ستبقى دمشق تتحدث عنك
إن الشاعر ليس منجما ولا ساحرا ، وليس عنده مفتاح الغيوب ، ولكن أهميته في أن يسبق الآخرين بثانية ، أو بجزء من أجزاء الثانية في اكتشاف الحقيقة ، ويقدمها لهم علي طبق من الدهشة ""
أكتب عنك بكلمات بسيطة و انت من تفنن بقول أروع بحور الشعر بكلمات ليست كالكلمات
أنت من عجزت دواوين أقرانك عن مجاراة بلاغتك و فصاحتك
انت يا شاعر الوردة الدمشقية ( هذا اللقب لنزار مأخوذ من الأديب السوري حنا مينا) تأسرني دون سواك يا رحمك الله .
عزفت على وتر المشاعر و جعلتنا نشعر بمعاني الكلمات بكل لحظات عشناها بحياتنا
جسدت المرأة كأنثى ليست ككل النساء , و لكن كملكة تتربع على عرش الكبرياء , و كحسناء تتذيل الخيلاء و كقصيدة يتلذذ بوصفها الشعراء .
كتبت للوطن و كتبت للحرية و كتبت للمهاجر خلف قضبان الغربة و المنفى
و عن دمشق سطرت ملاحم الأمجاد فكانت تلك القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتبِعني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
و في كل هذا و ذاك تبقى يا سيدي متفاخرا بدمشقيتك و عروبتك و ترانا نسمعك تقول.... و تطرب الآذان لسماع ما قلت
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
يا سيدي ستأتي كل نساء الأرض لتطلب منك مغازلتها و لتكتب عنها و لتسطر بقلمك انت دون سواك و يحق لك ان تقول بل و تعيد قولك ألاف المرات :
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
حتى في علم الانساب و البشر صنفت لنا سلالات منهم و قلت عن سلالتك كلمتين يا جار القمر
من سلالات العصافير .. أنا
لا سلالات الشجر
وشراييني امتدادٌ لشرايين القمر
إنني أخزن كالأسماك في عيني
ألوان الصواري ،
ومواقيت السفر .
أنا لا أشبه إلا صورتي
فلماذا شبهوني بعمر ؟
لكنك رغم نقاء تلك السلالة فيك كنت إرهابيا مع مرتبة الشرف الأولى و كنت دائما و أبدا مع الإرهاب متهمون نحن بالإرهاب
أذا كتبنا عن بقايا وطن ...
مخلع ... مفكك مهترئ
أشلاؤه تناثرت أشلاء ...
عن وطن يبحث عن عنوانه ...
وأمة ليس لها سماء !!متهمون نحن بالإرهاب ...
أذا رفضنا موتنا ...
بجرافات إسرائيل ...
تنكش في ترابنا ...
تنكش في تاريخنا ...
تنكش في إنجيلنا ...
تنكش في قرآننا ...
تنكش في تراب أنبيائنا ...
إن كان هذا ذنبنا
ما أجمل الإرهاب ....
لاتلوموني كثيرا إن لم اكتب إلا عنه دون سواه , فهو نزار و هل يخفى القمر؟
تلومني الدنيا إذا أحببته
كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته
كأنني أنا التي..
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوبته..
كأنني.. أنا التي
كالقمر الجميل في السماء..
قد علقته..
سأخرج قليلا من اللوم و الحب لأسجل على هامش ذكريات النكسة كلماته
يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يوجعني.. أن أسمع النباح..
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما..
تسربوا كالنمل.. من عيوبنا
خمسة آلاف سنه..
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئ الذباب
يا أصدقائي:
جربوا أن تكسروا الأبواب
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثواب
لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب.
على جدران المنفى الذي نشعر به من هنا و نحن في وطننا كتب نزار
يا سيدتي :
ماذا يبقى من إنجيل الثورة ،
حين تقرر قتل مغنيها ؟
ماذا يبقى من كلمات الثورة ،
حين ستمضغ أكباد بنيها ؟
ماذا يبقى ؟
حين تخاف الدولة من رائحة الورد ،
فتحرق كل مراعيها ..
ماذا يبقى من فلسفة الثورة ،
حين تخاف طلوع الشمس ،
وتنتف ريش كناريها ؟.
لأني أحبكم كتبت بضع كلمات عنه , و هي لاتكفي لإعطائه قدره الذي يستحق و حين يحبها نزار لا يرى احدا سواها:
أنا لا أفكر..
أن أقاوم ، أو أثور على هواك..
فأنا وكل قصائدي..
من بعض ما صنعت يداك..
إن الغرابة كلها..
أني محاطٌ بالنساء..
ولا أرى أحداً سواك..
أكتفي بهذا القدر الوجيز و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته