*آداب الحوار*
**********
*لقد حثني موضوع أختي إثيلين (ليس من أدب الحوار )http://f.zira3a.net/showthread.php?t=5444 على الكتابة عن بعض تصوراتي وخواطري حول آداب الحوار ،وأحب أن أستهل موضوعي بتذكيركم بآداب و شروط إجابة الدعاء لأني عندما أردت تكوين رأي عن آداب الحوار وجدت أن شروط إجابة الدعاء-وهي جزء من الهدي النبوي الشريف- تشير وتدل على آداب الحوار :
أولاً :- استقبال القبلة ورفع باطن اليدين و استحضار الخشوع .
ثانياً:- البسملة والثناء على الله عز وجل والصلاة على سيدنا محمد .
ثالثاً:- البدء في الدعاء و هنا نتذكر قول الرسول (يستجاب لأحدكم ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم) .
رابعاً:- الإلحاح على الله بالدعاء و استجلاب الذل و الخضوع والبكاء .
خامساً:-اختتام الدعاء بالصلاة والسلام على سيدنا محمد .
سادساً:-توخي المطعم والملبس و المسكن الحلال .
*ولنتخيل معاً جلسة حوارية نطبق فيها بعضاً من آداب الحوار ،فعندما تلتقي ببعض الأصدقاء أو المعارف أو الزملاء تبش في وجوههم وتبدأون في عبارات الترحيب والإطراء على بعضكم البعض وذكر المحاسن وذلك من دواعي المودة والحمبة والتبسط ،ويدور الحديث حول موضوع ما وعندما يبدأ أحدكم بالحديث تتجه الأنظار إليه و الانتباه لما يقول و هو يوزع نظره إليكم و لا يخص أحداً بالنظر أو التركيز مع أحد دون الآخر فهو يقتدي برسول الله وعليكم جميعاً الاتجاه بالنظر و جميع الوجه إليه حتى يكمل حديثه ولا يقاطعه أحد -فكثيراً ما لاحظنا أنه أثناء الحوار قد يقاطعنا البعض و يعلق على كلمة أو عبارة دون أن إكمال باقي الرأي أو الحديث فيذهب بالموضوع إلى اتجاه جديد فيشتت الانتباه عن الموضوع الرئيسي وندخل في متاهة فلا نكمل الموضوع الأول ولا نفهم الموضوع الثاني-ثم تبدأون بعد انتهائه من الحديث بالتعليق على مقالته واحداً تلو الآخر دون تداخل الأحاديث واحترام كل واحد لرأي الأخر و مراعاة الابتسام أثناء الحديث حتى تؤكدون أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية مع الانتباه جيداً ألا يتضمن الحديث أي نفاق أو غيبة أو نميمة أو تهكم أو تقليل من رأي الأخرين وحتى عند النقد و التعليق لا بد أن يكون ذلك بموضوعية و بأسلوب راقي مهذب يقرب و لاينفر و يوضح ولا يبهم ، كما أنه لا بد أن تتوخي من تجالس و من تناقش فعليك مجالسة العلماء و أهل الثقة و أصدقاء البر و من لديه رغبة صادقة في التعلم والاستفادة و تبادل الرأي فهؤلاء ينفعونك و يقدرونك فتفيدهم وتستفيد منهم ،و امتنع عن الجهلاء و السفهاء و التافهين وأصدقاء السوء فهم يضرون ولا ينفعون و لايقتنعون بطيب الرأي وقد يفسدون جلستك و عقلك .
و بعد إنتهاء المجلس لا بد من ختمه بدعاء كفارة المجلس وهو كما تعلمون "سبحانك اللهم و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك لا إله إلا أنت " .
هذا كل جال بخاطري حول آداب الدعاء وأترك لكم المجال الآن للتعليق و الإضافة ، نفعنا الله وإياكم بكل الخير.
مواضيع مشابهة: