ومما يجب توجيه الانتباه إليه هو أن افتقار الجسم لعناصر مثل الزنك أو السيلينيوم أو النحاس يقلل من ميكانزمات الدفاع المضادة للأكسدة, كما أن زيادة الفيتامينات الصناعية قد تضر فمثلا الإفراط في تناول الحديد يزيادة نسبته بالدم وبالتالي زيادة عمليات الأكسدة.
- الكاروتينات:
إن الكاروتينات هي الخلايا الصبغية التي تعطي اللون البرتقالي والأصفر والأحمر للخضروات والفاكهة، ولقد تعرّف العلماء على ما يزيد على 500 نوع من الكاروتينات ولكن حتى الآن فإن أهم الكاروتينات التي تعرّف عليها العلماء هي كاروتينات ألفا وبيتا والكربتوكزانثين وترجع قيمتها في أن الجسم يقوم بتحويلها إلى فيتامين A.
أما الآن فقد أصبح من الواضح أن هذه الكاروتينات كغيرها مما لا علاقة لهم بفيتامين A لهم خواص مضادة للأكسدة وحيث إن الكاروتينات تتراوح في تأثيرها فينصح بتناول تنوعاً كبيراً منهم بتناول أنواعاً مختلفة من الخضروات والفاكهة ولقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء الذين يتناولون المزيد من الأطعمة الغنية بالكاروتينات تقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والكتاركت وبعض أنواع السرطانات خاصة سرطان الرئة , وتناول البيتا كاروتين كذلك في صورة فيتامينات دوائية ثبت عدم فائدتها على الإطلاق مما يوحي بضرورة تناولها في صورة غذاء لا دواء، ومن ضمن الأغذية الغنية بالكاروتينات القرع (اليقطين) والخضروات الورقية كالسبانخ والتي تكون غنية بالكاروتينات مثل الخضروات البرتقالية اللون إلا أن اللون الأخضر يعتبر هو لون الكلورفيل الأخضر.
* محفزات الهضم: ربما تكون لدينا فكرة فطرية مضمونها أن كل ما هو لاذع الطعم يكون محفزا للهضم , فكل ما هو ذو طعم لاذع فعلا يساعد الجهاز الهضمي وذلك بتحفيز إفرازات العصارات الهاضمة وهذا بدوره يحسن من الهضم وامتصاص المواد الغذائية، ومن ضمن هذه الأغذية التي يميل طعمها إلى الطعم اللاذع الخرشوف.
وتشمل الأغذية المحفزة للهضم والتي لا تميل للطعم اللاذع الفلفل الحار والزنجبيل وزيت المسطردة وغيرها من النباتات مثل الجرجير والفجل والكرفس والبقدونس والكرنب والقرنبيط.
* الفلافونيدات: تحتوي كل الخضروات والفاكهة تقريبا على كمية كبيرة جدا من الفلافونيدات أو البوليفلافونيدات , وترجع أصل كلمة فلافونيدات إلى اللاتينية والتي تعني اللون الأصفر وهو لون الكثير من هذه المواد المتنوعة. والموالح بمفردها تحتوي على 40 نوعا من الفلافونيدات، وعند التجارب المعملية ثبت أن الفلافونيدات لها تنوع واسع من التأثيرات، فهي مثلا تعتبر مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب ومضادة للفيروسات و مضادة للبكتريا وأحيانا قد يكون للغذاء أكثر من تأثير مما سبق.
وتؤكد الدراسات الحديثة بأن الفلافونيدات تقي الصحة العامة حيث إنها تفيد الدورة الدموية وتعمل كمضادة للأكسدة ويمكن ترتيب المواد الغذائية من حيث كفاءة وكمية احتوائها على الفلافونيدات من نوع كويرسيتين بداية من البصل ثم الشاي ثم التفاح. ومن ضمن أنواعها فلافونيدات الأنثوثيانين وهي الصبغيات التي تعطي اللون البنفسجي والأحمر القاتم والألوان الزرقاء للفاكهة مثل الكريز والتوت البري.
مواد تساعد
على التوازن الصحي
* الميكروفلورا الصديقة: إنّ ما يؤسف له هو تعوّدنا الكبير على تناول المضادات الحيوية antibiotics وهي الأدوية التي تقتل البكتريا، وحديثا ظهر بحثا عن المدعمات الحيوية أو probiotics والتي تمدنا بالمزيد من الميكروفلورا المعوية الحية وهي بكتريا صديقة توجد بشكل طبيعي في الأمعاء وهي أساس لمقاومة الأمراض وتوجد مئات الأنواع من البكتريا الصديقة, والأبحاث جارية لتحديد فوائدها الصحية، و الكثير من الأبحاث قد سلمت بأن الميكروفلورا الموجودة في الطعام قد لا تنجو حية من عصارات الهضم، ولكن المزيد من البحث قد أكد أن البعض منها قد يبقى حياً حتى بعد الهضم، ومن هنا كانت المدعمات الحيوية أو probiotics مفيدة جدا وخاصة في حالات الإسهال وحالات فقد المقومة للأمراض عند حدوث التسمم الغذائي، أو بعد تناول كميات كبيرة جدا من المضادات الحيوية لفترات طويلة.
ومن ضمن البكتريا التي لها منافع صحية كبيرة أنواعها الرئيسية هي:
Lactobacillus - 1 أو اللاكتوباسيليوس
Acidophilus- 2 أو الأسيدوفيلس
Bulgaricus -3 أو البلجاريسوس
وهي توجد في أنواع من الزبادي المتخمر طبيعيا بدون تسخين أو بسترة. والأغذية من هذا النوع تحتوي على كربوهيدرات مقاومة للهضم ومن أهم أمثلة هذه الأغذية البريبيوتيكية هي الخرشوف والعدس.
* الجلوكوسينولات :Glucosinolates وهذه المركبات الكبريتية توجد في الكرنب والبروكلي والعائلة القرنبيطية , وعندما تتكسر خلايا تلك الخضروات بالتقطيع أو بالمضغ فإن مركبات تسمى أيزوثيوثيانات تتكون وقد ثبت أن هذه المركبات تمنع السرطان. ومن الطريف أن المزيد من هذه المركبات المانعة للسرطان تتكون بصورة أكبر في حالة توافر فيتامين C لذا ينصح بتناول الأغذية الغنية بفيتامين C مع هذه الخضروات.
* الفيتواستروجينات :LPhytoestrogens تحتوي الكثير من البذور والحبوب والخضروات والفاكهة على معدل من الكيماويات الموجودة بصورة طبيعية والتي تشبه الهرمون الأنثوي الأستروجين , وتشمل هذه الأغذية التي تحويه كلا من العدس وفول الصويا والشمار وحبوب القمح الكاملة، وقد لوحظ أن النساء في اليابان نادرا ما تحدث لديهن الإصابة بسرطان الثدي نظراً لكثرة تناولهم لفول الصويا. وقد أكدت الأبحاث أن النساء في مرحلة ما بعد الحيض يستفيدون صحيا بشكل كبير من التأثيرالأستروجيني الموجود بالأغذية الغنية بالأستروجين النباتي أو الفيتو استروجين، فالعدس والشمار يحتوي كل منهما على نشاط شبه هرموني مما يساعد على توازن نسبة الهرمون بالجسم.