أمراض الذبول الوعائى احد أكثر أمراض النبات انتشارا على كثر من محاصيل الخضر والفاكهة بل ومحاصيل الحقل وحتى النباتات الطبية والعطرية . ويتسبب عنه خسائر فادحة اذا لم تتخذ الوسائل الوقائية الازمة ، نظرا لأن هذه الأمراض تصيب النباتات فى كافة أطوارها من طور البذرة فما يعرف بغياب الجور الناتج عن تعفن البذور أو سقوط البادرات الحديثة ( موت البادرات ) وحتى النبات الكامل . ولعل أكثر صور هذا المرض ضررا عندما تتأخر الأعراض فى الظهور مما ينتج عنه خفض الانتاج فى الوقت الذى يستمر فيه بذل الخدمة والأموال على النباتات المصابة قبل ظهور الاعراض مما يضاعف الخسائر ( مصاريف + فقد النبات ) .
وتشير الأبحاث الى أن الخسائر ناتجة عن عدة أسباب :
1 - انه لا توجد سلالات تجارية مقاومة للذبول فى كثير من المحاصيل بالأضافة الى أن صفة المقاومة أن وجدت سريعا ما تنكسر بسبب ظهور سلالات جديدة من المسبب المرضى أكثر قدرة مرضية .
2 - بالأضافة الى أن نقل التربة يعتبر من اهم عوامل انتشار مسببات أمراض التربة حيث تنتقل التربة من منطقة الى أخرى دون رقيب أو معاملة للتخلص من المسببات المرضية المحمولة بها .
3 - وأخيرا تزايد اللقاح المستمر للمسببات المرضية الناتج عن تكثيف الزراعة بالأضافة الى غياب الدورة الزراعية الناجحة ( التى تأخذ بعين الأعتبار انتقال الأمراض بين المحاصيل الزراعية وليس فقط الاهتمام بجانب التربة والتسميد ) .
4 - وتزداد خطورة هذا المرض فى أنه أذا ما أخترق الفط جذر النبات فان ميسيليوم الفطر يصل الى أوعية الخشب وبعد ذللك ينتشر خلالها فى الساق وفى بقية النبات جهازيا قبل أن تظهر أعراض المرض المرئية .
أعراض ذبول الفوزاريوم :-
- تبدأ بظهور شحوب يعترى الأوراق يتحول الى اللون الأصفر فيم بعد وتفقد الأوراق انتفاخها وتصبح متهدلة ثم تنحنى أعناقها مبدية مظاهر الذبول ثم تجف وتموت .
- قد تكون الأوراق الذابلة مسطحة أو مجعدة .
- أيضا يمكن أن تذبل وتموت الأفرع الغضة الحديثة .
- تبدأ الأعراض عادة من الأوراق السفلى حيث تمتد تدريجيا الى الأوراق العليا ، ( وقد تظهر الاصابة على جانب واحد من النبات ) وينتهى الأمر الى ذبول النبات كلة وموته .
- عند قطع الجذر الرئيسى أو الساق طوليا يلاحظ لون زيتى داكن أو بنى فى منطقة الحزم الوعائية .
- وأذا وضع القطع فى مكان دافىء رطب لعدة أيام فانه ينمو على سطحه نموا فطريا أبيض غزيرا هو عبارة عن ميسيليوم الفطر .
الظروف الملائمة لانتشار المرض والاصابة :-
نظرا لتعدد الفطريات المسببة لامراض الذبول فهو ينتشر تحت ظروف جوية متباينة حيث يسود فطر الفيوزاريوم والمرض الناتج عنه فى الأجواء الدافئة الى الحارة ودرجات الحرارة المنايبة لحدوث الاصابة هى 27 - 29 درجة مئوى ، أما الرطوبة الأرضية المناسبة فهى الرطوبة المعتدلة أى عندما تحتوى التربة على 50 - 60 % من سعته الحقلية ، لذا فكثير ما ينتشر هذا المرض فى الزراعات الصيفية ، تنتقل جراثيم الفطر الممرض من خلال العمليات الزاعية ومع مياه الرى وبقايا النباتات المصابة وكذا الأسمدة العضوية ويزداد المرض انتشارا فى التربة المصابة بالنيماتودا المتطفلة على النبات .
ثانيا : الذبول الفيرتسيليوم :-
يسبب فطر الفيرتسيليوم أمراض الذبول الوعائى فى الخضراوات الحولية ، الأزهار ، نباتات الزينة المعمرة ، أشجار الفاكهة ، أشجار الغابات ، والحشائش ، مسببا ذبول وخسائر مختلفة حسب شدة الأصابة .
الأعراض :-
تتشابه أعراض هذا المرض مع الذبول الناشىء عن فطر الفيوزاريوم ( ذبول ، اصفرار ) ويصعب التفريق بينهما الا بعد الفحص المعملى لمقطع من النبات المصاب ، هذا ويمكن اكتشاف ميسيليوم الفطر ضمن الأوعية الناقلة ، وقد يلاحظ على المقاطع الطولية لون داكن أو نقط سوداء مما يميز هذا الفطر عن غيره .
ويعزى سبب الذبول ليس فقط الى انسداد الاوعية بالنمو الفطى ( الميسليوم أو الجراثيم ) أو الى ما يفرزه الفطر من مواد سامة فى الأنسجة لوعائية للعائل بل يضا الى الانسداد بواسطة المادة الهلامية والصموغ المتكونة عن طريق تراكم واكسدة نواتج تكسير خلايا النبات بواسطة الانزيمات الفطرية .
كذلك فن المواد السامة ( التوكسينات ) المفرزة فى الأ,عية بواسطة الفطريات المسببة للذبول تحمل الى أعلى فى تيار الماء وتؤثر على الخلايا البرنشيمية الحة المجاورة للخشب وبالتالى تسبب بعض التأثيرات المذكورة أعلاه أو تشارك فى احداثها ويمكن أن تحمل التوكسينات أسضا الى الأوراق حيث تسبب فيها خفض فى بناء الكلوروفيل ( المادة الخضراء ) على طول العروق مسببة شفافية العروق ( ابييضاد العروق ) وخفض التمثيل الضوئى .
كما يجث فوضى فى نفاذة أغشية خلايا الورقة .
ويحدث اضطراب فى مقدرتها على ضبط فقد الماء عن طريق النتح وبالتالى يؤدى الى تدلى الأوراق والتفافها الى الداخل وكذالك يحدث الذبول وتقرح ما بين العروق والتلون البنى والموت .
الظروف الملأمة لأنتشار المرض والأصابة :-
نتقل الفطر مع بقايا النباتات المصابة وفى المخلفات العضوية الى التبة ويبقى على هيئة أجسام حجرية ، ويستطيع البقاء فى التربة لمدة من 8 - 10 سنوات محافظا على حيويته فى حال توافر الرطوبة المناسبة تنمو هذة الأجسام معطية الميسليوم الذى ينفذ الى أنسجة العائل عن طريق الخدوش والجروح ( العمليات الزاعية ، الحشرات ، الأصابات النيماتودية ) محدثة الاصابة .
تصاب النباتات فى كافة أعمارها ولعل الفترة الحرجة هى طور البادرة وفترات النمو النشط للنبات .
يلائم هذا المرض التربة الرطبة والأجواء الدافئة ، كما أن زيادة التسميد الأزوتى تعمل على أضعاف مقاومة النبات .
المقاومة
مواضيع مشابهة: