بالطبع كلنا نعلم أن المياه سر الحياة. وفى القرآن الكريم: "وجعلنا من الماء كل شئ حى" (الأنبياء، 30).
ومن البديهى والمعلوم أن تواجد المياه وتوافرها يؤدى إلى توافر النبات وبذا الحياة بمختلف أشكالها من حيوان وطير وحشرات وكائنات دقيقة. وسقوط الأمطار فى مكان على الأرض يؤدى إلى ازدياد وازدهار الحياة النباتية فيه. وفى القرآن الكريم: "وتري الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" (الحج، 5).
القانون المقابل
وبذا، فإن كلنا يعلم تمام العلم أن بازدياد الأمطار فى مكان ما تزداد النباتات وتكثر فى هذا المكان. أما الشئ الجميل حقاً هو القانون المقابل، ألا وهو: إذا انتشرت الأشجار فى مكان ما ساعد ذلك على زيداة نسبة الأمطار به!
هذه المعلومة ربما تكون معروفة للبعض بل يدرسونها فى مادة الجغرافيا فى المدرسة ولكن للبعض الآخر فهى معلومة حديثة كل الحداثة وجديدة للغاية إلى درجة أن هناك من الناس من يستغرب لها بل أحياناً يجد صعوبة فى تصديقها. على أية حال، هناك دراسات علمية تثبت صحة هذه الظاهرة وهى ازدياد كمية الأمطار مع زيادة كمية الأشجار فى مكان ونقص الأمطار فى حالة قطع تلك الأشجار مثلما يحدث للأسف أحياناً عند إهلاك الغابات الطبيعية عن طريق قطع أعداد هائلة من الأشجار بها والتى أخذت سنوات وسنوات حتى تكبر.
الاستفادة
ولكن كيف نستفيد من هذا القانون المقابل والظاهرة الطبيعية البديعة والتى تبعث الأمل فى النفوس؟ الاستفادة بكل بساطة هى أن نحاول بقدر الإمكان زراعة الأشجار ما أمكن حتى فى الأماكن ذات الأمطار المتوسطة أو القليلة على أمل أن تزداد كمية تلك الأمطار مع مرور السنين عندما تكبر تلك الأشجار وتمثل كتلة نباتية معقولة تتمكن من اجتذاب المزيد من الأمطار فتستمر فى النمو والاشتداد فى شكل تصاعدى متبادل بدلاً من الشكل التنازلى الذى حدث فى الماضى وأدى إلى التصحر. وبالطبع يجب اختيار أصناف نباتات فى البدياة تتحمل المناخ الجاف وعلى رأسها فى مجتمعاتنا العربية بالطبع النخيل (نخيل البلح).
مواضيع مشابهة: