أفيقوا يا عرب ... أين أنتم يا عرب؟... هكذا تنادي علينا أرض فلسطين الطاهرة بعد أن لطختها دماء أبناؤها الأحرار ... هكذا تنادي علينا الأم المسكينة التي فقدت زوجها وقتل أطفالها أمام أعينها ... هكذا تنادي علينا الأخت الضعيفة التي هاجمتها قوات الاحتلال الغاشم بعد أن هتكوا عرضها ودنسوا بيتها وأسرا إخوانها ورملوا أخوتها وقتلوا أباها وأمها... فأين نحن من هذا النداء.
لقـــد أسمعــت لــو ناديـت حيـــا ولكـــن لا حيــاة لمــن تنــادي
ولـــو نـــارا نفخـــت بها أضاءت ولكـــن أنـــت تنفــخ في رماد
لقد صموا أذاننا وأغمضوا أعيننا ... نعم لقد انتصر علينا اليهود في حروب كثيرة ... حروب لا سلاح فيها ولا قتال ... انتصروا علينا بغزونا بأفكارهم الهدامة فانسقنا خلفهم حتى أصبحنا لا نري ولا نسمع صراخ إخواننا المستضعفين....
أولئك اليهود... لا عهد لهم ولا ميثاق... يقتلون ويذبحون ويدنسون ويدمرون كل ما هو أخضر ويابس ، ولم يكفهم هذا بل قاموا بتشتيت انتباه المسلمين حتى لا يلتفت أحد إلي ما يفعلون...وبعد أن كان هناك شجب وإنكار وتنديد من حكام العرب ، وكنا ننكر عليهم ذلك أصبح الآن الوضع أكثر سوءا فلا يوجد شجب ولا تنديد...
أما نحن... الشعوب العربية ... اكتفينا بأن نمصمص الشفاه ونحن جالسون أمام التلفاز ونري ونسمع ما يفعل بإخواننا وأهلينا وكل ما نفعله أن ندين ونشجب ثم نلقي التهم علي بعضنا البعض.
هكذا يريد اليهود ... يريدون تشتيت انتباه المسلمين باتهامهم بعضهم البعض. فكل دولة عربية وكل حركة في فلسطين وكل شخص قام بإلقاء التهمة علي الأخر حتى سارت القضية الأساسية هي ذب ودفع التقصير وإلقائه علي الآخرين وتناسينا العدو الصهيوني الذي يتربص لنا ويحيط بنا من كل اتجاه.
فأهنئكم أيها اليهود الملاعين وأنا في غاية الحزن والآسي في نجاحكم في وصولنا لهذا الحد. أهنئكم لأنكم استطعتم بمكركم وخيانتكم أن نلقي التهم علي أنفسنا ونترككم تفعلوا ما تريدون...
لقد أصبحنا لا نفرق بين الجلاد والضحية فكيف لقوم لا يعرفون عدوهم من صديقهم أن ينتصروا. هكذا يسعي اليهود إلي أن نختلف مع بعضنا البعض ويكون شغلنا الشاغل هو التنافر بيننا. لذلك وجب علي كل شخص يري أن هناك أحد مقصر أو دولة مقصرة أن يري شئ أهم وهو أنه أكثر تقصيرا.
أيها المسلمون أفيقوا ... كفانا ما وصلنا إليه فإلي متى سنقاد كالبهائم. يذبحون ويقتلون ويدمرون وأقصي ما نفعله أن نتظاهر ونحرق العلم الإسرائيلي والأمريكي ، ولا مانع أن نسب ونلعن بعض الدول العربية والإسلامية ثم ماذا؟ ثم نكتفي بذلك . فالمظاهرات قد يكون لها ناحية ايجابية وهي دليل علي أن الحدث مس قلوب الناس ولكن الناحية السلبية أن الناس قد اكتفوا بهذا. اكتفوا بما يعرف بجها الحناجر... أخرجوا ما يكتمون داخل صدورهم ثم هدءوا ونسوا الحدث...
عفوا أهل فلسطين فأنتم تدفعون ثمن تقصيرنا ... ثمن تقصير كل المسلمين تجاه ربنا سبحانه وتعالي. ولكن ما يشفي صدورنا أننا نحسبكم من الشهداء . نحسبكم إن شاء الله ولا نزكي علي الله أحد أنكم من أهل الجنة. وليعلم الجميع أنه لا مجلس أمن ولا اتحاد أوربي ولا غيرهما سوف يعيدون الوضع إلي ما كان عليه قبل ... فكيف ننتظر الحق من أهل الباطل ... فليعلم الجميع أن أهل الباطل لايمتلكون كل باطل.
فصبرا آل غزة فغزة لن تضيع ... يا أهل غزة اعتصموا بالله ، والله لا ملجأ ولا منجى إلا إليه سبحانه وتعالي فهو نعم المولي ونعم النصير... فلا نصرة لنا إلا بالعصمة بنعم المولي ونعم النصير ومن تخلي عنه سبحانه وتعالي ووكل إلي قوة نفسه والتي لا تقارن بقوة اليهود فو الله لا نصرة له . فنصر الأمة في إيمانها في توحيدها لكلمة ربها في ثقتها بأن نصر الله قريب. في ثقتها في آيات ربها "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"... فقد جاء الوقت كي يتم توحيد الصف تحت راية لا إله إلا الله. لا تتحزبوا فحزبنا واحد هو حزب الله ورسوله ... دعوكم من المسميات الحزبية التي لا طائل من ورائها... دعوكم من المسميات التي كانت الذريعة التي من خلالها دخل الخونة من المسلمين وغير المسلمين فهدفنا واحد إما النصر وإما الشهادة..
فهنيئا لكم يا من توفاكم الله وأنتم تدافعون عن دينكم وعرضكم... أيتها الأم الحبيبة.. أيها الأب الغالي.. أيتها الأخت الغالية.. أيها الأخ الحبيب.. يأيها الأطفال الأبرار .. يا من تدفعون كل ما تملكون اصبروا وصابروا ورابطو واعلموا أن الله لن يخزلكم ...لقد حيل بيننا وبينكم .. لكن الله ناصركم ان شاء حتي ان وقف أمامكم كل جيوش العالم... لكن حققوا أسباب النصر ... اعتصكوا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ..اذكروا الله كثيرا ... تعلموا كيف استطاع العز بن عبدالسلام أن يوحد كلمة الأمة لملاقاة الأعداء... تعلموا من صلاح الدين الأيوبي... هؤلاء انتصروا حينما أيقنواأنه لا نصر إلا بعون الله ومدده ... أيقنوا بأنهم إن نصروا الله نصرهم الله...
وفي النهاية أود أن أقول لكم أهلي الكرام في غزة وأنا في غاية الحزن والأسي "لا تنتظروا العون من أحد إلا من الله ... لقد حيل بيننا وبينكم بدماؤنا ولكن نحن معكم بدعائنا وأموالنا ... لقد خزلكم حكام العرب.. نعم أقولها بملئ فمي لقد فرط حكام العرب في فلسطين وغيرها من الأراضي الاسلامية المحتلة.. فاصبروا وصابروا واطلبوا العون والمدد من المولي سبحانه وتعالي واتقوا الله فمن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
اللهم عليك باليهود الملاعين أعدائك أعداء الدين
اللهم شتت جمعهم وازرع الخوف في قلوبهم
اللهم ثبت اخواننا المجاهدين في فلسطين
اللهم ارزقهم جند من جنودك يدمر اليهود
اللهم كن لهم معينا وناصرا
أمين أمين ..
مواضيع مشابهة: