وقفات مع الآيات .. معاني الأخوّة - الصفحة 2
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 70

الموضوع: وقفات مع الآيات .. معاني الأخوّة

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    مصر
    المهنة
    محاسب مالي
    الجنس
    ذكر
    العمر
    42
    المشاركات
    3,681

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الفتاح الشبراوي مشاهدة المشاركة
    لقد سجلت في هذا المنتدى الكريم للتعليق على هذا الموضوع القيم
    و أقول جزى الله الكاتبة خير الجزاء

    و أثمن مشاركة الاستاذ عبد الجواد ففيها خير كثير

    و لي عودة بحول الله و قوته لاستكمال التعليق

    اهلاً ومرحباً بك اخى الكريم فى منتدانا تشرفنا وسعدنا بمشاركتك اخى الغالى وننتظر تعليقكم فى اقرب وقت ان شاء الله




  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مدرس
    الجنس
    ذكر
    العمر
    54
    المشاركات
    11

    جزاك الله كل خير على هذا الترحيب أخي الكريم محمد سكر
    و أحتاج الى استفسار منك

    هل يجوز نقل مواضيع من منتديات اخرى
    اقصد ضوابط النقل

    و احتاج الى الحديث معك بخصوص موضوعات الاعجاز العلمي بخصوص النبات في القرآن ما هو أنسب قسم لوضع مثل هذه المواضيع

    و ما هو أنسب قسم لكتابة بعض الأبحاث الخاصة بعلوم القرآن و جزاكم الله كل خير


    - -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -

    أولا بالنسبة للوقفة بخصوص معنى الأخوة
    فهي لفتة جميلة
    عندما تحدثت عن المعنى اللغوى للأخ ثم أتبعته بأمثلة من القرآن الكريم
    و ركزت على المعاني و الآثار المستمدة من الأخوة مثل الرحمة و النصرة و حب الخير و الرعاية


    - -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -

    بالنسبة للوقفة الثانية
    العلاقة بين اعتزال الناس ( في حال عبادة) و بين الرزق بالولد الصالح

    ذكرت الأخت الكريمة ثلاث أمثلة من القرآن الكريم

    المثال الأول اعتزال سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام لقومه
    و أن الله جازاه بذلك بأن وهب له اسحاق و يعقوب

    المثال الثاني زكريا عليه السلام
    عندما دعا ربه ندائا خفيا و طلب الولد استجاب الله له و وهب له يحيى عليه السلام

    المثال الثالث في مريم
    و أنها عندما اعتزلت قومها من أجل العبادة وهبها الله غلاما زكيا

    بالنسبة للمثال الاول
    نجد أن ابراهيم اعتزل قومه في بداية حياته
    ثم هاجر الى ربه
    خرج من العراق الى الشام
    ثم هاجر الى فلسطين
    ثم دخل مصر و أهديت له جارية و هي هاجر أم اسماعيل
    و قدر الله له أن ينجب منها اسماعيل و كان عمره 86 ستة و ثمانين عاما

    و عندما جائت الملائكة لاهلاك قوم لوط بشروا ابراهيم باسحاق ينجبه من سارة التي كانت عاقرا لا تلد
    و كان ذلك بعد انجاب اسماعيل ب 13 عام
    اي كان ابراهيم عمره تقريبا 100 عام و كان يعقوب عليه السلام نافلة لابراهيم فقد أحيا الله ابراهيم و زوجته سارة حتى أنجب اسحاق ابنه يعقوب في حياة ابراهيم عليه السلام

    فلمى قضى ابراهيم حياته معتزلا أهل الكفر مرتحلا فارا بدينه من العراق موطنه الى سوريا ثم الى فلسطين
    وهب الله له اسحاق و يعقوب من زوجته و رفيقة دربه التي كانت عاقرا لا تلد و هي سارة عليها السلام
    لذلك لم يذكر الله اسماعيل في هذا الوهب مع أنه ولد لابراهيم من هاجر قبل اسحاق

    اذا فالوهب هنا خاص بالانجاب من سارة بعد أن كانت عقيما في أخر حياتهما

    و هذا يتوافق مع ما ذهبت اليه الكاتبة عفا الله عنها
    و الله أعلم



    أما المثال الثاني
    مثال زكريا عليه السلام
    فهناك في سورة الأنبياء آية تلقى الضوء على أسباب أخرى للانعام على زكريا و زوجه
    فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ

    فمع الدعاء بتضرع و خفية و هذا سبب حالي
    فهناك سبب أعم يخص طيلة حياتهما
    أنهم كانوا من المسارعين الى الخيرات من علم و دعوة وصبر و تقوى و صدقة و ما شابه ذلك من أصول البر
    و كانوا يجمعون بينالرغبة و الرهبة في الدعاء
    يرجون الرحمة و يشفقون من العقوبة
    مصداقا لقوله سبحانه
    ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
    و قوله سبحانه
    واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين

    حتى في الأمر بالذكر صباحا و مسائا حثنا الله على أن يكون ذكرنا رغبا و رهبا

    و أخيرا كانوا من الخاشعين في عبادتاهم القلبية من صلاة و ذكر و دعاء
    يتدبرون و يعقلون راجين خائفين منكسرين لله سبحانه


    فهذا المثال على يلقي بالضوء على أمور أخص من الاعتزال تتعلق بحال عبادة الشخص و حال قلبه مع الله


    أما المثال الثالث

    الخاص بمريم عليها السلام
    فليس فيه طلب من مريم و رجاء من الله أن يرزقها الولد
    بل أنها تعجبت و فزعت من البشارة
    لأنه لم يكن لها زوج من الأساس
    فوهب الولد لها حالة خاصة جدا من أجل الابتلاء
    و لا نغفل أن هذا الوهب قد قرت به عين مريم بعد ذلك
    فمريم الطاهرة العابدة التقية صارت هي و ابنها آية للعالمين و مصدر ابتلاء للناس على مر الأزمان
    اختارها الله و اصطفاها من أجل صلاحها و اخلاصها في العبادة و محبتها للخلوة

    فهذا المثال يبين رحمة الله للعبد
    بأنه يهبه ما يحب من نعم بلا سبب و دون أن يطلب هذا الشيء على وجه الخصوص

    و الله أعلم


    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الفتاح الشبراوي ; 07-01-2014 الساعة 04:39 PM

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أرحب بالأخ الفاضل عبد الفتاح الشبراوى وأشكره على مشاركته الطيبة جزاك الله خيرا أخى ... لا شك أن مداخلتك أضافت الكثير ولكن لى فيها وقفات واستفسارات ..... عندما ذكرت أنا الأمة الفقيرة إلى الله في الوقفة الثانية من أن إعتزال الناس ( في عبادة الله ) مؤدى بطريقة مباشرة إلى نعمة الإنجاب أو نعمة هبة الولد الصالح ذكرت أن هذا ما لاحظته في سورة مريم ... وأعجبنى التفسير الذى أوضحته حضرتك في قصة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ..... أما عن قصة سيدنا زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فلى إستفسار يتعلق بالربط بين الآيتين في سورة الأنبياء وفى سورة مريم حين قال الله تعالى في سورة الأنبياء ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) وقال سبحانه وتعالى في سورة مريم ( إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ) ثم قال سبحانه وتعالى( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) نجد هنا في سورة الأنبياء أن الله تعالى لم يذكر النداء في صفة الخفاء كما ذكرها في سورة مريم ومع ذلك إستجاب الله له ووهبه يحيى عليه السلام كما أنه أيضا أصلح له زوجه وأعقب ذلك بأنهم كانوا يسارعون في الخيرات من علم ودعوة وصدقة و.. و... إلخ وهو ذلك السبب الأعم الذى يخص حياتهما كما ذكرت حضرتك ... أما في سورة مريم فنجد أن الله سبحانه وتعالى خص الدعاء بأنه كان خفى فأعقبه الله تعالى بالبشرى بالولد الصالح وهذا ما قصدته في الوقفة الثانية الخاصة بسورة مريم ... وفى تفسير الطبرى جاء حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هَارُون , قَالَ : ثنا عَمْرو بْن حَمَّاد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَالَ : رَغِبَ زَكَرِيَّا فِي الْوَلَد , فَقَامَ فَصَلَّى , ثُمَّ دَعَا رَبّه سِرًّا , فَقَالَ : { رَبّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْم مِنِّي } . ... إِلَى { وَاجْعَلْهُ رَبًّا رَضِيًّا } ' .... كما نجد أن الدعاء في حالة الخفاء في سورة مريم ذكر معه العذر الرئيسى في عدم الإنجاب وهو ( وكانت امرأتى عاقرا ) ورغم ذلك لم يذكر الله سبحانه وتعالى هنا إصلاح زوجه كما ذكرها في سورة الأنبياء ( وأصلحنا له زوجه ) حين كان الدعاء نِداءً ولم يُذكر هٌنا أنه خفياً .... ولكن لى سؤال .. هل المقصود هنا بإصلاح الزوج أن الله سبحانه وتعالى جعل امرأة زكريا تلد بعد ان كانت عاقرا ؟؟؟؟ الله أعلم .... وفى هذا جاء في تفسير القرطبى ما يلى { وأصلحنا له زوجه} قال قتادة وسعيد بن جبير وأكثر المفسرين : إنها كانت عاقرا فجعلت ولودا. وقال ابن عباس وعطاء : كانت سيئة الخلق، طويلة اللسان، فأصلحها الله فجعلها حسنة الخلق. قلت : ويحتمل أن تكون جمعت المعنيين فجعلت حسنة الخلق ولودا. ... والله تعالى أعلى وأعلم ...... إذا كان أسلوبى غير واضح فإن شاء الله سوف أحاول تلخيص ما كتبت في هذه الفقرة بصيغة اوضح وأبسط وسأعرضها قريبا إن شاء الله

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى المعبدى (تسبيح الورد) ; 07-01-2014 الساعة 08:52 PM

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مدرس
    الجنس
    ذكر
    العمر
    54
    المشاركات
    11

    جزاك الله خيرا على التعقيب

    و بالنسبة لنداء زكريا عليه السلام و دعائه الخفي فقد فرق الله القصة في أكثر من موضع و كل موضع يضيف اضافة و يجب جمع الصورة كاملة من سياقاتها المختلفة

    العجيب في قصة ابراهيم و زكريا و وهب الولد الصالح لهما
    هو أن ابراهيم لم يطلب و ادخر الله له الهبة آخر حياته
    فقدر الله كله حكمة و كل شيء بقدر

    و مع زكريا عليه السلام
    العجيب أنه كان مجاب الدعوة " و لم أكن بدعائك رب شقيا"
    و مع ذلك لم يطلب نعمة الانجاب الا بعد أن وهن عظمه و انقطعت الأسباب الدنيوية للإنجاب
    فلم يقدر الله له الدعاء و الطلب ثم الاجابة الا بعدما كبر سنه و رق عظمه
    و معلوم ان نعمة الولد في هذا السن يكون وقعها و أثرها عظيم ربما يذهب بالعقل
    ففي تلك الحادثتان أخر الله لهما هديتهما الى وقت هم أحوج ما يكون فيه الى الولد
    فهل الأنبياء يستحيون أن يطلبوا أمرا خاصا بهم منعهما الله منه الا بعد الحاجة الشديدة

    و جمهور المفسرين يرجحون أن اصلاح أمر زوجة زكريا عليه السلام هو تهيئتها للانجاب
    لأن هذا هو المناسب للايات


    و قد لاحظت وجهة نظرك في موضوع الاعتزال و الخلوة في عبادة و الخفية في الدعاء و علاقته بالوهب للولد الصالح

    فالمثال الأول اعتزل ابراهيم قومه بأن هجرهم ثم هاجر كليتا من العراق إذن الهجرة للكافرين و اعتزال أعمال الجهال و السفهاء لله تستوجب وهبا من الله و لو بعد حين

    و دعاء زكريا عليه السلام في خفية و تضرع رهبا و رغبا مع اظهار فقره و حاجته و مسكنته جعل الله كل ذلك سببا لاجابة دعائه و هبة الولد الصالح له

    و خلوة مريم في عبادتها مع الله سبحانه فقدر الله لها ولدا من دون زواج و نعلم أن أمها نذرتها لخدمة بيت الله فتفرغت للعبادة و ظهرت عليها الكرامات بل أن كرامة رزقها فاكهة الصيف في الشتاء و العكس كانت سببا في تمنى زكريا للولد في هذا السن ,و
    قيل أن نفسه تاقت للولد الصالح لما رأى كرامات مريم و عبادتها واصلاحها فتمنى أن يكون له ولدا صالحامثلها

    37 فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ38هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء39فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ


  5. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أرجو من الله تبارك وتعالى ألا يجعل فيما استوقفنى من آياته هوىً لنفسى وألا يجعل للجدال سبيلا فى إيضاحنا لمعانى الآيات وتدبرها
    وأشكر أخى الكريم الفاضل الأخ عبد الفتاح الشبراوى جزاه الله عنا خيرا لما دفعنا إليه من تفكر وتدبر وفتح أفاق ومدارك جديدة فى آيات الله الجليلة وأرجو أن يتسع صدره لإيضاح ما قصدت فيما ذكرت سالفا
    قصدت فى خاطرتى الثانية المذكورة فى سورة مريم أن الدعاء فى الخفاء يمكن وأن يكون له من سرعة الإستجابة ما يخترق الحجب والحواجز ويمكن أن يكون له من الأسرار ما لم يكن للدعاء فى العلانية
    فمثلا فى سورة مريم عندما ذكر الله تعالى
    إذ نادى ربه نداءً خفيا وذكر سبحانه بعد ذلك الأعذار التى قدمها زكريا لربه ومنها كبر سنه وذلك فى قول الله تعالى قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا بل وأهمها أن كانت امرأته عاقرا فقال وكانت امرأتى عاقرا وهو السبب الرئيسى فى تأخر إنجاب الولد ، نجد ان الله تعالى أعقب الآيات مباشرة بالنداء من المولى عز وجل فقال يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى حتى أن سيدنا زكريا عليه السلام إستعجب وذكر الأسباب التى عطلت الإنجاب فقال قال رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا سبحان الله
    نجد هنا أن استجابة الدعاء جاءت فورية وجاءت مباشرة بالنداء من المولى عز وجل يا زكريا حتى أنها اخترقت حواجز ذكر إصلاح الأسباب والوسائل التى تعطلت بها نعمة الإنجاب
    وفى اعتقادى أن السر فى ذلك هو قول الله عز وجل إذ نادى ربه نداءً خفيا وهو الدعاء فى الخفاء أى فى السر
    والعبد حين يدعو الله وهو فى حال الخفاء هذا والله من رحمة الله تعالى به وذلك فى قوله تعالى ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداءً خفيا
    أما فى سورة الأنبياء وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فرداً وأنت خيرُ الوارثين لم يُذكر هنا صفة الخفاء فى الدعاء فأعقبه الله سبحانه وتعالى باستجابة الدعاء فاستجبنا له وفصّل إستجابة الدعاء بوهب الولد لزكريا وإصلاح الزوج وذلك فى قوله تعالى فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه وذلك لأنهم كانوا يسارعون فى الخيرات إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين
    وحين لم يُذكر الخفاء فى الدعاء فيمكن أن يكون الدعاء بالسر أو بالعلانية فنجد إستجابة الدعاء هنا جاءت بذكر إصلاح الوسائل التى أدت إلى إستجابة الدعاء وهى إصلاح الزوج لأنها كانت عاقرا فأصلحها الله تعالى بأن أبرأها من العقم فولدت بإذن الله تعالى يحيى عليه السلام
    كما نجد تعدد النعم كإستجابة الدعاء ووهب الولد الصالح وإصلاح الزوج وذلك كما تفضلت وذكرت حضرتك بأن هذا سبب أعم وأشمل يخص طيلة حياتهما بأنهم كانوا من المسارعين فى الخيرات من علم ودعوة وصبر وغيره
    أى أن الدعاء وإن كان علانية يعقبه إستجابة وذكر لوسائل الإصلاح التى أدت لاستجابة الدعاء
    أما الدعاء فى الخفاء يكون له من سرعة الإستجابة وارتباطها بنعمة الإنجاب للولد الصالح حتى وإن لم تُذكر وسائل الإصلاح التى أدت لاستجابة الدعاء ما لم يدركه العقل البشرى
    ولا شك فى أن العبادة فى الخفاء لها من الأسرار والكرامات والأجر ما لم يكن للعبادة فى العلانية ومثال لذلك الصدقة
    فقد قال الله تعالى فى سورة البقرة
    إن تبدوا الصدقات فنعمّا هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير
    وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن يكون له خبىء من عمل صالح فليفعل
    وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر فى آخر الحديث ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
    وفى هذا المقام مقام الصدقة لا بد وأن نذكر ما قاله بعض العلماء من أن الأفضل فى إظهار الصدقة أو إخفائها يختلف باختلاف الأحوال فإن كان فى إظهارها مصلحة فهو أفضل وإلا فإخفاؤها افضل فرضا ونفلا
    والله تعالى أعلى واعلم


    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى المعبدى (تسبيح الورد) ; 11-01-2014 الساعة 09:28 AM

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مدرس
    الجنس
    ذكر
    العمر
    54
    المشاركات
    11

    جزاكي الله كل خير
    و وجهة نظرك واضحة و قوية
    و الدعاء في الخفاء نحن مأمورون به في الأساس
    "ادعوا ربكم تضرعا و خفية إنه لا يحب المعتدين"

    أردت أن أعطي مزيد ضوء على الآيات الكريمات
    "هنالك دعا زكريا ربه "
    هنالك تستخدم في الاشارة للمكان أو الزمان
    أي في نفس الوقت الذي شاهد فيه الفاكهة في غير أوانها
    أو في نفس المكان و هو المحراب الذ كانت تتعبد عنده مريم عليها السلام
    قام زكريا بالدعاء
    ثم جائته البشارة و هو قائم يصلي في المحراب

    إن شاء الله تعالى أستكمل التعليق على باقي الوقفات
    أسأل الله لك التوفيق و السداد



  7. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    جزاك الله خيرا أخى الفاضل بارك الله فيك لما قدمته من علم

    وفى إنتظار المزيد إن شاء الله تعالى


  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مدرس
    الجنس
    ذكر
    العمر
    54
    المشاركات
    11

    بخصوص الوقفة الخاصة بسورة النمل

    و هذا نصها

    إستوقفتنى فى سورة النمل آية عظيمة جليلة :

    (
    ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) .

    لقد ذكر الله سبحانه وتعالى نعمة العلم لداوود وسليمان عليهما السلام
    وأعقبهما بذكر ( وقالا الحمد لله )
    وكأن نعمة العلم أكفتهم عن كل النعم فقالا الحمد لله
    مما يدل على اقتران الحمد والشكر لله تعالى بالعلم وأن نعمة العلم واجبة لحمد الله عليها دوما وأبدا
    ولم يذكر الله عز وجل فى هذه الآية أى دعاء آخر بعد ذكر نعمة العلم مثل ( ربنا آتنا _ ربنا تقبل منا _ ربنا هب لنا _ ربنا اغفر لنا _ ربنا تب علينا ، ،،،،،، الخ )
    مما يدل على أنه من كان لديه نعمة العلم من الله عز وجل فلا بد وأن يتوجه بشكر الله آناء الليل وأطراف النهار
    كما نجد اقتران حمد الله عز وجل بنعمة العلم فى آيات أخرى مثل :
    (الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) سورة الكهف
    والله أعلى وأعلم


    أقول و بالله التوفيق
    إن نعمة العلم نعمة عظيمة و فضل كبير
    بشرط اقترانه بالعمل بهذا العلم
    و أهل التفسير يقولون في هذه الآية
    وقالا) أي كل منهما والواو للعطف على محذوف لأن هذا المقام مقام الفاء، فالتقدير ولقد آتيناهما علماً فعملا به، وقالا شكراً لله. "فتح البيان في مقاصد القرآن"

    ثانيا الله سبحانه ذكر نعمته على داود و سليمان عليهما السلام في مواطن
    فقال أنه أعطاهم علما و في موطن فضلا و في موطن حكما و علما

    و لا يجب حصر الحمد و الشكر على نعمة العلم فقط
    لأن الآية لم تقل فقالا
    أي أعطاهم العلم فحمدا الله عليه
    الآية قالت
    و قالا الحمد لله
    فليست على التعقيب
    أي أعطاهم علما فعملا به و كان الحمد و الشكر شأنهما الدائم
    اعملوا آل داوود شكرا و قليل من عبادي الشكور

    ففضلهم بأن جمع لهما بين الحكم و النبوة فكانا ملكين نبيين
    و أعطاهما العلم
    و أعطاهما الحكمة و فصل الخطاب
    و علمهما منطق الطير
    و سخر لداوود الجبال و الطير يسبحن
    و ألان له الحديد
    و سخر لسليمان الجن و الانس و الوحش و الطير و الريح
    و الله أعلى و أعلم

    - -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -

    و بخصوص وقفة سورة القصص

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسبيح الورد مشاهدة المشاركة

    سورة القصص :

    قال الله تعالى فى سورة القصص ( ولما بلغ أشده واستوى ءاتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين ) الآية(14)
    " ءاتيناه حكما وعلما " تقديم الحكم عن العلم أو تأخير العلم عن الحكم .. لماذا؟؟
    عندما ينّصب إنسان للحكم هل يحكم بدون أن يكون عنده علم مسبق ؟ لا
    أو أن القاضى الذى يحكم بين المتخاصمين هل يحكم (يتولى الحكم) دون أن يكون عالما بالحكم أولا ثم حاكما أو قاضيا ؟؟ لا
    ولكن فى هذه الآية الكريمة جاءت كلمة علما بعد حكما وذلك يفيد بأن نعمة العلم هى أبلغ وأشمل وأعظم النعم بل بها تتم النعم
    ومما يزيد من نعمة العلم تكريما وتشريفا أن الله عز وجل نسب هذه النعمة العظيمة لنفسه فقال فى موضع آخر ( وعلمناه من لدنا علما )
    والله أعلى وأعلم

    فقد تحدثتي اختي الكريمة عن الترتيب بين الحكم و العلم و أن الحكم مقدم على العلم ثم استنتجي أن العلم أفضل
    فأرى أن هناك اشكال في هذه النقطة تحتاج لايضاح

    و العطف بالواو لا يقتضي ترتيبا و لا تفضيلا بل مجرد أن الله جمع له الاثنين

    ثم إن الحكم هنا ليس معناه القضاء أو الحكم بين الناس لكنه مشتق من الحكمة
    و الحكم و العلم في اقوال المفسرين الحكمة و الفقه في الدين و الفهم
    و قال الزجاج في معاني القرآن
    آتيناه حُكْماً وعِلْماً.
    أي جَعَلْنَاه حَكيماً عَالِماً، ولَيْس كل عالمٍ حَكِيماً.
    الحكيم العالِمُ المستعملُ علمَه، الممتنع من استعمال ما يُجَهَّلُ فيه.
    وأصل أَحْكَمْتُ افي اللغَةِ مَنَعْتُ، ومن هذا حَكَمَةُ الذَائةِ، لأن الفارس
    يمنع بها الدائةَ من إرَادَتِها.


    فهنا ظهر قيد جديد للعلم أن يمتزج بالحكمة فيصون علمه و لا يعرضه للمهانة

    و جزاكي الله كل خير



  9. #24
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... جزاك الله خيرا على مشاركتك الطيبة وفى انتظار المزيد من الملاحظات على الخواطر بإذن الله تعالى ... وأستأذنك إذا ظهرت لى تعليقات أخرى سوف يتم التعقيب عليها إن شاء الله .... والله المستعان ... جزاكم الله خيرا

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى المعبدى (تسبيح الورد) ; 10-01-2014 الساعة 08:41 AM

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مدرس
    الجنس
    ذكر
    العمر
    54
    المشاركات
    11

    جزاك الله كل خير على تقبلك لهذه التعليقات

    و اريد ان اعلق على جملة ذكرتها في تعليقي و فيها غموض

    أن العطف بالواو لا يقتضي ترتيب و لا تفضيل
    أرى أنني أخطأت عندما قلت لا يقتضي التفضيل و الموضوع أوسع من ذلك

    و أصل الموضوع ان العطف بالواو يفيد اشتراك الطرفين في الحكم و لا يقتضي ترتيب الأول قبل الثاني
    فلا يفهم من الاية ان الله اتاه الحكم اولا ثم العلم
    ما نستفيده من العطف مجرد ان الله اتاه حكما و علما

    اما موضوع التقديم و التأخير بين لفظ و اخر هل يدل على الفضل
    فهذا موضوع آخر

    فقد يدل على التفضيل و على غيره
    و للعلماء حديث على تقديم النهار على الليل و الشمس على القمر و السماوات على الارض

    يا معشر الجن و الانس ( ربما لسابق خلقهم للانس)
    عدوا شياطين الانس و الجن ( ربما لأن عداوة شياطين الانس أشد للانبياء)

    رب موسى و هارون
    رب هارون و موسى (ربما لمراعاه فواصل الايات)

    و النخل و الزرع مختلفا اكله و الزيتون و الرمان (تم تقديم انخل على الزرع )
    ينبت لكم به الزرع و الزيتون و النخيل و الاعناب و من كل الثمرات ( تم تقديم الزرع على النخل)

    ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ( يمكن توجيهها)


    و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة ( يمكن توجيهها)

    فهذه الأمثلة منها ما يمكن توجيها و منها ما لا نستطيع توجيهه الا بتوفيق من الله

    و انظري لكلام ابن القيم رحمه الله


    ذكر ابن القيم أن للتقديم في العطف عدداً من الفوائد يمكن تلخيصها كما يلي :
    أن التقديم في الذكر يكون لأحد خمسة أمور :
    = إما للتقدم في الزمان : وذلك كقوله تعالى: (عاد وثمود) و ( الظلمات والنور) .
    = وإما للتقدم بالطبع: ( مثنى وثلاث ورباع) و ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) .
    = وإما للتقدم بالرتبة: (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر) لأن الذي يأتي راجلاً يأتي من المكان القريب ، والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد ، وكذلك تقدم هماز على مشاء بنميم لأن المشي مرتّب على القعود في المكان والهماز هو العيّاب وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة .
    = وإما للتقدم بالسبب: ( يحب التوابين ويحب المتطهرين ) لأن التوبة سبب الطهارة، وكذلك ( كل أفاك أثيم ) لأن الإفك سبب الإثم .
    = وإما للتقدم بالفضل والكمال: ( النبيين والصديقين ) وتقديم السمع على البصر وسميع على بصير.
    ذكره في بدائع الفوائد : ( 1 / 58 ـ 62 ) .
    وبهذا التفصيل يعلم أنه لا يطرد إفادة العطف للترتيب .
    والمسألة تحتاج إلى بحث وتقصي ، اسأل الله لكم التوفيق ..
    والله أعلم .
    و هذا بحث قيم في المسألةهل ( الواو ) لمطلق الجمع أو تفيد الترتيب ؟
    ذهب جمهور النحويين (1) إلى أن الواو العاطفة لمطلق الجمع (2) ، فيُعطف بها الشيء على مصاحبه ، كقوله تعالى : ( فَأَنْجَيْناهُ وأَصْحابَ السَّفِيْنة ) (3) ، وعلى سابقه ، نحو قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوْحاً وإبْراهِيْمَ ) (4) ، وعلى لاحقه ، كقوله تعالى : ( كذلك يُوْحِيْ إليكَ وإلى الّذينَ مِنْ قَبْلِكَ ) (5) ، وليس في الواو دليل على أن الأول قبل الثاني . قال سيبويه : " ولم تُلْزِمِ الواوُ الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر ، ألا ترى أنك إذا قلت: مررت بزيد و عمرو ، لم يكن في هذا دليل أنك مررت بعمرو بعد زيد " (6) . وقال أيضاً :
    " وإنما جئت بالواو لتضم الآخر إلى الأول وتجمعهما ، وليس فيه دليل على أن أحدهما قبل الآخر " (7) .
    ونُسب القول بإفادتها الترتيب إلى الكسائي(8)، وقطرب(9)، والفراء (10)، وهشام(11)، وأبي جعفر الدِّيْنَوَري (12) ، وثعلب (13) ، وغلامه أبي عمر الزاهد (14) ، وابن درستويه (15) ، والربعي (16) ، والشافعي (17) ، وإلى بعض أصحابه (18) ، وإلى الكوفيين (19) ، وإلى بعض الكوفيين (20) .
    والحق أن الشافعي وأئمة الكوفة ، كالفراء وثعلب براء من هذا القول ، فإن الفراء قال : " فأما الواو فإنك إن شئت جعلت الآخِر هو الأول ، والأول الآخِر ، فإذا قلت : زرت عبدالله وزيداً، فايهما شئت كان هو المبتدأ بالزيادة " (21) ، وقال ثعلب : " إذا قلت: قام زيد وعمرو، فإن شئت كان عمرو بمعنى التقديم على زيد، وإن شئت كان بمعنى التأخير، وإن شئت كان قيامهما معاً " (22).
    وأول من رأيت يذكر ما نسب إلى الشافعي الرمانيُّ (23) ، فإنه لما ذكر مذهب القائلين بأن الواو للترتيب قال : " وهذا يؤيد مذهب الشافعي في أن الواو يجوز أن ترتّب " (24) . ولم أرَ من نسبه إلى الشافعي نفسه إلا ابن الخباز (25) .
    ويقال : إن الشافعي نقله عن الفراء . وتقدم - قريباً - أن الفراء يرى رأي الجمهور . والظاهر أن القائل بهذا الرأي بعض أصحاب الشافعي . قال النووي (26) : " صار علماؤنا إلى أن الواو للترتيب ، وتكلّفوا نقل ذلك عن بعض أئمة العربية ، واستشهدوا بأمثلة فاسدة " (27) .


    وقد احتج الجمهور بالسماع والقياس . أما السماع فالشواهد التالية :
    الأول : قوله تعالى : ( يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ واسْجُدي وارْكَعي مَعَ الرَّاكِعِيْنَ ) (28) . فقدم السجود على الركوع ، ولو كانت الواو مرتبة لقدم الركوع على السجود ، ولم ينقل أن شرعهم كان مخالفاً لشرعنا في ذلك (29) .
    الثاني : قوله تعالى : ( وادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطّة ) (30) ، وقال في سورة الأعراف : ( وقولوا حِطّة وادخلوا البابَ سُجّداً ) (31) ، والقصة واحدة (32) .
    الثالث : قوله تعالى : ( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أَيّامٍ حُسُوماً ) (33) . قال ابن أبي الربيع : " والأيام هنا قبل الليالي ، إذا لو كانت الليالي قبل الأيام لكانت الأيام مساوية لليالي أو أقل " (34) .
    الرابع : قول الشاعر :
    بَهالِيْلُ مُنْهُمْ جَعْفَرٌ وابنُ أُمِّهِ ** عَلِيٌّ ومِنْهُمْ أَحْمَدُ المُتَخَيَّرُ (35)
    وأحمد هو النبي - صلى الله عليه وعلى آله سلم - الذي اختاره الله ، تعالى ، ولا يلزم تقديمه ، لأن الواو لمطلقِ الجمع ، ولو كانت الواو مرتبة لقدم أحمدَ ثم علياً ثم جعفراً ، صلوات الله عليهم جميعاً (36) .
    ومثله قول الشاعر :
    فَمِلَّتُنا أَنّنا المُسْلِمون ** عَلى دِيْنِ صِدّيْقنا والنَّبِيّْ (37)
    الخامس : قول الشاعر :
    أُغْلِي السِّباءَ بِكُلِّ أَرْكَنَ عاتِقٍ ** أَوْجَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها (38)
    قُدحت أي غُرفت ، وفُضَّ ختامها : فتح رأسها ، وإنما تُغرف بعد أن تُفتح .
    وأما القياس فما يلي :
    الأول : أن الواو في الاسمين المختلفين بإزاء التثنية في الاسمين المتفقين ، فيقال : جاء الزيدان ، أما إذا اختلفت الأسماء فإنه يقال : جاء زيد وعمرو ، ولا تمكن التثنية ، فعطفوا بالواو ، فكما أنه إذا قيل : جاء الزيدان لم يكن اللفظ دالاً على تقدم أحدهما ، بل كان مقتضاه اجتماعهما في الفعل فقط ، فكذلك العطف بالواو إذا لم تمكن التثنية ، لاختلاف الاسمين (39).
    الثاني : أنهم استعملوها في مواضع لا يُتصور فيها الترتيب ، نحو : اشترَك زيد وعمرو، واختصم بكر وخالد ، لأن التفاعل لابد له من فاعلين ، ولا يكون من واحد ، ولو كانت الواو للترتيب لجاز : اختصم بكر ، واشترك زيد . قال أبو علي الفارسي : " ولو قلته بالفاء أو بثم لجعلت الاختصا والاشتراك من واحد " (40) .
    ومن هذه المواضع : المال بين زيد وعمرو ، و : جاء زيد اليومَ وعمرو أمسِ ، و : جاء زيد وعمرو معاً ، و : جاء زيد وعمرو بعدَه (41) .
    الثالث : أن الفاء للترتيب بلا خلاف ، ولو كانت الواو للترتيب لكان هذا اشتراكاً ، لأنه يكون للمعنى الواحد حرفان ، وأحدهما يغني عن الآخر . وإذا جعلنا الواو تفيد الترتيب فقد سَلَبْنا الجمع الحرف الدالَّ عليه ، ولابد من حرف يدل على الجمع (42) .
    واحتج المثبتون للترتيب بما يلي :
    أولاً : أنه وردت آيات جرى فيها الترتيب بين المتعاطفات ، كقوله تعالى : ( إذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها . وأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَها ) (43) ، وإخراج الأثقال بعد الزلزال . وكقوله تعالى : ( يا أَيُّها الذِيْنَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدوا واعْبُدوا رَبَّكُمْ ) (44) .والركوع قبل السجود .
    ثانياً : لما نزل قوله تعالى : ( إنّ الصَّفا والمَرْوة مِنْ شعائر الله ) (45) ، قال الصحابة : بم نبدأ يا رسول الله؟ فقال : " ابْدَأُوا بِما بَدَأَ اللهُ بِذِكْرِه " (46)، فدل ذلك على الترتيب (47).
    ثالثاً : ما روي عن ابن عباس - - أنه أمر بتقديم العمرة ، فقال الصحابة : لِمَ تأمرنا بتقديم العمرة ، وقد قدم الله الحج عليها في التنزيل (48) ؟ فدل إنكارهم على ابن عباس أنهم فهموا الترتيب من الواو (49) .
    رابعاً : أن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غَوَى " فقال رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " بئس الخطيب أنت . قل : ومن يعص الله ورسوله " (50) ، ولو كانت الواو لمطلق الجمع لما وقع الفرق (51) .
    خامساً : أن سُحَيْماً (52) عَبْدَ بني الحِسْحاس (53) أنشد عند عمر بن الخطاب ، :
    عُمَيْرةَ ودِّعْ إن تجهَّزتَ غاديا ** كفى الشَّيْبُ والإسلامُ لِلْمَرْءِ ناهيا (54)
    فقال عمر : لو كنت قدمت الإسلام على الشيب لأَجزْتُك . فدل إنكار عمر على أن التأخير في اللفظ يدل على التأخير في المرتبة (55) .
    وأجاب الجمهور (56) عما استدل به المثبتون بما يلي :
    أن آية الزلزلة فُهم منها أن زلزال الأرض قبل إخراجها أثقالها من طريق المعنى ، وآية الحج لم يأت الترتيب فيها بين الركوع والسجود من الواو في الآية ، ولكن من قوله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " (57) . وكان - عليه الصلاة والسلام- قد رتَّب الركوع والسجود في صلاته .
    وأما أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بتقديم الصفا من الآية فإنه دليل عليهم ، إذ لو كانت الواو تفيد الترتيب لفهم الصحابة ذلك من غير سؤال ، لأنهم كانوا عرباً فصحاء، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيَّن المراد ، لما في الواو من الإجمال . وأيضاً ، لو كانت الواو للترتيب لكانت فائدة قوله : " ابدأوا بما بدأ الله بذكره " التأكيد ، ولو كانت للجمع لكانت فائدته التأسيس ، والتأسيس أولى .
    وأما إنكار الجماعة على ابن عباس فإنه ، مع فضله ، أمر بتقديم العمرة ، ولو كانت الواو للترتيب لما خالف ، فمستنده أن الواو للجمع وقد رتب .
    وأُجيب عن قصة الخطيب بأنه قُصد بالإفراد إعظام الرب - - بإفراده بالذكر ، ففيه ترك للأدب بترك إفراد اسم الله بالذكر ، وبمثل هذا يجاب - أيضاً - عن قصة عمر ، .
    والذي أرجحه في الواو العاطفة ما ذهب إليه الجمهور من أنها لا تفيد الترتيب ، ولا يفهم ذلك منها ، وأنها لمطلق الجمع ، لما سبق من أدلة الجمهور ، ولضعف الأدلة التي احتج بها المخالفون ، ويكفي دليلاً على عدم إفادتها الترتيب مجيء بعض الأدلة لم تترتب فيها المتعاطفات .
    والجمهور لا يلزمون عدم الترتيب في الواو ، ولكن الترتيب فيها يقع بحكم اللفظ من غير قصد له في المعنى ، ولو كانت موضوعةً للترتيب لم تكن أبداً إلا مرتِّبة ، فظهور الترتيب في بعض الكلام عاطفة يشهد أنها ليست موضوعة له ، والأصل في المتكلم أنه يقوم في كلامه ما هو به أعنَى ، وببيانه أهم ، وذلك مستحسَنٌ ، لا واجب (58) . والله أعلم .


    منقول منملتقى أهل التفسير





  11. #26
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أولا أعتذر عن تأخرى فى الرد على تعليق أخى الفاضل المحترم عبد الفتاح وذلك كان لسببين أولهما البحث والتنقيب في المراجع وكتب التفاسير فأخذ ذلك منى وقت طويل
    وثانيهما المرض ولله الحمد
    ثانيا أشكر أخى شكرا جزيلا جزاكم الله خيرا على بحثكم وعلمكم وأمانتكم فى نقل هذا العلم
    فوالله هذا ما بحثت عنه ووجدته فى ملتقى أهل التفسير ودونته لكى أعرضه هنا على المنتدى للإيضاح والحمد لله رب العالمين أن الإفادة عمّت على الجميع أيّا من كان ناقلها جزاكم الله خيرا
    أما بخصوص الوقفة الخاصة بسورة النمل فلى فيها إيضاح بسيط
    ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده المؤمنين
    أنا لم أحصر الحمد والشكر على نعمة العلم فقط ولكن أوضح أن نعمة العلم نعمة كبيرة جدا تستوجب الشكر لله تعالى بل وتقترن بالحمد والشكر وأُشبّه نعمة العلم بالشجرة الأم التى تتفرع منها شجيرات وأفرع كثيرة وهى باقى النعم
    والإنسان مهما أوتى من نعم الدنيا مثل المال والولد والجاه والسلطة وغيرهم فإن هذا لا يوازى نعمة العلم وحدها لأن الإنسان لو كان معه المال مثلا ولم تكن معه نعمة العلم فإنه يصبح سفيه يتصرف بالمال دون تمييز والعكس صحيح لو أن الإنسان أوتى نعمة العلم ولم يؤت المال فقد أوتى كل شىء ... فلذلك وجب إقتران نعمة العلم بشكر الله عز وجل ءاناء الليل وأطراف النهار
    وبالعلم يرتقى الإنسان إلى أعلى الدرجات فى الدنيا والآخرة فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز
    يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
    وقال فى موضع آخر هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون
    ونذكر فى هذا المقام الخضر الذى قال فيه الله تعالى
    آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما
    ونجد تفسير القرطبى فى قول الله تعالى وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين في الآية دليل على شرف العلم وإنافة محله وتقدم حملته وأهله، وأن نعمة العلم من أجل النعم وأجزل القسم، وأن من أوتيه فقد أوتي فضلا على كثير من عباد الله المؤمنين. { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} ....... وفى تفسير ( في ظلال القرآن ) نجد ما يلى :
    ولقد آتينا داود وسليمان علما
    وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين
    هذه هي إشارة البدء في القصة
    وإعلان الافتتاح خبر تقريري عن أبرز النعم التي أنعم الله بها على داود وسليمان عليهما السلام نعمة العلم.
    فأما عن داود فقد ورد تفصيل ما آتاه الله من العلم في سور أخرى. منها تعليمه الترتيل بمقاطع الزبور، ترتيلاً يتجاوب به الكون من حوله، فتؤوب الجبال معه والطير، لحلاوة صوته، وحرارة نبراته، واستغراقه في مناجاة ربه، وتجرده من العوائق والحواجز التي تفصل بينه وبين ذرات هذا الوجود. ومنها تعليمه صناعة الزرد وعدة الحرب، وتطويع الحديد له، ليصوغ منه من هذا ما يشاء. ومنها تعليمه القضاء بين الناس، مما شاركه فيه سليمان.
    وأما سليمان ففي هذه السورة تفصيل ما علمه الله من منطق الطير وما إليه؛ بالإضافة إلى ما ذكر في سور أخرى من تعليمه القضاء، وتوجيه الرياح المسخرة له بأمر الله.
    تبدأ القصة بتلك الإشارة ولقد آتينا داود وسليمان علماً وقبل أن تنتهي الآية يجيء شكر داود وسليمان على هذه النعمة، وإعلان قيمتها وقدرها العظيم، والحمد لله الذي فضلهما بها على كثير من عباده المؤمنين فتبرز قيمة العلم، وعظمة المنة به من الله على العباد، وتفضيل من يؤتاه على كثير من عباد الله المؤمنين
    ولا يذكر هنا نوع العلم وموضوعه لأن جنس العلم هو المقصود بالإبراز والإظهار
    وللإيحاء بأن العلم كله هبة من الله، وبأن اللائق بكل ذي علم أن يعرف مصدره، وأن يتوجه إلى الله بالحمد عليه، وأن ينفقه فيما يرضي الله الذي أنعم به وأعطاه فلا يكون العلم مبعداً لصاحبه عن الله، ولا منسياً له إياه وهو بعض مننه وعطاياه

    وأما فى تفسير الشيخ محمد متولى الشعراوى فى هذه الآية فقوله ما يلى
    وتسأل لقد أعطى الله داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ نِعَماً كثيرة غير العلم ، أَلاَن لداود الحديد، وأعطى سليمان مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وسخَّر له الريح والجن، وعلَّمه منطق الطير إلخ ومع ذلك لم يمتنّ عليهما إلا بالعلم وهو منهج الدين؟
    قالوا: لأن العلم هو النعمة الحقيقية التي يجب أن يفرح بها المؤمن، لا الملْك ولا المال، ولا الدنيا كلها، فلم يُعتد بشيء من هذا كله؛ لذلك حمد الله على أن آتاه الله العلم؛ لأنه النعمة التي يحتاج إليها كل الخَلْق، أما المُلْك أو الجاه أو تسخير الكون لخدمته، فيمكن للإنسان الاستغناء عنها
    منقول ......
    والله تعالى أعلى وأعلم

     
     


    - -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... لى تعليق آخر فى سورة القصص فى الآية ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما
    قال الدكتور محمد راتب النابلسى عن معنى حكماّ إما أن يكون بمعنى التمكين فى الأرض ولا يصل إلى هذا إلا بعد أن يأتيه الله العلم وأن تكون حاكما لا بد وأن تكون عالما أولا
    أو يمكن أن تأتى حكما بمعنى العقل
    ويمكن أن تأتى بمعنى الرؤية الصحيحة أى الفهم فى الحكم على الأشياء
    ويمكن أن تأتى بمعنى حاكما وهو أن تكون متعلما علما ومطبقه فى الوقت نفسه فالعالم الذى يعمل بعلمه هو الحكيم
    وقال العلماء فى تفسير الطبرى فى الآية آتيناه حكما وعلما عن ابن جريج عن مجاهد قال الفقه والعقل والعمل قبل النبوة
    وعن معنى كلمة حكما فى المعجم الوسيط هى الحُكم بمعنى العلم والتفقه ، والحُكم الحكمة ، والحُكم الحكمة ، والحَكَم من أسماء الله تعالى ، والحَكَم الحاكم ، ومن يُختار للفصل بين المتنازعين مثل قول الله تعالى فى سورة الأنعام أفغير الله أبتغى حَكَما وقوله تعالى فى سورة النساء فابعثوا حَكَماً من أهله وحَكَماً من أهلها ، ومنها حَكُمَ أى صار حكيما
    أما فى المعجم الرائد جاءت حكم بمعنى أحكام وهو قضاء بالعدل ، وتولى شئون البلاد ، ومنها حكمة ، ومنها علم
    والله تعالى أعلى وأعلم


    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى المعبدى (تسبيح الورد) ; 11-01-2014 الساعة 03:04 AM

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    السلام عليكم

    أحبائى فى الله ﻻ تنسونى من دعائكم بالشفاء

    جزاكم الله خيرا



  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    مصر
    المهنة
    محاسب مالي
    الجنس
    ذكر
    العمر
    42
    المشاركات
    3,681

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسبيح الورد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم

    أحبائى فى الله ﻻ تنسونى من دعائكم بالشفاء

    جزاكم الله خيرا


    أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يرفع عنكم ما تجدون ويشفيكم شفاءاً عاجلاً غير آجل ويتم نعمته عليكم بأن يعافيكم من كل مرض




  14. #29
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    مصر / أسيوط / مقيمة بالسعودية
    المهنة
    زوجة وأم
    الجنس
    أنثى
    العمر
    53
    المشاركات
    1,617

    جزاكم الله خيرا أخى محمد سكر ولكم مثل ذلك

    - -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أأمل أن أجد من يقرأ الخواطر ويناقشنى فيها ويبحث معى فيها عن مدلولات ويقيّمها من حيث الخطأ أو الصواب أو ينتقدها نقدا بنّاءً غير هدّام
    وكان يجب علىّ أن أعمّق هذه الخواطر بكثير من القراءة والإطّلاع فى شتى العلوم والمجالات كالنحو والبلاغة والأدب والتفسير وغيرهم كثير
    فى الحقيقة مشاركات بعض الأخوة الأفاضل جزاهم الله عنا خيرا وتعقيبهم على هذه الخواطر أثرت لدى فكرة البحث والإطلاع ودفعتنى إليها أكثر من ذى قبل
    ولن أمانع أن يشارك أحد أويعقب على هذه الخواطر طالما فى حدود دائرة الفكر واحترام الرأى والرأى الآخر
    بالعكس ... ليتنى أجد فى مشاركات الأخوات الفضليات والأخوة الأفاضل من يصحح لى أى معلومة خطأ أو أن يأخذ بيدى فى تصحيح ما أخطأت فيه من خواطر لأنى أولا وآخرا لا أبتغى بهذا العمل غير وجه الله تعالى وأسال الله عز وجل أن ينفعنا به وينفع بنا المسلمين والناس أجمعين آمين
    وأخيرا أقول .. من يريد أن يصحح لى أو يعقب على خواطرى فمرحبا به وكلى آذان صاغية وسعة صدر ليس لها حدود
    وجزاكم الله عنى خيرا
    أسأل الله العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزدنا علما


    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سكر ; 11-11-2015 الساعة 05:24 PM

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مدرس
    الجنس
    ذكر
    العمر
    54
    المشاركات
    11

    جزى الله الأخت الكريمة كل خير
    و وفقها الى ما يحب و يرضى
    هكذا تكون الأخلاق و الأدب في طلب العلم
    و ما أنا الا طالب علم مبتدأ على كبر سني

    و قد اهتممت اهتماما كبيرا بموضوع الخواطر و الوقفات في القرآن الكريم
    و ما كنت أكتبه في زمن كنت أحيانا أضحك منه بعد ذلك بفترة
    و لم يمنعني ذلك من تسجيل الوقفات
    لأنها نوع من التفاعل و الانبهار مع القرآن الكريم
    و محاولة للتدبر و العمل بالقرآن


    لكن مع كثرة المطالعة كونت مكتبة فيها آداب التدبر و ضوابط الاستنباط
    و بدأت في أخذ الحيطة و الحذر

    و أخذت أعرض ما أكتبه على التفاسير و أسأل عن المعنى اللغوي سواء فيما يختص بالمعجم أو الاعراب أو السياق القرآني

    و أيقنت أنه من الخطورة بمكان أن أتحدث عن وجه إعجاز خطر لي أو معنى لطيف ظهر لي دون أن أرجع الى أقوال المفسرين

    و شعرت أنه من الضروري جدا أن أسجل كل كلمة أو جملة لا أستطيع فهمها في القرأن كله

    ثم بعد ذلك أقرأ تفسيرا واحدا لسرعة الانتهاء حتى أحل الاشكالات التي تنشأ في ذهني عن القرائة

    و لا مانع من تسجيل ملاحظة أو خاطرة سريعة في الدفتر للرجوع اليها


    و الآن و الحمد لله وصلت الى سورة الأنفال

    و عندما أنتهي من قرائة التفسير للاجابة على الاشكالات التي تعيقني عن فهم القرآن
    سأبدأ في تسجيل و مراجعة الوقفات التدبرية و هي كثيرة إن شاء الله تعالى


    و الكتاب الذي أقرأ فيه
    هو

    1 فتح البيان في مقاصد القرآن
    فهو كتاب رائع يفي بالغرض

    و هذا رابطه

    فتح البيان في مقاصد القرآن - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF


    1 مكرر تفسير المحرر الوجيز لابن عطية

    الذي يركز على اللغة و المفردات و علم القراءات و الفقه
    و قد كان الكتاب المفضل لابن تيمية رحمه الله
    ثمانية أجزاء

    و هذا صفحة التحميل

    https://archive.org/details/MUHRR
    و هذه الروابط جاهزة للتحميل
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR00.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR01.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR02.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR03.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR04.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR05.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR06.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR07.pdf
    https://archive.org/download/MUHRR/MUHRR08.pdf

    و سأكمل ان شاء الله وضع روابط لكتب هامة جدا في علوم اللغة و البلاغة و المفردات و ضوابط التدبر إن شاء الله تعالى

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الفتاح الشبراوي ; 27-01-2014 الساعة 12:48 AM

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة