غانية لعوب شدت إليها كل من وقع في هواها - و ما أكثرهم - استجابوا لدعواتها و تعلقوا بضفائر شعرها الحريري ظناً انه حبل نجاة , دنوا منها متمايلين مع قدها المياس لم يروا وجهها بل تعمدوا عدم النظر إليه لأنهم لا يريدون رؤية الحقيقة , كلما أقبلوا أدبرت عنهم وهم في سعيهم كالكلاب المسعورة كلٌ يريد حصته وحصة غيره إذا استطاع , ترمي لهم الفتات ليأخذوها كأنها غنائم يتصارعون عليها و من أجلها قد يقتل الأخ أخاه ويصبح الحرعبداً لشهواته و طيشه
وقف شاب على مسافة منها ينظر إلى وجهها بإزدراء و إلى عبيدها باحتقار وشفقة ويحكم ماذا صنعتم بأنفسكم ضاع صراخه في المعمعة الشهوانية الدائرة و صموا آذانهم عنه و من حاول الذهاب إليه لف بقيد من حديد
اقتربت منه و دعته حاولت إغراءه قالت أعطيك المال , رد : يذهب و يعود
إذاً فالسلطة , الرد : على هؤلاء العبيد ??!!!!!! أنا سيدهم و أنا هنا
قالت : إذاً خذ كل ما تريد مني و خرّت راكعة له
أدار لها ظهره قائلاً قد وجدت بغيتي في مكان آخر و ابتعد
(( تلك هي الدنيا تحقر من تبعها وتركع لمن هجرها , تعطينا الفتات لتسلبنا كل شيء ))