هذه مشاركه لى فى أحد موضوعات المنتدى فضلت أن أنشىء بها موضوعا جديدا لأهميتها.
هناك أناس يكسبون من الزراعة و أنا شخصيا محاط بعدد من الأصدقاء الذين يمتلكون مزارع منهم من يخسر و منهم من يكسب و مكسب مجزى أيضا، فى البداية كنت أقول أن موضوع الزراعة أصبح غير ذى جدوى فى ظل زيادة التكاليف و ندرة العمالة و صعوبة التسويق و من الأفضل البحث عن أستثمار آخر، و لكن وجود أصدقاؤنا الناجحون كان دائما ما يثنينى عن هذا الرأى و بالتالى بحثت فى الصفات المشتركة التى تجمعهم و التى تحقق لهم المكسب فوجدتها كالتالى:
1. التركيز و التواجد التام داخل المزرعة، أى لا يوجد عمل آخر يلهيك عن الزراعة.
2. أختيار الأرض و هنا أتحدث عن طبيعة الأرض و ليس الأوراق، فالأرض الرمليه الخفيفة جيدة الصرف هى أرض مثالية للزراعة.
3. جودة مياة الرى و توفرها سواءا فى حالة الرى الأرتوازى أو البحارى، و بالمناسبة أصدقائى الناجحون هم أثنان واحد بالنوبارية أى يروى بحارى و الآخر على الطريق الصحراوى يروى أرتوازى و الأثنان حققا 12 طن موالح فى العمر الرابع (ربنا يوسع على عبيده جميعا و يرزق الجميع).
4. تحليل التربة و المياة قبل بداية العمل و أخذ توصيات الخبراء بشأن ما يصلح للزراعة من محاصيل أو أشجار بناءا على هذا التحليل و الألتزام بها.
5. أختيار الشتله الجيدة بصرف النظر عن ثمنها و تكون من مصدر موثوق به تماما لأنها هى شجرة المستقبل و هى التى ستعطى القيمة للمشروع بالكامل، و نسبتها لأجمالى التكاليف لا تكاد تذكر فلو أنك أفترضت متوسط سعر فدان 50 ألف جنيه و تجهيزاته 5 آلآف جنيه أى أن أجمالى الأستثمارات للفدان هى 55 ألف جنيه و كنت تزرع موالح على مسافات 3*6 يكون عدد الأشجار المطلوبة 233 شجرة للفدان و الفارق بين الشتله العادية بسعر 3 جنيه و شتلة حسن مرعى مثلا بسعر 8 جنيه هو خمسة جنيهات مضروبة فى عدد الشجر = 1165 جنيه و هذا المبلغ يمثل حوالى 2% من أجمالى التكلفه و لكنك ستأخذ شجرة محترمة تنمو على أقل كمية من التسميد و تستفيد من كل ما تضعه لها بالتربة من أسمده و تقاوم الأمراض و لكن أغلب الناس يذهبون الى الشتله الرخيصه و يكون لسان حالهم كصاحب المرسيدس S-Class الذى يضع بنزين 80 بسيارته!!
6. متابعة الرى بصورة دائمة و لصيقه و ذلك عن طريق تركيب حساسات بالأرض تسمى Tensiometers على أعماق 30 و 60 و 90 سم وسعر المجموعة حوالى 2000 جنيه، و بناءا على القراءات التى تأخذها يكون مواعيد و كميات المياه التى تضخها فى الأرض لأن الماء الزائد مضر للنباتات كنقص المياه تماما ناهيك عن ضياع الأموال فى التسميد الذى لن يستفيد منه النبات و هذا يجرنا للنقطة التالية.
7. التسميد، أصبح هو العنصر الأساسى لتحقيق الربحية فكلنا ينتج برتقال يباع الكيلو منه على أرضه ب 150 قرش مثلا و لكن كم دفع كل منا ليحصل على هذا المحصول و ما هى كمية المحصول التى حصل عليها؟ هذا ما يحققه التسميد فمع وجود برنامج تسميدى محكم موضوع من احد المتخصصين فى علم تغذية النبات و هم كثر و الحمد لله بالجامعات المصرية، و عدم الأعتماد على مهندس المزرعة لمجرد أنه مهندس زراعى لعمل البرنامج و بالأعتماد على التحاليل السابق ذكرها و أجهزة قياس الرطوبة بالترية، كل هذا سوف يؤدى الى برنامج تسميد متوازن يراعى الأحتياجات الفعلية للنبات دون زيادة تؤدى الى زيادة التكلفه أو نقصان يؤدى الى نقص المحصول.
8. الأدارة، جعلتها آخر نقطة لأهميتها، فالأدارة هى أساس كل نجاح أبتداءا من شركة مرسيدس و حتى كشك عم نجاح ع الناصية! و تبدأ الأدارة من تخطيط المزرعة و قبل الزراعة الى وضع الأهداف المراد تحقيقها و تحديد المدى الزمنى المطلوب لكل منها الى تحديد العمالة المطلوبة طبقا لهذه الأهداف الى تحديد الترتيب الوظيفى لهذه العمالة و تحديد مسئوليات كل فرد فيها، ربما يظهر هذا الكلام على أنه أكاديمى أو معقد و لكنه بسيط لو تدرب الأنسان عليه و أستعان فى البداية ببعض أهل الخبرة حتى يكتسبها هو بذاته.
أما بالنسبة للملكية و هى النقطة التى أركز عليها دائما فى أغلب مشاركاتى فهى الحامى لكل ما سبق و الواقى له من الزوال و لن تؤثر على نجاح الزراعة فى شىء و لكنها ستحمى أستثماراتك و تشجعك على الصرف لأنك تصرف فى أرضك ملكك، أما وضع اليد فينطبق عليه المثل العامى الشهير:
يا بانى فى غير أرضك، يا مربى فى غير ولدك.
و السلام.
مواضيع مشابهة: