في صباحٍ شتويٍ غير مختلف شابهَ صباحات لي كثيرة كان يغلبني
النوم فيها فأصحو بدلوٍ من الماء البارد يسكب فوق رأسي وكان أحد
ابتكارات عريفي في وحدتي العسكرية يتمتع كثيراً حين يراني اصرخ
فزعاً وطبعاً هو ليس اخر اختراعاته .
كان الرجل يحبني كثيرا خصوصا وهو يقول لي بعد كل حمام صباحي
منعش انهض ياحبيبي ماما اعدت لك الفطور.
وكان فطوره ملئ بانواع المقبلات
- هاك المعول ياصديقي فالضابط بانتظاركم لحفر خندق جديد.
- ولماذا كل يوم تعطيني المعول انا وليس غيري وانت تعرف اني
اضعف الجميع بنيةً واصغرهم جسماً ألا ترحمني يوماً وتعطيني مجرفة.
- لأنك عزيز على قلبي ايها المترف.
واسير ساحباً خلفي معولي الحديدي فيتلقفني الضابط ذو الهندام
النظيف بنظراته الابوية المألوفة.
-اهلاً بصاحب المعول الكبير نعول عليك كثيراً هذا اليوم .
- أنا تحت امرك سيدي
- افكر ان نحفر خندقاً ها هنا .
- هل تتوقع ياسيدي ان يهجم العدو من هنا.
- اي عدوٍ يا غبي لسنا في حرب مع احد.
- ماذا اذاً اعذرني ياسيدي هل عاد المشركين واصحاب ابي لهب.
- ايها المتذاكي سنحفر هنا لنحمي الوطن.
_ لاتخشى شيئاً ياسيدي سأحفر خندقاً يحيط كل الوطن.
- على بركة الله تحركوا للعمل.
لم يتركنا نتوقف حتى توهمنا ان النفط قد خرج تحت اقدامنا من شدة التعب.
- لا بأس عليكم ايها الجنود اخرجوا الان لقد انتهينا من الحفر ولكن
اسرعوا بردم الحفرة لان الشمس قد بدأت بالرحيل.
- سؤال ياسيدي
- تفضل يابني.
- أما كان الاحرى بنا أن نشق السواقي في حقول الفقراء مثلاً أو حتى
نحفر حفرة لخزن الماء تروي عطاشى هم كثر في هذا البلد؟
- اظنك تعبت كثيراً هذا اليوم من العمل والكلام وبدات تهذي بأمور
تخص الامن القومي اذهب لترتاح الليلة في السجن الانفرادي لتعيد
التفكير وتكون في الصباح اكثر نشاطاً مع خندق اخر للمواجهة.
قصة من الخيال ليس بالضرورة ان تكون لاي انسان
او قد تكون لكل انسان
تحياتي
اخوكم ابو عبد الله
مواضيع مشابهة: