قصة قصيرة لمي زيادة:
1-يوم ولادته مات فيه إحساسه بالدفء داخل رحم أمه .
2-ويوم صفعه والده لغلط لم يرتكبه أمام أقربائه ليتباهى بأبوته المتعجرفة مات فيه إحساسه بالطمأنينة.
3-وفي يومه الدراسي الأول أكل ركلة على قفاه لتأخره دقيقتين عن الدوام الرسمي بسبب المطر الغزير ،مات فيه حبه للنظام.
4-وخلال حفل توزيع الجلاءات الرسمية تفاجأ بابن المدير الذي لم يحضر الإمتحانات النهائية يحتل المرتبة الأولى في حين أنه راسب في مادتي الرياضة والتربية الفنية ، مات فيه اعتزازه وثقته بنفسه.
5-وحين دهس ابن أحدهم باستهتاره المعهود ولمجرد التسلية قطه المدلل ، ماتت فيه كل أشكال المحبة.
6-ويوم فسر اهتمامه بابنة الجيران العاجزة على نحو سيئ مات فيه حبه للعطاء.
7-ولما سخر منه زملاؤه لأنه يلفظ السن (ثاء) ماتت فيه المقدرة على التواصل مع الأخرين.
8-ويوم مزقت أمه لوحته الأولى بلؤم واضح بحجة الإهمال والتقصير في الدروس ، مات فيه عشقه للفرشاة والألوان .
9-وفي معسكر الكشافة حين تلقى صديقه الوسام بدلا عنه لقاء جهد لم يقم به بل أخذه منه بالغش والخداع، مات فيه النقاء.
10-أما خلال الجامعة ونتيجة لخطة مدبرة محكمة ومدرجة بشكل تصاعدي يتلاءم وطبيعة المنهاج الجامعي ، مات فيه الطموح بالتدريج وبشكل منسق ودقيق للغاية.
11-وحين دبر صديقه مكيدة للإيقاع بينه وبين حبه الأول ، ونجح بفعلته ، مات فيه إيمانه بالصداقة والحب.
12-وبعد طول إنتظار حين إستلم وظيفته، ماتت كل مشاريعه المستقبلية بعد إنقضاء شهر واحد فقط، وبالتحديد يوم قبض راتبه الشهري الأول .
13-وحين قبل عقدا للعمل في الخارج لا يتلائم مع اختصاصه ومع وضعه البشري لكونه كائنا بشريا لا زال رغم كل شئ يحس ويشعر ، ماتت فيه الكرامة.
14-ولما عاد بخفي حنين بعد سنين الغربة المضنية .أغتيل خلاله شبابه بعنف،ماتت فيه الرغبته بزواج كان الهدف من وراء غربته الملعونة.
15-ويوم جاءه الموت حقا ، مات فيه إحساسه بالموت فقد كان جاهزا روحا خلاء خرجت من جسدها دون عناء .