آداب النكاح-فصل في الجماع


قال ابن طرخان: (الأصل في منفعة الجماع شيئان: أحدهما حفظ النسل , والثاني إخراج الماء المحتقن , وإنما قرنت به اللذة ليحث الحيوان على استعماله…ويرى جالينوس أن الجماع من أسباب حفظ الصحة.. والمني إنما يتكون من الدم الصافي الذي تغتذي به الأعضاء الأصلية, وإذا ثبت فضل المني ,فلا ينبغي إخراجه إلا في طلب إحدى فائدتيه:أما طلب النسل فمعلوم , وأما إخراج المحتقن منه فاعلم أنه إذا دام احتقانه أحدث أمراضاً رديئة منها الوسواس والجنون وغير ذلك … فإنه إذا طال احتباسه فسد واستحال إلى أمراض سمية لذلك تدفعه الطبيعة بالاحتلام, إذا كثر عنها من غير جماع “…..ومن حق الجماع القصد فيه, فإن الإفراط من كل شيء مضر إلا فيما يرضي الله عز وجل..).

كلام ابن طرخان ليس على الإطلاق , فالمني المحتبس إما أن يخرجه البدن بالاحتلام أثناء النوم أويمتصه البدن ويستفيد منه . هذا ما أكده باحث روسي . وأقول للشباب أنهم إذا ابتعدوا عن المثيرات وروحوا عن أنفسهم بالرياضة واتبعوا سنة نبيهم بالصيام يكونون في مأمن من مضاره وإلى أن يتمكنوا من الزواج .

يقول الإمام الحافظ عبد الله بن بريدة بن الحصيب:” ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء: ينبغي ألا يدع المشي’ فإن احتاج إليه يوماً قدر عليه, وينبغي ألا يدع الأكل ’ فإن أمعاءه تضيق , وينبغي ألا يدع الجماع (بالحلال طبعاً) فإن البئر إذا لم نتزح ذهب ماؤها”…قال ابن طرخان: ومن حق هذه الأشياء كلها القصد فيها, فإن الإفراط من كل شيء مضر, إلا فيما يرضي الله عز وجل.ذلك ومن أجل منافعه أيضاً:إغضاض البصر, وقمع النفس وردعها عما حرم عليها من ذلك, وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعاهده ويأمر به ويحبه..عن أنس (رض) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” حبب إلي من الدنيا:النساء والطيب, وجعلت قرة عيني في الصلاة “.وعن عبيد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:”من أحب فطرتي فليستن بسنتي, ومن سنتي التكاح” رواه البيهقي في الشعب. ..

ويجب أن لا يلجأ إلى الجماع إلا عند صدق الحاجة إليه, وكثرة تقاضي النفس إليه, وليكن بعد انهضام الطعام في المعدة.وأجود ماكان في زمان معندل, لا على جوع, فإنه يضعف الاندفاع الغريزي ,ولا على شبع , فإنه يورث أمراضاً سددية ولا عقيب تعب ولا حمام ولا استفراغ ولا انفعال نفساني شديد من غم وهم .

ومما يعين على الجماع مجامعة الشخص المحبوب فإنه أكمل لذة وأبسط للنفس لآسيما إذا كان المحبوب محباً روي عن ابن عباس أن النبي ص قال: ” لم ير للمتحابين مثل النكاح ” رواهابنماجه بسند صحيح. ومعنى النكاح هنا الزواج

واعلم أن التقلل من الجماع أصل عظيم في حفظ القوة وصلاح حال الإنسان ولهذا مضار كثيرة وقد أوصى ابن سينا في أحد أراجيزه ذلك بقوله:

أقلل نكاحك ما استطت فإنه نور الحياة يراق في الأرحام

وقد سئل أنس بن مالك عن الباه فأجاب بقوله:” هونور عينيك ومخ ساقك, فأقلل منه أو أكثر..

ومن آداب المعاشرة الزوجية أن يقدم الرجل مايلزم لزوجته من مداعبة لازمة حتى تستثار ويستعد الفرج لاستقبال العضوبما يلزم من مفرزات كافية وحت يصل الزوجان معاً إلى المتعة المطلوبة . عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة” أورده ابن حجر في لسان الميزان وقال:ضعيف جداً

الدعوة إلى الزواج المبكر

عن عبد الله بن مسعود (رض) عن النبي (ص) أنه قال :” يامعشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج .. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء ” رواه البخاري ومسلم..

اختيار الزوجة

وهذا أهم ركن في بناء البيت المسلم والعائلة القوية البنيان ..وأول صفة يبحث عنها في الزوجة ذات الدين..عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:” تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها, فاظفر بذات الدين تربت يدالك “ رواه الشيخان. ومعنى تربت يداك , قال عيسى بن دينار: تربت بمعنى استغنت وهنا : افتقرت ولصقت بالتراب إن لم تفعل ما أمرتك , وقيل: افتقرت يداك من العلم إذا جهلت مثل ذلك…

ويستحب أن يتزوج شابة بكراً..لما رواه جابر بنعبد الله (رض) قال:تزوجت امرأة, فأـيت النبي (ص) فقال:” أتزوجت ياجابر؟ فقلت: نعم! فقال:” بكراً أو ثيباً ؟ فقلت : بل ثيباً, فقال:” فعلا بكراً تلاعبها وتلاعبك !.”.رواه الشيخان.

ويجب أن يتحرى في عائلة الزوجة الاستقامة في الخلق والدين . عن أبي سعيد الخدري (رض) أنه عليه الصلاة والسلام يقول: ” إياكم وخضراء الدمن . قيل يارسول الله وما هي ؟.. قال: ” المرأة الحسناء في المنبت السوء ” أخرجه القضاعي في مسند الشهاب وضعفه ابن حجر في تلخيص الحبر…. وعن عائشة(رض) أن النبي (ص) يقول: ” تخيروا لنطفكم ” أخرجه ابنماجة وصححه الحاكم … وعن ابن عمر (رض) أنه سمع النبي يوصي رجلاً :” انظر في أي إهاب تضع ولدك”…أخرجه ابن عدي في الكامل وضعفه في غيض القدير

العزل:

وهو عزل ماء الرجل عن زوجته لئلا تحمل . له وسائل عدة منها الواقي الذكري ومنها القذف خارج الرحم وقد كانمعروفاً في الجاهلية وقد أجازه الشرع عن الجارية بدون إذنها , أما عن الزوجة فلا بد مكن إذنها. عن أبي سعيد الخدري (رض) قال: أصبنا سبايا يوم حنين’ وكنا نلتمس فداهن, فسألنا رسول الله (ص) عن العزل فقال:” اصنعوا ما بدا لكم, فما قضى الله عز وجل فهو كائن, وليس من كل الماء يكون الولد ” حديث صحيح أخرج أحمد وجاء عند مسلم بلفظ:” مامن كل الماء يكون الولد, وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء”

وعنأبو سعيد أيضاً قال: أصبنا سبايا فكنا نعزل, فسألنا رسول الله (ص) فقال:”وإنكملتفعلون, وإنكم لتفعلون, مامن نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة, رواه الشيخان. وعن جابربن عبد الله (رض) قال :” كنا نعزل على عهد رسول الله والقرآن ينزل ” رواه البخاري ومسلم

أذكر أم أنثى

يقول ابن طرخان : اعلم أن سبب الإذكار أمور منها كثرةمني الرجل وحرارته وموافقته للجماع وقت طهر المرأة ,وأن يكون الرجل شبقاً غزير المني وتكون المرأة غير شبقة ولا غزيرة المني”

عن عبد الله بن عباس (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: كيف تؤنث المرأة ويذكر الرجل؟ فقال :” يلتقي الماءان , فإن علا ماء المرأة ماءالرجل أنثت, وإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ” رواه أحمد والنسائي بسند حسن ..وعن ثوبان (رض) أن النبي (ص) سئل عن الولد فقال :”ماء الرجل أبيض, وماء المرأة أصفر, فإن علا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله , وإن علا مني المرأة مني الرجل أنثت بإذن الله “. رواه مسلم في صحيحه.

قال ابن طرخان:” قال علماء الطب : إذا كان مني الأب أقوى وأكثر, فالولد يشبه أباه , وإذا كان مني المرأة أكثر وأقوى , فالولد يشبه أمه “… وفي هذا المعنى تقول عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لرسول الله (ص) : تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء ؟ فقال: نعم.فقالت لها عائشة: تربت يداك. فقال رسول الله (ص) دعيها, وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك؟ إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله , وإذا علا ماء الرجل ماء ها أشبه الولد أعمامه ” رواه مسلم
للدكتور - نزار الدقر
=====
الحقيقة هذا الموضوع الرائع نبهني الى امر هام ان الكثير من الرجال يشكو من انعدام او قلة السائل المنوي - وهذا الموضوع ناقش الفكرة ولكن مايحدث اليوم من تاثير الحالة النفسية الضاغطة على الرجال يجعلهم يصلون الى هذا الوضع - اني انصح باكل حب الصنوبر أو حب العزيز - لجعل السائل المنوي في غزارة دائمة وتحسين الرغبة الجنسية





مواضيع مشابهة: