ذاكرة شتاء
و طَوى بتلكَ
الصفحَةِ الثَكلى
تجاعيدِ أوراقهِ
و نَظر خَلفُهُ
بِحيّرَةٍ ثَرّى
يُكَحِلُ عَيّنَ من
كانوا لهُ
و لبردِهِ
الثلج َ ,
وَ لِدفءِ بيوتِهِ
ِ النّارَ
.................................
مع إعصارِهِ المرئيّ
سَمِعتُ اللحنَ ينسَجِمُ
يُمَزِقُ قَلبَ أرمَلَةٍ
و يُشعِلُهُ
و يَلتَهِبُ
و يَعودُ ليَلُفَ كَلمَاتِه
بدورةِ الدم
فيهذي ّ الشوقُ و
يَرتَحِمُ
و يَدورُ دَورةً اُخرى
فيأخذها إلى قمرٍ
بين السحابِ
يَستترُ
يَحميها
من عُيون ِ الخوفِ
من التَوحدِ
مع الدُموع ِ
إذا انتحرتْ
فلاتسقط
و تندثرُ
................
................
أمامَ الشُعلةِ الكُبرى
تآخينا
تراضينا
تخاصمنا
و أيضا
تخاصمنا
فخمدَتْ لفِراقِنا النّارُ
تحدثنا
حتى بِرَمادِهَا
الدّافِىء
أبتْ
إلا أنْ تُذكِرنّا
أنسيتَ بُرودَةَ المَنفى
لِحافُ الصُوف
وسادةٌ خَمريّةٌ
تَنأى
بجانبِ اُختِها الصُغرى
أنسيّتَ بَوحَ كَلِمَاتٍ
تُأججُ النَارَ
و تُولِدُ القَهرَا
نَسيتَ
وجهَ عَاشِقةٍ
شربتْ من مائِكَ البَحرَ
و
رقص َغانيةٍ
تُلاحِقُها
بعيونِك غَدرا
تجمدتَ
بتلكَ الحرارة
الصُغرى
رَحلَ الشّتاءُ
رحل الشتاء
و لم تخرفْ
ذاكرتي الكُبرى
انا الشتاء
في كل صفحاتك
تذكرني
و انت تطوي الصفحة الأولى
وردة دمشقية
مواضيع مشابهة: