"- الذراع الميت ( موت الأطراف الاتيوبي)
الأعراض
تشوه وتلون الأفرع وذلك خصوصاً أثناء الشهرين الأولين من فترة النمو الخضري وخاصة عندما يبلغ طول الأفرع 25 –50سم .
طرود متقزمة في نموها وتصبح عقدها الوسطى اقصر من طولها الطبيعي , وتصبح الأوراق اصغر حجما ويصبح لونها اخضر مصفر وتجف بعض المواضع على أطراف الورقة وذلك خلال مرحلة النمو, وتصبح حبات العنب في الأشجار اصغر حجماً ويتخلف نموها ونضجها .
عند أجراء مقطع طولي في جذع شجرة الكرمة أو في أحد الأفرع نجد العلامة المميزة لهذا المرض وهي عبارة عن تعفنات قاسية وعند أجراء مقطع عرضي في منطقة الإصابة يظهر نسيج خشبي بني اللون هشا على شكل مثلث يبدأ من منطقة التقرحات . (Carter.M.V-and Perrin .E.J.1985)
المسبب :
أن المسبب هو Eutpa lata ويعرف الطور الناقص لهذا الفطر و الطور اللاجنسي باسم Libertella blepharis ويشكل الفطر أجساماً ثمرية دورقيه وهي عبارة عن وحدات تكاثر الفطر التي تطلق آلاف الابواغ الزقية النشيطة المسببة للعدوى ويظهر تجمع الزقاق على جروح الأشجار( أماكن التقليم)على شكل بقع أو أشرطة داكنة اللون يمكن رؤيتها بالعين المجردة ويمتد طور حضانة الفطر إلى عشر سنوات.
ينمو الفطر على البيئات الصناعية العادية PDA وينمو الميسليوم الأبيض من شرائح الخشب بعد 3-4ايام على درجة حرارة تتراوح 20-25 درجة مئوية, ولا تنتج الأجسام الثمرية في البيئات الصناعية وغالباً ما تتكون الابواغ الكونيدية أحادية الخلية ويمكن تشجيع عمليات التبوغ بتعريض الأطباق التي تحتوي على مزارع الفطر إلى نظام من الضوء والظلام المتبادل كل 12 ساعة.
دورة المرض ووبائيته:
في المناطق التي يكون فيها الشتاء معتدل لا تنضج الأجسام الثمرية للفطرإيوتايبا مبكراً في الربيع وتنتشر الابواغ الزقية عندما يسقط المطر بكثافة اكثر من 1 ملم, وفي المناطق ذات الشتاء الأكثر برودة من درجة الصفر المئوية يكون انتشار الابواغ الزقية كبيراً في آخر الشتاء ولذلك تكون متوفرة بكثرة في الوقت المعتاد لتقليم كروم العنب .
وتبدأ الإصابة عندما تخترق الابواغ الزقية الجروح الحديثة وتكون الأمطار لازمة لتحرير الابواغ الزقيةواختراقهافتحات الأوعية الناتجة عن التقليم وذلك بعد انتقالها بالهواء ووصولها إلى مكان الإصابة .
تنبت الابواغ الزقية بعد11-12 ساعة في درجة حرارة مثلى تتراوح ما بين 20-25 درجة مئوية يتطور المرض على العنب ببطء ولاترى أي أعراض خلال الموسم أو الموسمين التاليين للعدوى و بحلول الموسم الثالث أو الرابع تبدأ التقرحات بالظهور.
وقد ينقضي عدد كبير من السنوات قبل أن تموت الأفرع أو الجذوع المصابة ونتيجة لذلك فان الأثر الاقتصادي للمرض لا يتبين إلا عندما يصل بستان العنب إلى النمو الكامل. ( Pearson . R.1980 )
المكافحة
لا توجد حتى الآن معالجة فعالة ضد هذا المرض لذلك فعند حدوثه يجب استئصال وإزالة الأجزاء المصابة ونواتج التقليم وحرقها كذلك يجب إغلاق الجروح الناتجة عن التقليم وذلك بطليها بالشمع الخاص بذلك.......... يجب جمع الأخشاب المصابة وناتج التقليم وحرقها........ أما الشجار المصابة إصابة شديدة يجب قلعها وحرقها وزراعة أشجار بديلة أما بالنسبة للكروم التي لم تصاب بعدوى ولكن تهددها العدوى فيجب أن تقلم بوقت متأخر ما أمكن وان يتم التقليم في الجو الجاف ويجب تعقيم الجروح بإحدى المعقمات ويستخدم مثلا في أمريكا مادة البنوميل ويسمى تجاريا البنليت حيث تستخدم هذه المادة لتعقيم جروح التقليم كما يجب طلي هذه الجروح بشمع التطعيم( شمع البرافين ) بعد تعقيمها (Moller.W.J.1980)
إن رش البنوميل بآلات رش عادية يكون عادة غير ناجح ,وقد تكون الطريقة المثلى هي المعاملة اليدوية لكل جرح بمفرده في وقت التقليم أو استعمال آلة يسهل التحكم فيها ليمكن رش الجروح فقط رشاً غزيراً.
( Carter.M.V,and Perrin.E.1985)
2ً- مرض الأسكا(مرض الموت المفاجئ)
المسبب
بالرغم من إن مرض الاسكا معروف من زمن طويل فان مسببه المرضي غير معروف ويرتبط ظهور الفطريات
Phellinus igniarius & Stereum hirsutum بكثرة مع حدوث المرض ولكن ليس هناك دليل قاطع بان لهم دور في إحداث المرض. وتوضح الأبحاث في فرنسا إن هذين الفطرين أكثر تكرارا أثناء العزل من حلقات الخشب المتحللة التي تكون فاتحة اللون وطرية القوام . ويمكن الحصول على بعض الفطريات مثل Cephaloporium عند زراعة أنسجة من الحلقات البنية الصلبة من الخشب المصاب على بيئات مغذية عادية .
وينشر الآن المرض في مختلف مناطق زراعة الكرمة في العالم ويجب التأكيد بان أعراض هذا المرض تتشابه مع أعراض مرض الابوبلوكسي Apoloxie وقد أشار إلى ذلك Ravaz عام 1898 بان موت أشجار الكرمة بمرض الابوبلوكسي الذي يسببه فطر ما وأضاف عام 1901 إلى أن ذلك الفطر ما هو إلا Phellinus igniarius ومن ذلك الحين كثرت الدراسات العلمية حول انتشار مرض الاسكا في اغلب مناطق فرنسا كلمة اسكا من لهجة محلية تشير إلى الخشب المتحلل واصفر اللون الناتج عن مهاجمة الفطر الدعامي Phellinus igniarius وتطفله.
وتشير بالوقت نفسه إلى المظهر القطني والتلون الذي تبديه الأنسجة المصابة وفي الواقع بان الابوبلوكسي مرض فيزيولوجي والاسكا مرض فطري ولكن الأعراض تتشابه وبهذا نلاحظ بان مسبب المرض غير معروف , ومن جهة أخرى لم يمكن الحصول على أعراض المرض باستخدام العدوى الاصطناعية بهذه الفطريات على عقل العنب في الصوب أو في مزارع الكرمة , ولذلك فان دور هذه الفطريات في إحداث المرض ما زال غير مؤكدا . (Geoffrion,R.1971)
الأعراض
قد تظهر الأعراض كل أجزاء الشجرة أو على جزء منها. ويوجد طرازين للمرض الأول مزمن يتميز بتدهور المجموع الخضري , والآخر حاد يتميز بالموت الفجائي للكرمة ( السكتة ) (Viala,P.1926)
و يعتبر تدهور النمو الخضري هو المظهر الأكثر شيوعاً للمرض وتبدأ الأعراض بسلسلة من التشوهات للأعضاء الخضراء للكرمة ( ذبول – غياب الكلوروفيل في مناطق كبيرة في الأوراق ) و ظهور أعراض المرض الفيزيولوجي الايوبلوكسي من اسمرار الخشب وتشقق الأعضاء المصابة وتحدث هذه التشوهات ببطء أو بسرعة.
فمثلاً تذبل إحدى الأفرع ولا يصل الفرع إلى درجة الموت في نفس الموسم ويتابع نموه خلال الموسم التالي وهذا يتوقف على المناخ والتربة وتبدأ الإصابة على الأوراق بشكل محدود حيث يلاحظ جفاف الأوراق يمتد من المحيط تدريجياً إلى عمق النصل, فنلاحظ بقع جافة موزعة بالقرب من العروق أحيانا كما نلاحظ تلون الأوراق بالأحمر أو احمرار البقع المصابة
وتختلف الأعراض على الحبات وفقاً للمنطقة والصنف فالحبات يمكن أن لا تمتلئ كما ينبغي ولا تصل إلى النضج وقد يظهر عليها لطخ بنية إلى بنفسجية اللون وهذه الحبات تحتفظ بكيانها حتى النضج أو قد تتشقق وتجف .
ومن المشاهد الدراماتيكية للمرض في أوربا الموت المفاجئ لكل شجرة الكرمة. ويحدث ذلك الفترات شديدة الحرارة وفي هذه الحالة يجف المجموع الخضري وعناقيد العنب فجأة خلال أيام قليلة وعادة ما يبدأ الجفاف بأطراف الأفرع وفي كاليفورنيا يحدث تساقط مفاجئ للأوراق على كل أو جزء من الكرمة , ولكن الكرمة لا تموت بل تعطي نمواً جديداً.
تظهر هذه الأعراض غالباً في أيار وحزيران وليس في الفترة الأكثر حرارة من الصيف كما في أوربا ويتميز المرض بظهور حلقات واضحة من الأنسجة الميتة في أماكن الجروح الكبيرة على الجذع والأفرع وعند عمل مقطع عرضي في مكان الإصابة يظهر مركز الإصابة بلون فاتح وقوام طري ومحاط بخشب صلب داكن. (Chiarappa .L. 1959)
عند عمل مقطع طولي فتظهر منطقة من خشب ميت فاتح اللون, يسبقها مساحة من خشب صلب اسود, وفي بعض الأحيان تكون الحلقة الميتة مخروطية الشكل, ويكون هذا مؤشراً على أن الإصابة بالفطريات المسببة لمرض الإسكا عبارة عن إصابة ثانوية سبق إصابتها بالفطرEutpa lata المسبب المرضي لمرض موت الأطراف الايتوبي.
ويؤدي هذا التداخل في الأعراض إلى الالتباس في التشخيص بين المرضين كما انه نتيجة الإصابة بالمرض يمكن أن يحدث
تشقق طولي في جذع شجرة الكرمة المصابة وهذا التشقق يزداد كلما تعرض الجزء المتشقق للجفاف ويعرف هذا العرض عادة باسم مرض التشقق ويمكن القول بان المدة اللازمة لظهور اعرض الايوبلوكسي النهائية هي من 5-10 سنوات من تطفل الفطر المسبب لمرض الإسكا.
ونشير هنا انه سواء كان تطور المرض سريعاً أم بطيئاً فإن الإصابة عادة تنحصر في بعض الأشجار المثمرة ونادراً ما تنتشر الإصابة في مساحات واسعة كما انه يمكن أن تصاب حديثة السن بعمر 2-5 سنوات ,وذلك إذا كانت مجاورة لشجرة معمرة مصابة بالمرض.( فضول 1987 )
ونشير هنا إلى أن إصابة أشجار الكرمة بمرض الاسكا تحدث في غالب الاحيان عن طريق جروح التقليم والعصارة الناتجة عن التقليم في الربيع حيث أن هذه الدموع تشكل وسطاً مغذياً ومنشطاً يتطفل عليه الفطر.
ثم يتقدم الفطر في منطقة الجروح هذه متغلغلاً في الخشب من الأعلى نحو الأسفل حيث ينتشر ويتكاثر داخل النسج الخشبية للفرع ,ونشير إلى أن الخيوط الهيفية للفطر لها القدرة الكبيرة على هدم التانينات الخشبية التي تتأكسد بفعل أنزيمات الفطر , وان هذا الأمر يفسر كون المرض يصيب بالدرجة الأولى الأشجار الكبيرة المسنة .
و أن ظاهرة الايوبلوكسي تحدث بسبب توقف سريان العصارة نتيجة الإصابة بالفطر , وان سرعة موت الأجزاء المصابة في الشجرة تتوقف على سرعة نمو الفطر وسرعة تكاثر الخيوط الهيفية وسرعة تكوين الصموغ.
وكما يجب أن نشير إلى أن بعض الباحثين يؤكد إلي أن الأشجار حديثة السن لا تصاب بالمرض و لأنها غير مناسبة لنمو وتطور الفطر و بسبب فقر هذه الأشجار بالمواد التانينية وذلك لانه من المعروف أن تراكم التانين في أنسجة الكرمة المتخشبة يبدأ في السنة الثانية عشر من عمر شجرة الكرمة وتصل هذه المواد إلى حدها الاعظمي في عمر 20-30 سنة.
وبالطبع تتباين كمية التانين في الأشجار حسب نوع الأشجار وصنفها وتبعاً لهذا التباين تختلف أشجار الكرمة في درجة حساسيتها للإصابة بمرض الاسكا .
وننوه هنا أن غنى الأشجار المعمرة بالتانين يتوقف أيضا على طبيعة التربة, وهذا ما يفسر في بعض الاحيان حدوث الإصابة
على بعض الأشجار في منطقة معينة وعدم حدوثه في مناطق أخرى ذات تربة مختلفة .
(فضول1987)
المكافحة:
يجب منع جروح التقليم الواسعة لأنها تعتبر نقط لاختراق المسببات المرضية. كما وجد أنه من المفيد حرق الكروم الميتة وقد أمكن الحصول على نتائج ممتازة بتجديد الجذوع الصابة عن طريق إحلال قصبات من قاعدة الكرمة محل الجذوع المزالة,وينصح بشق الجذع الكرمة شقاً طولياً ووضع قطعة من الخشب أو حجر بين جزئي الخشب المنفصلين حيث الشق يعرض الجذع للهواء وبالتالي يتوقف نمو الفطر وتطوره حيث يفضل الفطر جو مغلق داخل النسج الخشبية المصابة ويمكن لشجرة الكرمة أن تشفى إذا بقي فيها جزء سليم .
يجب تطهير مقص التقليم بعد تقليم الأشجار المصابة ويتم التطهير عادة بالكحول.
يجب قلع الأشجار ذات الإصابة الشديدة وحرقها وتعالج فقط الأشجار حديثة الإصابة والقابلة للشفاء.
ومن طرق المكافحة ايضاً استخدام الأصناف المقاومة, وقد تبين في دراسة حساسية أصناف متنوعة من الكرمة في مقاطعة Siena في ايطاليا.وقد تم استخدام حقل واحد من الكرمة يحتوي على 17 صنف و6 أصول بعمر 13 سنة , وقد استمرت هذه الدراسة من عام 1995 - 1999 .
بينت نتائج الدراسة بأن أربع مجموعات من الأصناف تبدي حساسية مختلفة فيما بينها , وحيث كان الصنف Semillon أكثر الأصناف حساسية , والصنف Roussanue أكثرها مقاومة . (Guido.M.2001)
المكافحة الكيمائية:
لقد أثبتت التجارب فاعلية أملاح الارسينيك على الفطر المسبب لمرض الإسكا ويجب الانتباه والحذر إلى كون أملاح الارسينيك خطيرة جداً وذلك لسميتها العالية جداً .
إذا فيعتبر مركب زرنيخات الصوديوم إذا كان استخدمها غير محظور مفيد لمكافحة المرض وتتم المعاملة بهذا المركب مرة واحدة واثناء السكون على أن يكون ذلك بعد عشرة أيام على الأقل من التقليم وقبل 2-3 أسابيع من تفتح البراعم لتجنب حدوث التسمم. ويجب معاملة كل الأشجار في المزرعة إذا ظهرت الأعراض على بعض الأشجار.
ويجب تكرار المعاملة خلال سنتين متتاليتين ثم توقف المقاومة سنتين أخريين وهكذا تكرر العملية.
ونبدأ بمكافحة المرض على الأشجار عندما تبلغ هذه الأشجار في العمر من 4-14 سنة, ومن مركبات أملاح الارسينيك في السوق: Pyratocil & Pyrafoliol & Pyralion وهذه المركبات تحتوي عادة على 2.5-5 % من مادة زرنيخات الصوديوم ويلزم عادة 3-4 هكتوليتر للهكتار الواحد ويجب الحذر عدم أجراء الرش أثناء هبوب الرياح وعدم التدخين وحماية اليدين من المادة السامة ويجب أن يتم الرش بشكل جيد بحيث يصل محلول الرش إلى كامل القلف الأشجار المسنة المريضة ويراعى عدم رش النموات الحديثة حتى لا تحترق عيونها . (Viala.P.1926)
يمكن استخدام المركب 6,4 داي نيترو- اورثو- كر يزول (DNOC ) إذا كان استخدامها غير محظور كبديل للزنيخات الصوديوم وينصح برشه مرتين الأولى بعد التقليم والثانية أثناء سريان العصارة في الربيع.
مواضيع مشابهة: