الفايتو و مضادات الأكسدة:الفايتو:
الفايتو أو بمعناها الحرفي ( كيماويات النبات ) هي مركبات كيماوية طبيعية صغيرة توجد طبيعيا في الخضراوات والفاكهة والنباتات. وبقال إنه يوجد مئات بل آلاف من أنواع الفايتو في مختلف أنواع النباتات والتي بإمكانها أن تحمي الجسم من السرطان وأمراض أخري .
وتناول كميات غير كافية من الخضراوات والفاكهة يمكن أن يؤدي إلي في هذه العناصر الوقائية
وهكذا تترك الخلية معرضة للأكسدة وللتأثير الضار من قبل ( الجزيئات الحرة علي مرور السنين .فتلف الخلايا المستمر والمتراكم يؤدي إلي هذه الأمراض المذكورة .
ولكي نفهم كيف يحدث ذلك علينا أن نعي ما هي بالضبط ( الجزيئات الحرة ) وكيف بإمكانها أن تؤذي خلايا الجسم وكيف إذن للطعام أن يبطل هذا المفعول .
الجزيئات الحرة free radicals:
وهي جزيئات مرتكزة على الأوكسجين و غير مستقرة و مدمرة و فائقة وهي تهاجم الخلايا و تحدث فيها الأكسدة غير المنتظمة التي تدمر خلايا الجسم ، و تُضعف جهاز المناعة ، و تسبب السرطانات و الإمراض ، ولهذا قد تسمى أحيانا " الأشرار "
يتوالد باستمرار في الجسم نوع من الجزيئات الصغيرة تسمي الجزيئات الحرة منها ما يتواجد بشكل طبيعي كنتيجة للتفاعلات المختلفة والعديدة والطبيعية ومنها ما يأتي من خارج الجسم .
الجزيئات الحرة : عبارة عن جزيئات غير ثابتة أو غير مستقرة لأنها تنقص (إلكترون ) لكي تصبح مستقرة .وسوف تحاول أن تنتزعه من أي جزئية أخري مستقرة لكي تحقق استقرارها .
فالجزيئات التي كانت مستقرة أصبحت الآن وبضياع أحد الإلكترونات لديها جزئية حرة غير مستقرة فتحاول هي الأخرى أن تنتزع إلكترونا من أي جزئية أخري مستقرة .
وهكذا تستمر هذه السلة من الأحداث السريعة التلاحق ألي أن تجد الجزئية الحرة الأخيرة ما تتحد معه سواء كانت جزئية ذات إلكترون واحد أو من عامل مضاد للأكسدة والأخيرة تأتي من الطعام الذي نأكله .
هذه السلسة من انتزاع الجزئيات الحرة للإلكترونات من الجزئيات المستقرة عملية مدمرة للغاية لأن بإمكانها:
1-تدمير الغلاف الخارجي لي خلية مما يجعلها معرضة لأي عدوان .
2- تتعارض مع الصفات الوراثية للخلية .
3- أو توقف فاعلية الخلية وتجعلها غير قابلة للعمل .
والجزئيات الحرة تهاجم كل أنواع خلايا الجسم ومنها الصفات الوراثية للخلايا
(DNA-(RNA.
علاوة علي ذلك نجد أن الجزء الذي يتكون من الدهون غير المشبعة للغلاف الخارجي للخلية هدف رئيسي للجزئيات الحرة وعندما تصاب هذا الدهون يتمزق الغلاف الخارجي للخلية وتتعرض الصفات الوراثية التي توجد داخل الخلية هي الأخرى للتلف من قبل الجزئيات الحرة وبالتالي يتغير عمل الخلية بأسرها .
ولكن الله سبحانه وتعالي خصنا ووضع في أجسامنا آلية دفاعية تستطيع أن تحمينا من هذه العوامل المدمرة للجسم من خلايا الإنزيمات مهمتها أن تصلح أي تلف للخلايا ومنها أنزيمات أخري مهمتا القضاء علي الخلايا المؤكسدة.
وتدخل في تركيبة تلك الأنزيمات معادن مثل المنجنيز والسلينيوم والزنك والنحاس والحديد \ كل هذه العناصر متاحة في الغذاء المتوازن الذي يحتوي علي جميع عناصر التغذية السليمة .
بإمكان الفايتو ومضادات الأكسدة حمايتنا من تأثير الجزئيات الحرة؟
من خلال الطرق الآتية :
منها ما يمنع تكون المولدات لمرض السرطان .
منها ما يزيد من فاعلية ونشاط الأنزيمات التي تطهر الجسم من العوامل السرطانية .
ومنها ما يتعارض مع التزايد غير الطبيعية للخلايا .
ومنها ما يساعد علي إصلاح تلف DNA .
ومنها ما يحمل مواد مضادة للأكسدة فتقمع الجزئيات الحرة مثل السلينيوم –بيتا كاروتين –فيتامين ج –فيتامين ه .
مضادات الأكسدة :
وهي الأنزيمات ، الأحماض الأمينية ، المعادن ، الفيتامينات التي تحمي أجسادنا من الجزيئات الحرة . و توقف التأثير المضرّ للجزيئات الحرة .
وهي النوع الثاني من الآلة الدفاعية في الجسم فهي المواد المضادة للأكسدة مثل فيتامين ج وفيتامين (ه) والبيتاكاروتين ( المصدر النباتي لفيتامين أ ) .
أهمية مضادات الأكسدة
إن كل خلية من خلايا جسم الإنسان الذي يتكون من حوالي تريليون 1.000.000.000.000 خلية تعاني من حوالي 10.000 هجمة من الجذور الحرة في اليوم الواحد . وهذا الهجوم يتركز في الغالب على المادة الوراثية ومن إحدى نتائج هذا الهجوم هو زيادة معدل التطفر . ويتراوح معدل تكرار التطفر الخلوي لدى الأشخاص المتقدمين في السن بحوالي 9 أضعاف مقارنة بالأطفال ، وهذه الطفرات تزيد من خطورة حدوث السرطان . بالإضافة إلى ذلك فإن الأغشية الخلوية والبروتينات والدهون تتعرض أيضاً للهجوم بواسطة الجذور الحرة وعلى مدى سبعين سنة اعتيادية من عمر الإنسان ، فإن الجسم يولد ما يعادل حوالي سبعة عشر طناً ( 17.000 كيلو جرام ) من الجذور الحرة . لذا فإن جسم الإنسان يحتاج إلى دفاعات فعالة مضادة للأكسدة في كل الأوقات .
وتعمل مضادات الأكسدة على منع تكوين أو منع تأثير أصناف الأوكسجين والنيتروجين الفعال الناشئين داخل الجسم واللذين يؤديان إلى أضرار في الأحماض النووية ( وحدات المادة الوراثية ) والدهون والبروتينات والجزئيات الحيوية الأخرى . وتصنف المادة المضادة للأكسدة بأنها تلك المادة التي لديها القدرة على تثبيط الجذور الحرة ، لذا فإن القليل من المادة المضادة للأكسدة لا بد أن يفقدها الجسم . كما أن القليل من جزئيات مضادات الأكسدة داخل جسم الإنسان مثل بعض الإنزيمات تكون غير كافية لمنع هذا الضرر تماماً ، لذلك فإن الأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة تكون مهمة في الحفاظ على الصحة . وقد أثبتت العديد من الدراسات أن بعض العناصر الغذائية لها أهمية كمضادات للأكسدة مثل فيتامين (هـ ) و ( ج ) والكاروتينيدات والفلافنويدات وصبغات النبات الأخرى . كما وجد أن بعض مضادات الأكسدة يمكن أن تظهر تأثيراتها المفيدة خارج الجسم أيضاً مثل ما يحدث في عملية حفظ الأطعمة .
إن إزالة الجذور الحرة بواسطة مضادات الأكسدة تبدو مهمة لصحة وحياة الإنسان ومع ذلك ، فإننا لا يمكن أن نعيش بدون الجذور الحرة . فالجسم يستخدم الجذور الحرة لتحطيم الجراثيم ، بالإضافة إلى استخدامها لإنتاج الطاقة . ولكن المشكلة تكمن في أن معظم الناس يتعرضون لكميات كبيرة من الجذور الحرة ، وهذا ليس صحياً . ومع ذلك فإنه بإمكاننا تجنب العوامل التي تزيد من تعرضنا للجذور الحرة أو تزيد من إنتاج أجسامنا للجذور الحرة . فعلى سبيل المثال ، تزيد أشعة الشمس والأشعة السينية والتدخين بجميع أنواعه من إنتاج الجذور الحرة . ونظراً لأن طبقة الأوزون تقل في الجو ، فإننا نتعرض وباستمرار إلى طاقة أكثر من الأشعة فوق البنفسجية ، كما أن كثرة استهلاك الدهون والسكريات تحفز من إنتاج الجذور الحرة . كما يزيد الإجهاد وزيادة استهلاك الأكسجين خلال التمارين الرياضية العنيفة من إنتاجها . بالإضافة إلى أن معظم الجذور الحرة التي ينتجها الجسم تكون نتيجة التفاعلات الجانبية للاستخدام الاعتيادي للأكسجين لحرق الطعام لإنتاج الطاقة ولا يزال هناك العديد من الأمور لا يمكن أن نتحكم فيها . لذلك تقوم مضادات الأكسدة الغذائية في المساعدة على إعادة التوازن .
مضادات الأكسدة الغذائية :
من أكثر مضادات الأكسدة الغذائية المعروف تواجدها طبيعيا هي :
أولا : بيتا كاروتين ؛ويتواجد في الخضروات والفواكه كثيفة اللون الأخضر أو البرتقالي أو الأصفر والتي منها: الجزر البطاطا الصفراء القرع العسلي المشمش الكنتالوب المانجو الفلفل الأحمر السبانخ البروكلي والأغذية الغنية ببيتا كاروتين تعتبر مفيدة صحيا للعيون وللجلد.
ثانيا : فيتامين ( سي) ويتواجد في البرتقال والليمون واليوسفي والجريب فروت والجوافة والطماطم والفراولة والبطيخ والكنتالوب والمانجو ويلاحظ أن الكنتالوب والمانجو يحتويان علي بيتا كاروتين مع فيتامين (سي )مما يزيد من قوتهما المضادة للأكسدة وبالتالي من فوائدهما الصحية للجسم .
ثالثا : فيتامين (ه ) ويوجد في زيوت الذرة والزيتون والسمسم وعباد الشمس والفول السوداني وجنين حبة القمح كما في البليلة والمكسرات ( مثل الفول السوداني واللوز ) بالإضافة إلي البيض والكبدة وأسماك الماكريل والسالمون والتونة .
رابعا : السيلينيوم وتتواجد كميات جيدة منه في الثوم الطازج والبصل الطازج والأسماك وصفار البيض وزيت الزيتون والبرتقال والعدس .
وأشارت دراسات حديثة إلي إمكانية فائدة السلينيوم في منع أورام البروستاتا . وفي إحدى هذه الدراسات والتي نشرت مؤخرا في المجلة العلمية لمعهد الأورام الأمريكي وأجريت علي أكثر من ألف رجل لمدة 13عاما وجد أن ارتفاع مستويات سيلينيو الدم تقلل مخاطر الإصابة بأورام البروستاتا إلي النصف وتظهر أهمية مدة هذه الدراسة لأن أورام البروستاتا تعتبر مرضا بطئ النمو.
وفي دراسات أخرى حديثة ظهر أن انخفاض سيلينيوم الدم مرتبط بزيادة مخاطر الأصابة بأروام القولون والمعدة وبخاصة في الرجال كما ظهر أيضا أن تناول السيلينيوم يدعم من وظائف المناعة في الجسم وبخاصة فى البالغين الأصحاء ممن ينخفض السيلينيوم نسبيا فى أجسامهم .
خامسا : فاتيو مضادات الأكسدة :
من بين مركبات الفايتو التى تقوم أيضا بتأثيرات صحية مضادة للأكسدة :
أ ـ فاتيو الفينولات العديدة ومنها :
ـ مجموعة فايتو الفلافونيد والتى منها :
1 ـ فايتو فلافونول ، مثل مركب كويرسيتين الموجود فى التفاح والبصل والشاى والبرتقال وغيره من ثمار الموالح .
2 ـ فايتو أيزوفلافون ، مثل مركب جينيستين الموجود فى فول الصويا وغيره من البقول والعرقسوس .
3 ـ فايتو فلافانون ، مثل مركب نارينجينين وهيسبيريتين فى البرتقال وغيره من ثمار الموالح .
4 ـ فايتو فلافانول ، مثل مركب كاتيكين الموجود فى الشاى ، ومركب فلافا ـ 3 ـ نول الموجود فى الكاكاو .
5 ـ فايتو أنثوسيانيدين الموجود فى النباتات الحمراء والزرقاء والبنفسيجية مثل الباذينجان والبرتقال بدمه والكريز الأحمر والتوت الأزرق .
ـ مجموعة فايتو كاروتينويد : مثل الليكوبين وبيتاكاروتين وتتواجد فى الفواكة الملونة البرتقالية ( مثل المشمش ) والحمراء والصفراء والكثير من الخضراوات الخضراء والملونة مثل الطماطم الحمراء ويوجد كاروتينويد الليوتين فى السبانخ والبسلة وصفار البيض وكاروتينويد الزيازانثين فى الذرة الصفراء والفلفل الطازج برتقالي اللون والليوتين والزيازانثين فايتو هامة لصحة وسلامة العيون.
ـ فايتو الأحماض الفينولية : والتى منها الإيلاجيك والجاليك وغيرهما وتتواجد فى الفراولة والعنب والتفاح والرمان ويتميز الإيلاجيك بتأثيراته المضادة لمحدثات الأورام من دخان السجائر وملوثلت الهواء .
ـ فايتو فينولات الليجنان : ويوجد منها ليجنان الجاليك والفيريوليك وكلوروجينيك وكوماريك فى بذور الزيت الحار ويوجد ليجنان سيسامين وسيسامولين وسيسامولينول وسيسامينول وسيسامول فى بذور السمسم وزيتها ( زيت السيرج ) وأيضا تحتوى الحبوب الكاملة والعرقسوس على فايتو الليجنان المضادة للأكسدة .
ـ فايتو أورثوفينول وتوجد فى حبة القمح الكاملة .
ـ فايتو ريزفيراترول وتوجد فى العنب الملون والفول السودانى .
ـ فايتو فينولات العرقسوس المضادة للأكسدة : ومنها كومارين وكومارون وجلابرين وجلابريدين .
ـ فايتو مضادات أكسدة حصا اللبان : ومنها فينوليك ثنائى التربين . كارنوزول ، يورسوليك ، كارنوسيك ، وروزمانول .
ـ فايتو مضادة للأكسدة فى التوابل : مثل جنجيرول فى الجنزبيل ،كيوركيومين فى الكركم بالأضافة إلى المركبات الفينولية : كابسياسين فى الشطة وببرين فى الفلفل الأسود .
سادسا : مضادات أكسدة أخرى مشابهة للفيتامينات :
من أمثلتها مساعدة الإنزيم (Q10) والجلوتايثون كما يقوم الجسم بتصنيع إنزيمات مضادة للأكسدة مثل : سوبر أوكسيد دسميوتيز والكاتاليز والجلوتاثيون بيروكسيديز .
ويعتبر مساعد الإنزيم (Q10) مغذيا غير أساسى لأن الجسم يمكنه القيام بتصنيعه ليستخدمه فى أنتاج الطاقة وذلك بجانب عمله كمضادات للأكسدة فيحمى الخلايا من أضرار الشقوق الحرة المسببة لبداية مخاطر التعرض للأمراض وتتشابه تأثيراته المضادة للاكسدة مع تلك الخاصة بفيتامين (هـ) ونظرا لأن بعض الدراسات أظهرت إنخفاض مستويات المساعد الإزيمى (Q10) فى أجسام مرضى الأورام فالبعض قد يرى فائدة له فى حفز المناعة وعالجة الأورام .
مواضيع مشابهة: