صناعة الورق من الاشجار
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 16

الموضوع: صناعة الورق من الاشجار

  1. #1
    الصورة الرمزية amonaa
     غير متصل  مشرفة قسم الصناعات الغذائية كاتب الموضوع
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    البحيرة - اسكندرية -مصر
    المهنة
    مهندسة زراعية -ماجستير صناعات غذائية
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,080

    new صناعة الورق من الاشجار


    الـــورق
    تباينت المواد المستخدمة في إنتاج الورق باختلاف الأمم والعصور؛ فبدأ الفراعنة باستخدام نبات البردي ( Papyrus )، ومنه اشتق لفظ الورق باللغة الإنجليزية ( Paper)
    ثم قام الصينيون بصناعته من عجينة مُشكلَّة من ألياف القنب، ولحاء شجر التوت، والخرق البالية، حيث كانت تخمر، ثم تفرد لتجف، وتستخدم للكتابة عليها.
    وبعد الميلاد ظهرت أنواع مختلفة من الورق، فاستخدم الأنجلوساكسون لحاء شجر الزان. أما الرومان والإغريق، فقد استخدموا أنواعاً رقيقة من جلود الماعز وصغار الأبقار في كتابة الصكوك.
    وعند وصول الفتح الإسلامي لأواسط آسيا، اتصل المسلمون بالحضارة الصينية، وأخذوا عنها صناعة الورق. فأنشأ المسلمون مصنعاً للورق في سمرقند عام 751.

    وفى نهاية القرن الثامن عشر لاحظ عالم الطبيعة الفرنسي رينيه أنطوان دي ريمور (René Antoine de Réamure ) أن بعض أنواع الدبابير تبني أعشاشها من مادة شبيهة بالورق المقوى، وبتتبع هذه الدبابير، وجد أنها تقوم بالتهام لب الأخشاب، ومضغه، ثم بناء أعشاشها منه، فقام- منذ ذلك الحين- باستبدال لب الأخشاب بالألياف والخرق؛ حيث كان يتم استخلاص لب الأخشاب من أشجار الغابات، ثم يخلط بالماء حتى يصبح عجيناً، ثم يفرد ويجفف فيصير ورقاً

    ولكي يتم استخلاص اللب من الأشجار لابد من إذابة المادة اللاحمة لألياف الخشب، والمعروفة باسم (اللجنين)، وكانت عملية الإذابة في بادئ الأمر تتم باستخدام حجارة مستديرة ضخمة تشبه الرحى، تُدفع خلالها جذوع الأشجار، ونتيجة للاحتكاك الشديد تنتج حرارة كافية لإذابة اللجنين.
    أما الآن فقد أصبحت الحرارة تنتج من عملية تسخين أولي لجذوع الأخشاب، ثم تدفع قطع الخشب بين أقراص دوارة ذات سرعات عالية، فينتج عن ذلك تفتيت الخشب إلى ألياف.
    وفي خمسينيات القرن التاسع عشر استطاع الكيميائي الأمريكي بنيامين تلجمان ( Benjamin C. Tilghman ) أن يستخلص اللب بمعالجة مسحوق الخشب بمحلول حمض الكبريتوز تحت البخار الساخن. وفى عام 1883، قام المخترع الألماني كارل دول (Carl Dohl) بإضافة كبريتات الصوديوم إلى الصودا الكاوية في عملية استخلاص لب الأخشاب، الأمر الذي أنتج نوعاً ملائماً لصناعة الورق المقوى الذي اُستخدم في تصنيع صناديق الكرتون والعبوات الورقية المختلفة.
    وفي بعض مصانع الورق يتم الجمع بين الطريقتين السابقتين؛ إذ تضاف مواد كيميائية، ثم يدفع الخليط الناتج إلى الأقراص الدوارة لفصل الألياف.
    ومع التطور المستمر في صناعة الورق، أصبحت عملية الاستخلاص تتم باستخدام وسائل أكثر تعقيداً، ويتم التحكم فيها باستخدام الحاسوب.



    وبعد إتمام عملية الاستخلاص، يُدْخل اللب في عملية التكرير، بواسطة إمراره خلال شرائح دوارة داخل مصفاة التكرير؛ فينتج عن ذلك تحلل جدر خلايا ألياف الخشب، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين ألياف أكثر مرونة. وبتكرار هذه العملية عدة مرات يتم الحصول على ورق ذي جودة أعلى. وبعد ذلك يتم غسل اللب، وترشيحه، وتجفيفه، ثم إضافة بعض المواد المبيضة.



    وتقسم الأخشاب المستخدمة في صناعة الورق إلى نوعين:
    الأول : أخشاب لينة: مثل أخشاب شجر الصنوبر، والأناناس، والتنوب. وتتميز هذه الأخشاب بأليافها الطويلة؛ ولذا تُستخدم في صناعة معظم أنواع الورق.
    الثاني أخشاب صلبة: مثل أخشاب شجر الصمغ، والحور، والقيقب، والبلوط. وتتميز هذه الأخشاب بأليافها القصيرة. ويستخدم لب هذه الأخشاب في صناعة أوراق الطباعة، والكتابة، والأنواع الفاخرة من الورق.
    ونظراً إلى فقر الكثير من دول العالم من الغابات، يلجأ عدد منها إلى إضافة قش الأرز والقمح إلى لب الأخشاب في تصنيع الورق.
    وبعد مرحلة التكرير تأتي مرحلة تشكيل العجينة على هيئة أفرخ. وقديماً كان ذلك يتم بطريقة يدوية، حتى جاء الفرنسي نيكولاس روبرت (Nicholas Robert )، في عام 1798 واستحدث البكرات لفرد عجينة اللب.
    وفى عام 1803، قام الأخوان الإنجليزيان هنري وسيلي فوردينيه (Fourdinier Brothers ) بتصنيع آلة عرفت باسم "آلة فوردينيه". حيث ظلت هي الآلة الأساسية في تصنيع الورق حتى يومنا هذا. ويبلغ عرض هذه الآلة عشرة أمتار، وطولها أكثر من مائة متراً، وتستطيع إنتاج فرخ متصل من الورق بعرض عشرة أمتار، وبسرعة تصل لأكثر من تسعمائة متر من الورق في الدقيقة الواحدة.
    وتُكَوَّن الأفرخ عن طريق نشر عجينة اللب فوق سير دائم الحركة والاهتزاز، حيث تؤدي إلى تساقط الماء وانحساره عن العجينة بمساعدة آلات ماصة. تتبقى بعد ذلك حصيرة من الألياف شبه الجافة التي تعصر خلال أقراص دوارة، ثم تمرر على أسطوانة تجفيف مسخنة بالبخار فيزال معظم محتواها المائي. ثم تنعَّم أسطح الأفرخ المجففة بواسطة ضغطها بين أسطوانات آلة خاصة يطلق عليها "آلة التصقيل"، ثم تُطوى الأفرخ، وتلف - بعد ذلك - على بكرات.
    ومن الملاحظ أن الروابط الكيميائية التي تسبب قوة الورقة، وتماسكها تنشأ أساساً خلال مرحلة التجفيف، الأمر الذي يتطلب إجراء هذه المرحلة بكفاءة عالية.
    تختلف أنواع الورق تبعاً للطريقة المستخدمة في تصنيعه، وتبعاً للمعالجات الكيميائية التي تُجرى عليه خلال التصنيع. وعادة ما تختلف تلك الطريقة وهذه المعالجات باختلاف الغرض المراد استخدام الورق فيه. فعلى سبيل المثال، يصنع ورق الطباعة من الألياف المستخلصة بالطريقة الكيميائية، ويعالج لمنع تشرب الحبر أثناء الطباعة.
    أما أوراق التغليف، فيتم تلميعها وصقلها لتبدو لامعة براقة، كما أنها تعالج معالجة خاصة لتلافي تشربها بالسوائل. أما أوراق الدعاية والإعلان، فتغطى بطبقة خليط من الصلصال النقي والمواد اللاصقة.
    وتكون أوراق الكتابة العادية قليلة التكلفة، إذ تصنع من الألياف المستخلصة ميكانيكياً. أما المناديل الورقية وأوراق النشاف والصناديق الورقية، فتصنع من الألياف المعاد تصنيعها (Recycled Fibers ) .
    ومن أكثر أنواع الورق رواجاً:
    ورق الجرائد : وهو ورق خفيف قليل المتانة قصير العمر شديد التشرب للسوائل.
    ورق المجلات: وهو يشبه ورق الجرائد، إلا أنه يتميز عنه بلمعانه الواضح.
    ويصنع كلا النوعين من اللب المستخلص بالطريقة الكيميائية.
    ورق الطباعة: يصنع من اللب المستخلص بالطريقة الكيميائية كذلك، إلا أنه يضاف إلى عجينته أنواعٌ من الخِرَق، ثم يعاد معالجة العجينة كيميائياًّ. ويتميز هذا النوع بمقاومته الشديدة للرطوبة وقلة امتصاصه للسوائل.
    ورق الكرتون : ويوجد منه نوعان:
    - النوع المضلع : ويتكون من عدة طبقات، ويُستخدم لإنتاج صناديق التعبئة.
    - النوع الرمادي : ويصنع بتجفيف عجينة اللب المستخدمة فيه بأفران خاصة، بدلاً من أسطوانات التجفيف، ويُستخدم في تجليد المطبوعات المختلفة.
    الورق المقوى: ويعالج اللب المستخدم في تصنيعه بمواد كيميائية مختلفة، ويُطْلَى بطبقات من الشمع، حيث يستخدم في تغليف المواد الغذائية.
    وأولى دول العالم في إنتاج الورق هي الولايات المتحدة الامريكية وكندا إذ يصل إنتاجهما مجتمعَيْن إلى 40% من الإنتاج العالمي. وعلى الرغم من غزارة إنتاجهما من الورق، إلاّ أن استهلاكهما المتزايد يصل إلى حد استهلاك معظم الإنتاج، واستيراد الورق من مناطق أخرى من العالم.


























    مواضيع مشابهة:

  2.    روابط المنتدى



  3. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مهندس زراعي
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    71

    مشاركة: صناعة الورق من الاشجار


    بارك الله فيك اختاه وجزاك الله خيرا


  4. #3
    الصورة الرمزية amonaa
     غير متصل  مشرفة قسم الصناعات الغذائية كاتب الموضوع
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    البحيرة - اسكندرية -مصر
    المهنة
    مهندسة زراعية -ماجستير صناعات غذائية
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,080

    مشاركة: صناعة الورق من الاشجار


    شكرا لك اخى عمر على مرورك ................مع ارق امنياتى بالتوفيق باذن الله



  5. #4
    الصورة الرمزية Citrus
     غير متصل  نائب المدير العام (سابقا)
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    Egypt
    المهنة
    دكتور فى الفاكهه
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    3,765

    مشاركة: صناعة الورق من الاشجار


    سلام عليكم
    جميل جدا ....جزاك الله خيرا
    تحياتى


    • {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ }يس80
    • يا رب ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
    • قدم كل مالديك ، أبدع في مواضيعك, ولا يغرك فهمك ، ولا يهينك جهلك ، ولا تنتظر شكر أحد ، بل أشكر الله

  6. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    jordan
    المهنة
    مبرمج
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    122

    مشاركة: صناعة الورق من الاشجار


    جزاك الله كل خير ،،، الموضوع فعلا جميل ومفيد ومعلومات قيمة جدا


  7. #6
    الصورة الرمزية amonaa
     غير متصل  مشرفة قسم الصناعات الغذائية كاتب الموضوع
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    البحيرة - اسكندرية -مصر
    المهنة
    مهندسة زراعية -ماجستير صناعات غذائية
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,080

    مشاركة: صناعة الورق من الاشجار


    شكرا لكم اخوانى الكرام للمرور ..................مع ارق تحياتى بالتوفيق باذن الله



  8. #7
    الصورة الرمزية amonaa
     غير متصل  مشرفة قسم الصناعات الغذائية كاتب الموضوع
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    البحيرة - اسكندرية -مصر
    المهنة
    مهندسة زراعية -ماجستير صناعات غذائية
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,080

    مشاركة: صناعة الورق من الاشجار


    تدريب بسيط لكيفيه صناعه الورق بواسطه احد الطلبة السعوديين لاعادة تدوير مخلفات الورق




    اناء به كمية من الماء ويتم نقع فيه قطع الورق الصغيرة لاعادة تدويرها



    تضرب فى خلاط كهربائى لاعطاء مزيج غليظ من معجون الورق



    يضاف نسبة من النشا









  9. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    مصر
    المهنة
    رئيس مجلس ادارة جمعية سلة غذاء مصر وخبير التغذية بجامعة تورينتو كندا
    الجنس
    ذكر
    العمر
    41
    المشاركات
    171

    بارك الله فيك 000 واتمنى من الله تعالى ان يعطيكى من العلم لخدمة الاسلام و المسلمين



  10. #9
    الصورة الرمزية amonaa
     غير متصل  مشرفة قسم الصناعات الغذائية كاتب الموضوع
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    البحيرة - اسكندرية -مصر
    المهنة
    مهندسة زراعية -ماجستير صناعات غذائية
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    2,080

    شكرا جزيلا اخى جميل واتمنى لك السعادة الدائمة والتوفيق باذن الله



  11. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    فلسطين / نابلس
    المهنة
    طالب
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    418

    بارك اله في موضوعكي الرائع



  12. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    ****بلاد العجائب****
    المهنة
    طبيب الارض ,,,
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    848

    موضوع متميز اختى الكريمه وفكره جيده جدا عن تطور الورق و صناعته . جزاكى الله خيرا كثيرا


  13. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    سوريا
    المهنة
    مهندس زراعي
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    31

    شكرا لك أختي .... وللعلم فقط إن طول الليف في عجينة الورقpaper pulp له أهمية كبيرة في تحديد جودة ومتانة الورق إضافة الى نسبة طول الليف إلى سماكة جدار الخلية....وهناك معايير أخرى فيزيائية مثل معاير قوة ومتانة الورق وهي :
    1- الشد الطولي
    2- الشد العرضي
    3- التمزق الطولي
    4- التمزق العرضي
    5- قوة الانفجار ومقاومة الانفجار

    ولها أهمية كبيرة خاصة في صناعة ورق أكياس الاسمنت ... هذا المنتج الذي يتطلب متانة وقوة كبيرة لكي يستطيع تحمل ثقل المادة التي ستوضع فيه مقارنة مع ورق الكتابة أو الورق الصحي(المناديل الورقية).
    عموما إن موضوع الصناعات الورقية تطور بشكل كبير جداً في الفترة الأخيرة وللأسف نحن مازلنا نستورد كميات كبيرة في وطننا العربي رغم وجود المادة الأولية في بلادنا.


  14. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    ليبيا
    المهنة
    معيدة بالجامعة
    الجنس
    أنثى
    العمر
    42
    المشاركات
    8

    لو سمحتم اريد مراجع حول الاثر البيئي لصناعة الورق


  15. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    صلالة
    المهنة
    استكشاف
    الجنس
    ذكر
    العمر
    43
    المشاركات
    5

    ما شاء الله تبارك الله

    ابداااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااع



  16. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    فلسطين
    المهنة
    طبيب بيطري
    الجنس
    أنثى
    العمر
    59
    المشاركات
    3

    شكرا


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amonaa مشاهدة المشاركة
    الـــورق
    تباينت المواد المستخدمة في إنتاج الورق باختلاف الأمم والعصور؛ فبدأ الفراعنة باستخدام نبات البردي ( Papyrus )، ومنه اشتق لفظ الورق باللغة الإنجليزية ( Paper)
    ثم قام الصينيون بصناعته من عجينة مُشكلَّة من ألياف القنب، ولحاء شجر التوت، والخرق البالية، حيث كانت تخمر، ثم تفرد لتجف، وتستخدم للكتابة عليها.
    وبعد الميلاد ظهرت أنواع مختلفة من الورق، فاستخدم الأنجلوساكسون لحاء شجر الزان. أما الرومان والإغريق، فقد استخدموا أنواعاً رقيقة من جلود الماعز وصغار الأبقار في كتابة الصكوك.
    وعند وصول الفتح الإسلامي لأواسط آسيا، اتصل المسلمون بالحضارة الصينية، وأخذوا عنها صناعة الورق. فأنشأ المسلمون مصنعاً للورق في سمرقند عام 751.

    وفى نهاية القرن الثامن عشر لاحظ عالم الطبيعة الفرنسي رينيه أنطوان دي ريمور (René Antoine de Réamure ) أن بعض أنواع الدبابير تبني أعشاشها من مادة شبيهة بالورق المقوى، وبتتبع هذه الدبابير، وجد أنها تقوم بالتهام لب الأخشاب، ومضغه، ثم بناء أعشاشها منه، فقام- منذ ذلك الحين- باستبدال لب الأخشاب بالألياف والخرق؛ حيث كان يتم استخلاص لب الأخشاب من أشجار الغابات، ثم يخلط بالماء حتى يصبح عجيناً، ثم يفرد ويجفف فيصير ورقاً

    ولكي يتم استخلاص اللب من الأشجار لابد من إذابة المادة اللاحمة لألياف الخشب، والمعروفة باسم (اللجنين)، وكانت عملية الإذابة في بادئ الأمر تتم باستخدام حجارة مستديرة ضخمة تشبه الرحى، تُدفع خلالها جذوع الأشجار، ونتيجة للاحتكاك الشديد تنتج حرارة كافية لإذابة اللجنين.
    أما الآن فقد أصبحت الحرارة تنتج من عملية تسخين أولي لجذوع الأخشاب، ثم تدفع قطع الخشب بين أقراص دوارة ذات سرعات عالية، فينتج عن ذلك تفتيت الخشب إلى ألياف.
    وفي خمسينيات القرن التاسع عشر استطاع الكيميائي الأمريكي بنيامين تلجمان ( Benjamin C. Tilghman ) أن يستخلص اللب بمعالجة مسحوق الخشب بمحلول حمض الكبريتوز تحت البخار الساخن. وفى عام 1883، قام المخترع الألماني كارل دول (Carl Dohl) بإضافة كبريتات الصوديوم إلى الصودا الكاوية في عملية استخلاص لب الأخشاب، الأمر الذي أنتج نوعاً ملائماً لصناعة الورق المقوى الذي اُستخدم في تصنيع صناديق الكرتون والعبوات الورقية المختلفة.
    وفي بعض مصانع الورق يتم الجمع بين الطريقتين السابقتين؛ إذ تضاف مواد كيميائية، ثم يدفع الخليط الناتج إلى الأقراص الدوارة لفصل الألياف.
    ومع التطور المستمر في صناعة الورق، أصبحت عملية الاستخلاص تتم باستخدام وسائل أكثر تعقيداً، ويتم التحكم فيها باستخدام الحاسوب.



    وبعد إتمام عملية الاستخلاص، يُدْخل اللب في عملية التكرير، بواسطة إمراره خلال شرائح دوارة داخل مصفاة التكرير؛ فينتج عن ذلك تحلل جدر خلايا ألياف الخشب، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين ألياف أكثر مرونة. وبتكرار هذه العملية عدة مرات يتم الحصول على ورق ذي جودة أعلى. وبعد ذلك يتم غسل اللب، وترشيحه، وتجفيفه، ثم إضافة بعض المواد المبيضة.



    وتقسم الأخشاب المستخدمة في صناعة الورق إلى نوعين:
    الأول : أخشاب لينة: مثل أخشاب شجر الصنوبر، والأناناس، والتنوب. وتتميز هذه الأخشاب بأليافها الطويلة؛ ولذا تُستخدم في صناعة معظم أنواع الورق.
    الثاني أخشاب صلبة: مثل أخشاب شجر الصمغ، والحور، والقيقب، والبلوط. وتتميز هذه الأخشاب بأليافها القصيرة. ويستخدم لب هذه الأخشاب في صناعة أوراق الطباعة، والكتابة، والأنواع الفاخرة من الورق.
    ونظراً إلى فقر الكثير من دول العالم من الغابات، يلجأ عدد منها إلى إضافة قش الأرز والقمح إلى لب الأخشاب في تصنيع الورق.
    وبعد مرحلة التكرير تأتي مرحلة تشكيل العجينة على هيئة أفرخ. وقديماً كان ذلك يتم بطريقة يدوية، حتى جاء الفرنسي نيكولاس روبرت (Nicholas Robert )، في عام 1798 واستحدث البكرات لفرد عجينة اللب.
    وفى عام 1803، قام الأخوان الإنجليزيان هنري وسيلي فوردينيه (Fourdinier Brothers ) بتصنيع آلة عرفت باسم "آلة فوردينيه". حيث ظلت هي الآلة الأساسية في تصنيع الورق حتى يومنا هذا. ويبلغ عرض هذه الآلة عشرة أمتار، وطولها أكثر من مائة متراً، وتستطيع إنتاج فرخ متصل من الورق بعرض عشرة أمتار، وبسرعة تصل لأكثر من تسعمائة متر من الورق في الدقيقة الواحدة.
    وتُكَوَّن الأفرخ عن طريق نشر عجينة اللب فوق سير دائم الحركة والاهتزاز، حيث تؤدي إلى تساقط الماء وانحساره عن العجينة بمساعدة آلات ماصة. تتبقى بعد ذلك حصيرة من الألياف شبه الجافة التي تعصر خلال أقراص دوارة، ثم تمرر على أسطوانة تجفيف مسخنة بالبخار فيزال معظم محتواها المائي. ثم تنعَّم أسطح الأفرخ المجففة بواسطة ضغطها بين أسطوانات آلة خاصة يطلق عليها "آلة التصقيل"، ثم تُطوى الأفرخ، وتلف - بعد ذلك - على بكرات.
    ومن الملاحظ أن الروابط الكيميائية التي تسبب قوة الورقة، وتماسكها تنشأ أساساً خلال مرحلة التجفيف، الأمر الذي يتطلب إجراء هذه المرحلة بكفاءة عالية.
    تختلف أنواع الورق تبعاً للطريقة المستخدمة في تصنيعه، وتبعاً للمعالجات الكيميائية التي تُجرى عليه خلال التصنيع. وعادة ما تختلف تلك الطريقة وهذه المعالجات باختلاف الغرض المراد استخدام الورق فيه. فعلى سبيل المثال، يصنع ورق الطباعة من الألياف المستخلصة بالطريقة الكيميائية، ويعالج لمنع تشرب الحبر أثناء الطباعة.
    أما أوراق التغليف، فيتم تلميعها وصقلها لتبدو لامعة براقة، كما أنها تعالج معالجة خاصة لتلافي تشربها بالسوائل. أما أوراق الدعاية والإعلان، فتغطى بطبقة خليط من الصلصال النقي والمواد اللاصقة.
    وتكون أوراق الكتابة العادية قليلة التكلفة، إذ تصنع من الألياف المستخلصة ميكانيكياً. أما المناديل الورقية وأوراق النشاف والصناديق الورقية، فتصنع من الألياف المعاد تصنيعها (Recycled Fibers ) .
    ومن أكثر أنواع الورق رواجاً:
    ورق الجرائد : وهو ورق خفيف قليل المتانة قصير العمر شديد التشرب للسوائل.
    ورق المجلات: وهو يشبه ورق الجرائد، إلا أنه يتميز عنه بلمعانه الواضح.
    ويصنع كلا النوعين من اللب المستخلص بالطريقة الكيميائية.
    ورق الطباعة: يصنع من اللب المستخلص بالطريقة الكيميائية كذلك، إلا أنه يضاف إلى عجينته أنواعٌ من الخِرَق، ثم يعاد معالجة العجينة كيميائياًّ. ويتميز هذا النوع بمقاومته الشديدة للرطوبة وقلة امتصاصه للسوائل.
    ورق الكرتون : ويوجد منه نوعان:
    - النوع المضلع : ويتكون من عدة طبقات، ويُستخدم لإنتاج صناديق التعبئة.
    - النوع الرمادي : ويصنع بتجفيف عجينة اللب المستخدمة فيه بأفران خاصة، بدلاً من أسطوانات التجفيف، ويُستخدم في تجليد المطبوعات المختلفة.
    الورق المقوى: ويعالج اللب المستخدم في تصنيعه بمواد كيميائية مختلفة، ويُطْلَى بطبقات من الشمع، حيث يستخدم في تغليف المواد الغذائية.
    وأولى دول العالم في إنتاج الورق هي الولايات المتحدة الامريكية وكندا إذ يصل إنتاجهما مجتمعَيْن إلى 40% من الإنتاج العالمي. وعلى الرغم من غزارة إنتاجهما من الورق، إلاّ أن استهلاكهما المتزايد يصل إلى حد استهلاك معظم الإنتاج، واستيراد الورق من مناطق أخرى من العالم.



























صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة