المكان والزمان طريق مطروح الصحراوى بعد منتصف الليل الطريق طويل ومظلم وان تخلله من وقت لأخر ضوء خافت ..قد يكون بيت على الطريق...او سيارة سريعة على الطريق الاخر او حتى سراب يعكس اضواء النجوم .....
بحثت فى الراديو عن شئ يشغلنى ويوقظنى من رهبه الطريق.
ولست من هواه الاغانى والموسيقى .ولا احب الا الاستماع لآيات القرآن الكريم...لم اجد مع كل اسف اى شئ ولا حتى باللغات الاخرى مددت يدى الى الكرسى الخلفى ابحث عن ترمس الشاى وصببت كوبا كبيرا لعلى اهدئ روعتى اقطع فيها اميالا متنبها يقظا..
.لا احب السرعة ومن حين لأخر اراقب العداد وأجدنى قد تجاوزت بكثير فأخفف قدمى على البدال
ا لساعة تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل ومازال امامى مائتان كيلو متر ودق جرس التليفون وأتانى صوت ابنتى وهى شبه نائمة تريد الاطمئنان ومعرفه الى اين وصلت ..طمأنتها وطلبت منها ان تنام وعلى ضوء السيارة شاهدت رجلين يشيران لكى اتوقف لهما ...وترددت ولم اتوقف خوفا منهما وانشغلت بعد علامات الكيلو مترات فوجدتنى اسرع مره اخرى فتوقفت عن ذلك ..
الوحدة فى السفر الطويل تجعل من السفر مهمة صعبه ..واليقظة بقدر ماهى مطلوبة إلا ان العين والإرهاق تجافى الواقع وحاربت عينى المفتوحة غصبا عنها حتى وصلت الى استراحة صغيره إلا انها مليئة نوعا ما بالحركة والبشر ويبدو انها مجمع لسيارات النقل التى تتحرك ليلا على الطريق ....بحثت عن مائدة ولم اجد... وأسرع النادل بكرسى وطلب منى الجلوس حتى تفرغ مائدة وطلبت منه شوب من القهوة السادة اقترب منى شاب تظهر على وجهه علامات الشيطنة وطلب منى ان اصطحبه معى الى القاهره ...فتحللت منه بأدب واعتذرت له ..نظر نحوى باستغراب ويبدوا انه كان يريد العراك معى ..لم اعطه انتباها وتعمدت وإنا استخرج سجائرى ان اظهر له سلاحى بجانبى ..فأبتعد عنى وهو يزمجر ورشفت اخر ما فى الفنجان وأسرعت الى السيارة وإنا اراقبه خوفا من ان يتبعنى ....
فمنذ قيام الثوره والبلطجيه فى كل مكان وسلاحى لم يفارقنى ...السلاح للحماية وليس للتباهى ..
ظهرت اضواء القاهره متلئلئه من بعيدفهى مدينه ليلها كنهارها ..حتى فى ايام حظر التجول ..ومن يريد رؤية عظمتها وحجمها الكبير ينظر اليها ليلا ومن بعيد ...حتى من الطائره لا تستطيع رؤيتها نهارا بسبب تلوث جوها اما ليلا فالوضع مختلف تظهر اضوائها فى كل مكان وكأنها قارة وليست بلدا .
وصلت بيتى مع أذان الفجر وحمدت ربى على سلامتى شكرا يا ربى
مواضيع مشابهة: