الطفلة الشرقيةفي تلك الزاوية المضيئه..من ذلك المقهى الصغير..إحترقت شمعة ٌصغيره..تمايلت
شعلتها توقُّداً وتلهُّفُا لتنيرَ تلك اللحظات..على ساحةِ تلك الطاولةِ الخشبيةِ العتيقه..
فجعلت تعكس كلاسيكيةِ الموقف المُترع الحزين...
شمعة ٌ..قُصاصاتٌ من ذكرياتٍ ورقية..قلمٌ نازفٌ..وكوبُ القهوةِ المملوء...
و أجواء ترقـُبٍ و هدوء...و دقائقٌ من إنتظار تَمُرُ ثوانيها كالإحتِضار...
شاحت بأحِمر المنديل..كأولَ شيء يتوغلُّ في حيِّز ِالسكون...إنكفأ الصمت سريعا...
بأول نبرة صوت..
وبعيداً عن زَخَمِ الكلمات .. و هُتُر ِ العبارات
"طِبت مساءاً"
قالت..
.............................
أيقضت بداخلي براغماتية الموقف الحتمي الحزين...
و دراماتيكيته بكل ما تحمل من انواع التراجيديا
.............................
سريعا...كان الجواب.."كـ مساؤك" .. درءا للذكريات..و وؤدا لأسباب الذكريات...
إستهلَّ الموقف نفسهُ...بـِبَدءِهِ..بتلك المقدمه..لنهاية ما تقدم من تلك الايام الحالمة...
"ستكون هذه آخر محطات اللقاء...فلا لقاء بعد هذا اللقاء...شاءت لنا الحياة ان نكمل ما تبقى من سنواتٍ
بلا لقاء.."
فلا تُرغمي ضيّق الوقتِ على ان يمهلنا لكي نرجع للوراء قليلا..لغبار الذكريات..او حتى الامنيات..
فأنا أعذُر فيكِ الصمتَ مالم يكن إعتراض..و أُقدّسُ فيك الوفاء ما لم يكن حنين..
فلا تستدرِّ العطف..من ذلك القلب الحزين...
فدعيه..لتلك..الألآم..او تلك الاوهام..او حتى الأحلام..
فلا شيء يُغري في هذه العيش سوى السُخرية الأزلية..أو إن صحَّ القول..لا شيء سوى التعزية..
على تلك الأمة الوسطية...
فدعيني أيتها
"الطفلة الشرقية"
إبتكري لكِ حياةً جديدة..بعيداً..بعيداً...جداً.."عني" ..كي لا يُعييكِ فقري..ولا يضنيكِ عيشي..
عيشي سعيدةً و إعبثي بفضاءٍ بعيدٍ عني..بعالم ٍ خضابه الالوان..و نسائمه الالحان..و طيرهُ الكروان...
كوني الحب و كوني الشوق و كوني التوق و كوني اللقاء..عالمٌ فيه أنت البداء..فلا يعقُبُكِ إنتهاء...
كوني............................... .......كوني.... ................................... ......كوني
فأنا...
لستُ إلا شمعة ٌ إحترقت...
لتعطي..معنىً..للبقاء
النبلاء حزن
المحارب
مواضيع مشابهة: