من وحي الشارع
لأيام زمان ذكريات لكل منّا وترتبط بحدث معين او مشهد في مكان يعيدنا لهذه الأيام الجميلة ..الحاضر مفلس يا اخوان والماضي غني ولهذا نحن دائما نقلّب دفاترنا القديمة والتي هي مطبوعة في اذهاننا وكلما احسسنا بقسوة الواقع وافلاس الحاضر نعود لنقلّب اوراقها بحثا عما يسرّي قلوبنا ويمنحنا لحظات من السعادة عبر الذكريات الحلوة والتي كلما تذكرتها كأنما تسطع اضواؤها من حولي وترسم البهجة في قلبي رغما عند عوتي من رحلتي اشعر بألأسى والألم ولكن نحمد الله ونشكره على كل حال ..
أحلى ماأرى صباحا او ضحى وانا في الطريق وفي خِضَم العمل والزحام وركام مخلّفات الواقع الحالي يلوح لي من بعيد مشهد اكثر مايسعدني انه امتدادا لأيام زمان ..بائع الصميط ..تسألوني ماهو وبتعجّب ....!!؟ انه نوع من المعجنات العراقية الشعبية والتي عمرها اكثر اربعين سنة وهذا أكيد ..فعند خروجنا من المدرسة ووسط هرج ومرج الطلبة وعراكهم وضحكاتهم نرى باائع الصميط فنههل فرحين ونتجه اليه مسرعين ونتحلّق حوله ونتسابق لنشتري الصميط .. لاتسألوا كيف يكون شكله فقد تأخرت في الكتابة من أجل الصور كيف التقطها ..؟فقد استوقفته وبعد عناء قبل ايام لألتقط له بعض الصور شاب في العشرين من العمر اسمر اللون رث الثياب ولكن ضحكته تُشعرك انه ملئ بالرضا وسألته ان التقط له صورة مع طبق الصميط ومن خلال ضحكته وتلعثمه عرفت انه لايريد وهذا حقّه في هذا الوقت وسألني لماذا ..؟ اجبته لأني احب الصميط ولم أُكمل فقد تذكرت ان الوضع الأمني الراهن لايسمح بذلك وانه سيكون التقاط صورة له تجلب له القلق .. حسنا فقط التقط صور لطبق الصميط اخفض الطبق لا..لآ.. هكذا.. نعم.. هكذا افضل.. تعاون معي كثيرا .. واخيرا كانت صور طبق الصميط معي بعد عناء وتوصيات لزملائي اذا صادفوه او اراه انا ويغيب وسط زحام الشارع او اكون في طريق آخر .. شكرته واشتريت منه ست قطع (صميطات) واشترت صديقتي منه ايضا ورجل أحب المشهد فأسرع يتفرّج ويضحك واشترى منه ايضا ..ودّعته وهو متهللا فرحا ونحن ايضا وكانت رائحة الصميط شئ مذهل ..
بقي ان اقول لكم ان بائع الصميط يتواجد دائما وسط الشارع وبين زحام السيارات التي تقف زمنا الى ان تتحرك خطوات اخرى خلالها نستطيع شراء الصميط فقط انظر اليه ولو من بعيد يأتيك مسرعا فهو يقرأ رغبتنا في الشراء بنظراته الفاحصة للركاب والماّرة
*لم تتح لي الكهرباء فرصة لرفع الصور ..
** والمرة الثانية النت ضعيف ارجو المعذرة ..
مواضيع مشابهة: