مبدأ الهوية في الفواكه العربية
من
مساهمات و ابداعات
و تعليقات
الشيخ المراكشي
لحسن بنلفقية
3 يناير 2007
مبدأ الهوية كما يحدده المعجم الفلسفي
الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ 1979 يقول :
مبدأ الهوية :principe d identité .1
ـ مبدأ يعبر عن ضرورة منطقية تقضي بأن يكون كل معنى يتصور على أنه عين ذاته ، فلا يتغير بحال ، و ما هو صادق دائما و في مختلف الأحوال ، و الموجود هو ذاته دائما . فلا يختلط به غيره و لا يلتبس بما ليس منه ، و يسمى " مبدأ وحدة الذات "
.2 ـ هذا المبدأ أساس الأحكام و البرهنة السليمة . / إنتهى نص المبدأ ...
فإذا حاولت تطبيق هذا المبدأ على أسماء فواكه الأستاذة ضياء ،
و هي : الإجاص ، و البرقوق ، و الخوخ ، و الدراق ، و أضيف من عندي إسم المشمش ، أجدني في حيص بيص من أمري إن صح التعبير .
فضرورة المبدأ ـ حسب فهمي المتواضع لنصه ـ
تقتضي أن يُـتَـصَوَّرَ نـفس الشكل المورفولوجي ، و يُـتَخيل نفسُ المذاق و نفسُ الطعم لنفس الفاكهة عند النطق بواحد من أسماء الفواكه السالفة الذكر و المعروضة للبيع في اسواقنا العربية . و هذا هو الأمر العادي و المنتظر في كل اللغات و عند كل الشعوب . حتى يكون كل معنى يتصور على أنه عين ذاته كما يقول المبدأ ... فإذا طلبت من أي بائع فاكهة فرنسي أن يعطيني les prunes و هي Plum بالإنجليزية ، فلن يعطيني les poires و هي Pear بالإنجليزية . و لو فَـعَـلها فعلا لكانت نكتة تتناقلها الألسن في المجالس للضحك و تفريج الكروب : ? Je lui demande les prunes et me donne les poires ? و النكتة من وضعي بالمناسبة ....و هذه النكتة رغم غرابتها هي الواقع المعاش في أسواقنا و حتى في معاجمنا العربية و المعربة ، و إليكم بعض الأمثلة : لو وقفت أمام بائع فاكهة في دمشق ـ و هذه من أمنياتي ـ و طابت من البائع كيلوغراما من الخـــوخ [ و هو عندي les pêches بالفرنسية ] ، فإنه و لا شك سيعطيني فاكهة أسميها أنا البرقوق [ و هو عندي les prunes بالفرنسية ] ... و سيكون الواقع المعاش آنئذ بالنسبة لي ، هو العجب و الحيرة من أمر بائع سليم المظهر لطيف الهيئة حسن السلوك ، و مع كل هذا و ذاك : أطلب منه خوخا و يعطيني برقوقا ...و لو حاولت الإستعانة بمعاجمنا العربية في إيجاد حل لهذه المعضلة ، كما يفعل السواح الأجانب ببلداننا ، و فتحت كتاب الفرائد الدرية مثلا ، للأب بيلو اليسوع [ط. 1955] ، و هو قاموس عربي ـ فرنسي ، فإني سأجد بأن إسم خوخة يطلق على une pêche كما يطلق على une prune... بمعنى أن الخوخ في الشام هو البرقوق بالمغرب ، و أن الخوخ في المغرب هو البرقوق في الشام و لو فتحت قاموس المنهل [1972] لوجدت نفس المنطق : Prune : خوخة ، برقوقة [ ثمرة الخوخ و البرقوق ] .و نفس المنطق في قاموس المورد ، و هو إنكليزي ـ عربي [ ط.2000] : و فيه : Plum = شجرة الخوخ أو البرقوق . ثمر البرقوق أو الخوخ.... وهنا ننتقل من ميدان النكت البريئة لنجد أنفسنا في ساحة المعقول و اللامعقول في استعمال ألأسماء العربية لتحديد أشخاص الفواكه الربانية .
فما رايك يا أستاذة في المشكلة بعد أن استعملنا أكثر اللغات الحية تداولا بيننا ؟؟؟