إستراحة إيمانية - {4 }



سبحان الله الذي وضع عنصرالأوكسجين الذي يساعد على الإشتعال بشدة بين عنصرين من الهيدروجين{ يشتعلان تلقائيا وبشدة} ليقدم لنا الماء الذي يطفئ العناصر المشتعلة



المــــــــاء وتين الحياة
بســــــــــم الله الرحمن الرحيـــم
{أو لم يرالذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون }صدق الله العظيم
بحث مقدمه / عبد الرحمن شريف عبدالله




الماء

نقدم هذا البحث المتواضع ونضعه بين يدي القارئ الكريم للتأمل والتدبرفي طلاقة قدرة الخالق الواهب رافع السماء بلا عمد وجعلها سقفا محفوظا ، والذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزل من السماء ماءطهورا ، وخلق من الماءبشرا فجعله نسبا وصهرا، فهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج و جعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي أنزل من السماء ماء بقدر وأسكنه في الأرض وأنه على ذهاب به لقدير ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماءاهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شئ قدير، وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا . فالذين آمنوا واتقوا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده ، فوفاه حسابه والله سريع الحساب .


إهــــــــــــداء
أتشرف بإهداء هذا البحث المتواضع إلى: -
*والديً
*دكتور / عبدالله الزبير عبدالرحمن جامعة الإيمان بصنعاء
سابقا

شكــــــروعرفــــــــان
نزجى شكرنا من غير من ٍ ولا تكلف لكل من ساهم في إخراج هذا البحث المتواضع وشد ما راقني واسترعى إنتباهي وتوهجت له ظنوني بأمل مسرف ذلكم الدعم المعنوي الذي وجدناه من دكتور / عبدالله الزبير عبدالرحمن فكان بمثابة حجر الزاوية ورفع الغطاء عن البخار المحبوس . وأخص بالشكر أيضا الأخوة الأفاضل : -



* محمد الأمين مصطفى
* عبدالسلام حميدة
* أميرعبدالله
بما قدموه من جهد مقدر فى كتابة هذا البحث فى الطبعة الأولى بالجمهورية اليمنية صنعاء 1996 م.

*** هذا التقرير يحتوي علي أكثر من خمسين صفحة وحتى لا يكون ظلنا ثقيلا عليكم سوف نكتفي بعرض بعض الصفحات {مختصرة }في حلقات لعلها تنال رضاكم


الماء وتين الحياة
قال تعالى فى كتابه المكنون (أولم يرالذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حئ أفلا يؤمنون سورة الأنبياء) فالماء إذا هو أساس الحياة وله أهمية كبيرة فبدونه لا يمكن أن توجد حياةعلى وجه البسيطة لذلك نجده يدخل فى تركيب الإنسان والحيوان والنبات ويعتبر الماء أحد الشروط لأساسية للزراعة . كما يمثل أهمية كبيرة فىقيام العديد من الصناعات المختلفة
تشكل المسطحات المائية (71%) من مساحة الكرة الأرضية وتحتل الجزءالجنوبى منها ، بينما تشكل اليابسة (29%) وتحتل الجزء الشمالى منها ولكن تحدث تحولات كبيرة للماء فى مساحات شاسعة تشمل القارات والمحيطات ، فحرارة الشمس التى تسقط على الأرض تؤدى إلى تبخر المياه من المسطحات المائية ، فيتصاعد البخارفى الغلاف الغازى للأرض مما يؤدى إلى إنخفاض درجة حرارته وبالتالى تكثفه مكونا السحب التى تسقط الأمطار [ تحت ظروف معينة ] فتتكون السيول والأنهارالتى تجرى على الأرض ، كما نجد أن قسطا من هذه الأمطار يتسرب إلى باطن الأرض مكونا المياه الجوفية .
القرآن الكريم الذى أنزل قبل { 1400 } عام تضمن بعض المعلومات عن ظواهر بحرية لم تكتشف إلا حديثا بعد إستخدام بعض الأجهزة والتقنيات المتطورة ، فالبينة ال القرآنية حية قائمة بين أيدينا تشع بأنوارها عبر القرون وتدهش بحقائقها اليوم علماء ا الكون فى شتى التخصصات ، فالمعجزة القرآنية باقية متجددة إلى قيام الساعة يعرفها ا الناس على ختلاف ثقافاتهم وعصورهم يرى فيها البدوى فى الصحراء ما يكفيه ويرى ا الأستاذ الجامعى ما يكفيه فيخبرنا الله تعالى جل شأنه وعظمت قدرته أن أصل الماء من السماء

قال تعالى{ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض سورة الزمر }وقال تعالى { وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون سورة المؤمنون .} فإذا أنزل الماء من السماء كمن فى الأرض ثم يصرفه الله تعالى جلً شأنه فى أجزاء الأرض كما يشاء وينبعه عيونا بحسب الحاجة إليها وهو العليم الخبير، عن إبن عباس قال : ليس فى الأرض ماء إلا نزل من السماء ولكن عروق الأرض تغيره كما فى قوله تعالى { فسلكه ينابيع فى الأرض }فمن سره أن يعود الماء المالح عذبا فليصعده ،وقال سعيد بن جبير : أن أصل الماء من الثلج حيث يتراكم على الجبال فيسكن فى قرارها فتنبع العيون من أسافلها . وتوضح الآية الكريمة { الذى جعل لكم الأرض مهدا }أى فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون ، مع أنها مخلوقة على تيار من الماء لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد .
لقد قدر الخالق أن الحياة لا تكون بغير الماء ، فهدى الأرض عند إنفصالهاعما فى السماء من الأجسام أن تنفصل بالقدرالمناسب من غازى الهيدروجين والأوكسجين لتكوين القدر المناسب من الماء لحياة ما على لأرض من الكائنات الحية شريطة أن يبقى القدر المناسب من الأوكسجين لتنفس تلك الكائنات الحية . فلو زاد مقدار الهيدروجين عند إنفصال الأرض لإتحد مع الأوكسجين و لزادت كمية الماء فتطغى على القارات و تغمرها ولأدى ذلك لإنعدام الأوكسجين فى الهواء الجوى فتموت الكائنات الحية .
قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه : لم تنزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدى ملك ، فلما كان يوم نوح عليه السلام أذن للماء دون الخزان فخرج لقوله{ إنا لما طغى الماء حملناكم فى الجارية سورة الحاقة } وذكر الله تعالى فى الحوار الذى دار بين نوح وإبنه قال تعالى على لسان إبن نوح { قال سئاوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم
اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين سورة هود}
إذا كان من الضرورى أن ينزل الماء من السماء بقدر وبالقدر المطلوب وبحسب الحاجة للزروع والثمار وشرب الناس لأنفسهم ولأنعامهم ولإحياء الأرض الميتة ، قال تعالى { وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته وأنزلنا السماء ماء طهورا
لنحى به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا}2 . فاهتزت الأرض وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ،كما نجد أن أنظارالعلماء والمختصين فى مجال بحث وتطويرالمصادر المختلفة للغذاء التى وهبها الله لنا مصداقا لقوله تعالى{فامشوا فى مناكبها وكلوا
من رزقه وإليه النشور } تتجه الآن الى البحار والمحيطات وخاصة لأن الكمية المنتجة من المواد الغذائية [الكاربوهيدراتية ] بواسطة النباتات المائية واليابسة تزيد عن مائتى مليون طن سنويا ولكن [ 80% ] من هذه الكمية لا يستفاد منها لأ نها تنتج فى البحار والمحيطات ، أما الكمية المستغلة فعلا تشكل [ 10% ] فقط لأن ال[ 10% ] المتبقية تدخل فى تركيب الأخشاب وبقايا النباتات التى لا تستخدم كغذاء للإنسان ومازال العلماء والمختصون يكدون فى الإجتهاد والبحث الدؤوب حتى يتسنى لهم الإستفادة من هذه الكمية الهائلة المنتجة بواسطة النباتات المائية ولكن لم يتم التوصل الى نتائج حاسمة فى هذا المضمار بالرغم من الطفرة الهائلة التى حدثت فى تكنولوجيا وتقنيات العلوم المختلفة فى هذا القرن ، وهذا مايؤكد محدودية علم الإنسان وفوق كل ذى علم عليم .
سائلا الله لى ولكم التعلم والتفقه فى شتى علوم الحياة وعلوم الدين كما نسأله سبحانه وتعالى سواء السبيل ومن الجنان الفردوس الأعلى كما جاء فى الصحيح إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهارالجنة . قال أنس بن مالك رضى الله عنه [ لعلكم تظنون أن أنهار الجنة تجرى فى أخدود الأرض ،

والله أنها تجرى سائحةعلى وجه الأرض حافاتها قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأزفر .
فهلا نشكر الله تعالى الذى سقانا ماء عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا العظيمة ، وهلا نشكر الله العلى القدير الذى سخر لنا السحاب الثقال برحمته بين السماء والأرض وأنزل من المزن ماء مباركا وأنبت به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ، أء له مع الله ، لا إله إلا أنت سبحانك }
عبد الرحمن شريف عبدالله
المملكة العربية السعودية .. الزلفى .07/03/2004 م
الطبعة الأولى فى يونيو1996 بالجمهورية اليمنية صنعاء

مواضيع مشابهة: