين على حافة الطريق .. بدأ يقترب مني ثم مر من جانبي مرور السهم المتوجه نحو هدفه, ثم إختفى. لم أتقدم الخطوات حتى رأيت ورقة تتدحرج على الطريق .. اقتربت فإذا بها ورقة نقدية بالدولار .. تحديدا كانت 50 دولار ..
دخل عليّ جاري يريد أن يشتري بعض الأغراض لمنزله. دعوته ليشرب كوبا من الشاي معي في المحل فأبى وقال "الله يخليك يا حاج محمد ولكنني متوجه إلى ورشة العمل وليس أمامي من الوقت إلا القليل". ثم قبل أن يخرج وضع ورقة غريبة في "صندوق مسجد الحي" .. سألته ما هذا ؟ قال هذه 50 دولار سقطت من رجل لم أعرف من هو, فأحببت أن أجعلها في سبيل الله. ففرحت ودعوت له بالتوفيق.
عند مجيىء موعد جمع صناديق دعم المسجد طلب منا الشيخ تولّي المهمة. ذهبت أنا ومن في لجنة المسجد لجمع التبرعات ووضعنا خطة لجمع الصناديق. قلت أنا أتولى الشارع الذي يقع فيه دكان الحاج محمد. فاتفقنا وذهب كل واحد منا بإتجاه ... دخلت على الحاج محمد وسلمت عليه وأخذت ما في الصندوق .. وأنا على الطريق لاحظت وجود ورقة نقدية غريبة. ما هذا 50 دولار ؟
[مشهد ثنائي الأبعاد]
عدت إلى منزلي تلك الليلة فرحانا بعد أن كدت أفقد صوابي في النهار, فسألتني زوجتي عن سبب فرحي فقلت لها "أتانا من المسجد مبلغ من المال لكي نسيّر به أمورنا وطلبو مني التوقف عن مد يدي للناس ووعدوني بعمل متواضع أكسب منه رزقا طيبا" ولم أخبرها بباقي القصة. ففرحت زوجتي بالخبر ثم قالت "كم هو المبلغ؟". فأعطيتها الخمسون دولارا وطلبت منها أن تشتري بها غدا ما ينقصها للمنزل من طعام وأغراض. ثم قلت في نفسي: لولا أنني تذكّرت قضاء الله ورضيت به لما عوّضني بواحدة (أخرى) !! ...
مواضيع مشابهة:
اقتباس
