خيم الصمت الحزين على المكان , و هرب النوم من عينيها و أطبق في عالم النسيان . هاهي ذي ساعة الأشباح القديمة في المنزل تدق معلنة الثانية و النصف صباحا .
مع الدقة الثانية لرقاص الساعة العتيقة , تسللت أشباح القبو المظلم من غفوتها لتعرج لفوق و تسرح و تمرح على هواها , و بينما يعلو طرق الأبواب بالصالة الكبيرة , يأتي صوت أخر من بعيد يزيد الرعب رعبا , نباح كلب مسكين على قارعة الطريق يطلب اللجوء .
مشت باتجاه النافذة لتغلقها , حتى لا تسمع تدحرج علب الكولا بالخارج . و بدأت تتجول في المكان غير اّبهة بكل أصوات الدنيا , فهناك صوت واحد يناديها من بعيد يقعدها من غفوتها و يشدها إليه بقوة أكبر .
هي تنتظر قدومه بشغف ووله , و لكي لايطول انتظارها جلست على كرسيها تطالع بكتابه ........كتاب ألفه خصيصا لها .........فهو يحبها حبا أزليا لايمكن أن تصفه لها أنت أيها الإنسان بأقدس كلمات الحب لديك .
و جاءت ساعة الحسم و علا صوت تلك السيارة المزعجة , سيارة مرسيدس جارهم العامل الكادح . يمكن ان تقول ان هتلر قد ركبها لكن من مئة عام .
علا الصوت أكثر و بدأ يقترب ........و هي تراقب هل هو صوته يا ترى ....فتحت نافذتها من جديد و خيم السكون مرة أخرى على الكون بأسره , لقد هربت الأشباح من المكان و لم يبقى في الأجواء إلا كلماته و هي تقول ..........الله أكبر ............الله أكبر .........أشهد أن لا إله إلا الله ..
مواضيع مشابهة: