الزعفران الحر
يعتبر الزعفران من أكثر التوابل غلاء في العالم, ان لم يكن أغلاها على الاطلاق, فيكفي أن نعلم أن ثمن الكيلوغرام الواحد قد يصل بين 5000 الى 10000 دولار لنعرف قيمته !!!


اذن فمشروع الزعفران الحر من المشاريع الواعدة لا شك, فقد سمي هذا النبات بالذهب الأحمر لقيمته التسويقية, ومن خلال هذا المقال سنتعرف على أهم الأمور التي يجب أن تعرفها لزراعة الزعفران وتحقيق أقصى قدر ممكن من الأرباح.

1. اختيار مكان زراعة الزعفران

اختيار مكان زراعة الزعفران الحر من الامور المهمة جدا لنجاح وارتفاع المردودية, ويجب مراعاة النقط التالية في اختيار مكان الزراعة:


الزعفران من النباتات التي تحب المرتفعات المتوسطة, حيث أن أفضل الأماكن التي يمكن زراعته فيه هي الأراضي المرتفعة عن سطح البحر بين 600 الى 1400 متر كما يمكن زراعته في أوساط أخرى لكن تبقى المردودية متفاوتة.
رغم أنه ليس من النباتات التي تكلف كثيرا من حيث مياه السقي, الا أنه من الأفضل التوفر على بئر أو مصدر اخر للري خصوصا في المناطق التي تنخفض فيها متوسط التساقطات المطرية.
التربة التي نريد زراعة الزعفران فيها من الأفضل أن لا تطغى عليها التربة الطينية, مع نسبة حموضة تتراوح PH = بين 7 الى 7.5
في حالة الزراعة في الجبال ووجود منحدرات من الافضل انشاء المدرجات لمنع انجرافات التربة ونفاذ الماء قبل سقي الزعفران بشكل جيد
من الامور المهمة أيضا عند زراعة الزعفران هي تجنب الزراعة في الاماكن الكثيرة الصقيع أو تحت الاشجار الكثيفة للاستفادة من أشعة الشمس بالشكل الكافي.
بصيلات الزعفران للزراعة
بصيلات الزعفران للزراعة
2. الدورة الزراعية المناسبة للزعفران


الارض التي نريد زراعة الزعفران فيها من الافضل أن تكون قد زرعت من قبل بالبقوليات أن القطاني لاغناء التربة بالازوت, كما انه من الافضل تجنب زراعة الزعفران في اراضي زرعت بالبرسيم أو البطاطيس لأن لها نفس الامراض مما يزيد من احتمال اصابة نبات الزعفران بهذه الامراض.


وجدير بالذكر أنه من الاحسن كذلك تجنب زراعة الزعفران في أرض زرعت به من قبل, لذلك وجب ترك مسافة زمنية بيين زراعة الزعفران واعادة زراعته في نفس الأرض من 3 الى 5 سنوات (الزعفران من النباتات المعمرة التي يمكن أن تتجاوز 6 سنوات حسب خصوبة الأرض).


3. الحرث وتهيئة التربة لزراعة الزعفران


الزعفران من النباتات المحبة لتهيئة جيدة للارض, لذلك وجب الحرث العميق قبل الزراعة وتهوية التربة, مع اعادة الحرث وتسوية التربة قبل الزراعة مباشرة, وهذا لتجد بصيلات الزعفران التي سنقوم بزرعها المساحة والوسط المناسب للنمو بالاضافة الى القضاء على النباتات الضارة التي يمكن تواجدها في الأرض.


4. الوقت المناسب لزراعة الزعفران


يعتبر فصل الصيف انسب وقت لزراعة الزعفران في دول البحر الابيض المتوسط, لذلك فانه من الأفضل زراعته خلال شهري ماي ويوليوز كما هو معمول به في المغرب, وجدير بالذكر انه من الأفضل تجنب الزراعة المتأخرة خلال أشهر شتنبر واكتوبر لضمان نمو جيد مع كثافة كافية لانتاج كميات مناسبة من شعيرات الزعفران.


5. كثافة الزراعة للزعفران


لا يجب زراعة العديد من البصيلات المتزاحمة كما لا يجب تقليلها, لذلك فان الكثافة المناسبة لزراعة بصيلات الزعفران هي بين 50 الى 70 بصيلة في المتر المربع من الارض أي ما يقارب 3 الى 5 أطنان في الهكتار الواحد.


6. طريقة زراعة الزعفران


يمكن زراعة الزعفران على شكل خطوط, في هذه الحالة يجب ان تكون المسافة بين الخطوط حوالي 20 سم وترك مسافة من 7 الى 10 سنتمترات بين البيصلات للحصول على الكثافة التي سبق الاشارة اليها (50 الى 70 بصيلة في المتر المربع)


7. عملية التسميد


الزعفران ليس من النباتات التي تحتاج كذلك الى كميات كبيرة من السماد, حيث انه يمكن الاكتفاء بالكمية التي سنستعملها خلال الزراعة في السنة الاولى من زراعة الزعفران, ويفضل ان تكون 20 الى 30 طن من السماد العضوي, كما يفضل عدم استعمال الاسمدة الكيماوية للحفاظ على جودة ممتازة وانتاج طبيعي للزعفران.


في مقابل ذلك من الممكن اجراء تحاليل سنوية للتربة لمعرفة مدى غنى التربة خلال سنوات انتاج الزعفران واضافة السماد العضوي كلما لاحظنا انخفاض في الخصوبة.


وأشير في الاخير أن السماد العضوي الذي نستعمله يجب ان يكون ناضجا بما فيه الكفاية ويستحب توزيعه خلال اول فصل الصيف.


8. كيفية سقي الزعفران


عدد مرات الري تختلف حسب نسبة التساقطات في المنطقة ونوعية التربة, غالبا فان منطقة مثل تالوين التي يشتهر فيها زراعة الزعفران بالمغرب يمكن اعتماد بين 8 الى 10 مرات سقي خلال الدورة النباتية للزعفران سنويا, أي بوتيرة 2 عملبات سقي خلال الشهر الواحد يمكن تقسيمها على الشكل التالي:


خلال شهر أكتوبر: من المهم انجاز عمليتي سقي خلال أول الشهر ووسطه لتحفيز بصيلات الزعفران على الانطلاق وبداية الانبات
عند نهاية شهر أكتوبر: من المهم كذلك اضافة سقية اخرى اذا لم تكن التساقطات المطرية كافية في هذه المرحلة لانها من المراحل الحرجة في عمر نبات الزعفران
خلال منتصف شهر نونبر: يجب اضافة سقية أخرى خلال منتصف شهر نونبر خصوصا عند تأخر التساقطات المطرية لتحفيز ظهور ونمو الاوراق
خلال شهر مارس: من المستحسن اضافة عملية ري اخرى خلال شهر مارس او ريتين حسب نسبة التساقطات المطرية في هذه الفترة, ولا يجب اطلاقا سقي الزعفران خلال مرحلة السكون التي تتزامن مع بداية فصل الصيف قبل بداية شهر اكتوبر.


9. صيانة نبات الزعفران


من أجل انتاج جيد للزعفران يجب ازالة النباتات الضارة بشكل دوري كلما دعت الضرورة لضمان نمو جيد للاوراق والازهار, بالاضافة الى خدمة التربة مرتين على الاقل قبل بداية الازهار وعند القطف.


10. جني أزهار الزعفران


هي العملية الاكثر تعقيدا في كل الموسم, حيث تحتاج الى تقنية وصبر, فجني الزعفران يجب ان يكون خلال الصباح الباكر قبل طلوع الشمس لضمان تفتح كامل للازهار وازالة شعيرات الزعفران التي تعتبر هدفنا في المشروع كله.


انتاجية الهكتار الواحد من الزعفران الحر تكون أقل خلال السنة الاولى من الزراعة (لا تنسى ان الزعفران معمر في الارض حتى 6 سنوات) حيث يمكن ان يعطي اقل من 6 كلغ / هكتار , في حين أن الانتاجية ترتفع ابتداء من السنة الثانية والثالثة حيث يمكن أن تصل الى 10 كلغ / هكتار او حتى 15 كلغ/هكتار اذا كانت الظروف مناسبة.


#بقلم خبير زراعة مائية م.عصام برغازي

مواضيع مشابهة: