أختي دعاء أحترم رأيك كثيرا, وأخي الفيلسوف monstera سعدت لمشاركتك التي قسمت فيها شعر البعير أو بمعنى آخر: ضربت على النبض .. أولا أوافقك الرأي على ما تفضلت به من كلام عن السادية, ولكن صدقني لست من محبي التعذيب يا عزيزي .. اللهم أبعده عنا وأبعدنا عنه
.. ولكنني لا مانع أن نستخدمه أحيانا وعند الضرورة وسأوضح ذلك فيما سيأتي. ولي تعقيب على النص لكي أوضح الامور بشكل أحسن. ليست القصة قصة رعب أو تعذيب ...
كيف نفهم النصوص الأدبية أو أي نص؟
لكي نفهم النصوص الأدبية يجب أن نعرف القليل عن الكاتب, والقليل عن الأساليب التي تستخدم في الكتابة وغيرها ... تماما مثلما نتعامل مع القرآن الكريم. لكي تفهم القرآن الكريم يجب أن تعرف الأحداث والظروف التي نزل فيها. كما يجب أن نعرف من الذي أنزله على قلب محمد وما هي صفاته سبحانه وتعالي حتى نعرف سبب قوله هذا وذاك. وبهذا تتضح إليك معاني الآيات ومغزاها وأبعادها ... والله أعلم ...
فما هي إذن الظروف التي جعلتني أكتب هذه القصة؟ ولماذا إستخدمت هذا الأسلوب؟ وماذا عني؟
قبل الإجابة على ذلك أود أن أقول بالنسبة للقصة (التنورة الحمراء) فانا عادة أترك القراء يقرؤون النص وأرى ردات فعلهم ومن ثم أعلّق عليها. أولا النص يصور حالة رجل - فعلا مجنون, بل هو أكثر من ذلك, هو رجل "سادي" أو "sadist" (أي يتلذذ بتعذيب الناس). أظن أن هذه الفكرة تجعل القارىء يفهم النص أكثر.
1- أما الظروف التي جعلتني أكتب هذه القصة هي: أولا أنا أكره العري أو الإباحية. وأظن أن أكبر المشاكل التي يواجهاها الشباب هذه الأيام هي الإباحية المنتشرة على السطوح والشوارع والله أعلم وين كمان. على الأقل أنا أتكلم عن لبنان - البلد الشهير الذي باتت الإباحية فيه خلق يتخلق بها الناس علنا. وما "يزيد الطين بلّة" هو أن الزواج بات صعبا وهذا يزيد من المشكلة! لا أظن أن الصبر وغض البصر هو الحل المثالي لذلك. ليس من المنطقي أن أضع إنسان في ملهى ليلي وأقول له لا تشرب ولا تزني ولا تفعل كذا. أو أن أقول له إصبر واتق الله!! ... هل توافقونني الرأي ؟
2- ولماذا إستخدمت هذا الأسلوب؟ لأنه لا شك إذا أردنا أن ننتقد الإباحية علنا على التلفاز أو في الجرائد أو في أي مكان سنواجه موجة عارمة من الإنتاقادات - ببساطة لأنه - كما ذكرت - أن الإباحية إنتشرت في كل مكان وباتت شيىء طبيعي (وأكرر أنني أخص لبنان في ذلك). لذلك أردت أن أبتعد عن الأسلوب الوعظي الناشف وأستخدم أسلوب يشد القارىء, ويكون جدي و ساخر بنفس الوقت. أسأل الله أن يكون وصل المعنى.
أما فيما يتعلق بي أنا فأكتفي بالقول - عليكم أن تتعودوا على نوعية كتاباتي .. ومنها يستطيع القارىء معرفة الكثير من الأشياء عني. وأخيرا أقول لمن لا يعجبه أسلوبي أنه ليس هناك من يكتب بوتيرة أو أسلوب واحد طوال حياته.
وأخيرا أقول, ليس هناك شيىء مرفوض في الأدب. يحق للكاتب أن يستخدم كل الأساليب لكي يوصل أفكاره - مهما كانت تلك الأفكار - ولو كانت تتناقد مع أفكارنا (هذا رأيي الخاص) والطريقة الأمثل للرد على المخالفين لنا هي أن نكتب نحن أفكارنا ونجادلهم بالتي هي أحسن.
- قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
أخوكم الصغير عوني ..
في أمان الله ..