|| صورة اليأس \ الصورة المجنونة ||
في بقعة من بقع دماغي تكوّنت صورة جديدة. صورة هشّة. صورة ثنائية الأبعاد. مرت الصورة على دماغي مرور الكرام واختفت. قلت في نفسي:
مجنونة تلك الصورة.
ومع مرور الزمن أخذت الصورة تظهر وتختفي مرات عديدة, وفي كل مرة, كنت أقول في نفسي:
مجنونة تلك الصورة.
إستمرت بالظهور, وبأشكال وأساليب مختلفة, فلعنتها. أصرّت أن تعلق في دماغي ولاحقتني, فلعنتها حتى كفرت بها شرايين مخّي. فأزحتها عني. شعرت حينها أن مزاجي قد تعثّر, فقلت بمزاج متعثر:
مجنونة ... تلك الصورة.
إختفت !! ولكن راح ظلّها يختلس السمع والنظر, ثم لا يهاجمني إلا حينما تحين الفرصة. كشفت لعبته, فحاربته طويلا حتى استسلم. وكانت قواي قد استنزفت. شعرت حينها أن مزاجي قد تعثّر وسقط على الأرض, فقلت بمزاج منهك:
مجنونة ... تلك الصورة ؟؟
إختفت الصورة واختفى ظلها. لم تعد تهاجمني. هل هذا أسلوب جديد؟ .. مرت الأيام وأعصابي تُغلى على نار هادئة ... حتى قلت في النهاية:
أين هي الصورة المجنونة ؟؟
.. ثم مرت الأيام و أعصابي تردد: الصورة المجنونة .. الصورة المجنونة ؟ .. جنون الصورة .. الصورة .. المجنونة .. صورة .. جنون .. مجنون الصورة .. مجنون بالصورة .. مجنون في الصورة ...
مجنونة ؟؟ تلك الصورة ؟؟
رحت أبحث عنها .. لعلي ألعنها. لم تعد حياتي تعني لي شيئا بلا تلك الصورة المجنونة. تعوّدت على لعنها. أين أنت يا صورتي المجنونة ؟ فوجدتها وهرعت نحوها وقبضت عليها وعضضت عليها بالنواجذ حتى لا تهرب, ثم قلت في نفسي:
مجنونة ؟؟!! تلك الصورة ؟؟!!
................................... ................................... ..........................
تلك هي صورة إنسان يحاول أن يلتزم بالدين في مجتمع ...
أنا أتكلم هنا عن الجنس؟ الإباحية؟ في مجتمع مُنحل؟
أتكلم عن وسواس قهري؟
أتكلم و أتكلم ...
مواضيع مشابهة: