.. حدائق الشوارع ..
****************
تحتاج المدن دائما الى الغطاء الاخضر ونحن في هذا القرن وسباق المدنية التي حمّل الانسان اعباء كثيرة من امراض ومن تخريب للبيئة كان له الاثر الكبير على صحته وسير حياة الانسان في المدينة .. لا بد من محاربة هذا الخطر او التخفيف من تاثيراته باساليب احيانا تكون فيها شئ من الصعوبة ومنها ماهو سهل جدا ولكن عجز الدوائر الحكومية من متابعة العمل وتوفير اموال احيانا كثيرة تذهب هباءا منثورا بتغير سلوكيات العاملين ومتابعيهم .. طبعاا هذا ضمن اعمال الدوائر الزراعية الذي تقع عليهم مسؤولية تحسين البيئة بما لديهم من ادوات تكون اولها الشجرة ونباتات حفظ التربة من التعرية .. وكان من نصيب الارض ان يكون للحروب السبب الكبير في تفتيت قشرتها السطحية وهذا ماادى الى حدوث العواصف الترابية المتتالية على المدينة والريف على حد سواء .....
وانت تسير في شارع والوقت منتصف النهار والشمس تتوسط كبد السماء تتسلط بسياطها على ام راسك ورياح السموم تهب على وجهك تنظر حولك تبحث عن ما يحميك من هذا الكرب وانت تتصبب عرقا ..منظر يضيق بك هل تعلم ستكون شجرة وسط هذا الهم ستشعرك برحمة الله وتنسيك قسوة البشر والذي تنفذ سياراتهم وانت في هذا الطريق سمومها عليك مع لهيب الحرارة وسياط اشعة الشمس .. كانك بتنين يركض خلفك ويسلط عليك سياط النار .. لماذا كل هذه المعاناة ...؟ شجرة هنا وشجرة هناك وبساط اخضر او حوض صغير من الزهور هنا وهناك تذهب بهذا العناء وانت تسير في الشارع ..
وجدت حدائق الشوارع لاغراض عديدة منها
* حماية البيئة من الادخنة
* تعزيز الاحساس المريح لدى المواطن وبالتالي هدوء النفس ..
* تعزيز لحماية المواطن من امراض الحساسية والصدر والتي اصبحت متفشية كثيرا ومن امراض العصر
*احساس المواطن بقيمته كانسان ويشعر باهتمام اولي الامر بتوفير افضل الخدمات له وهذا تعزيز لقدرته على التفكير والانجاز والابداع
* تقوية روح المواطنة والا هتمام بجماليات المكان الذي يقطنه من مدينة او مدرسة او المستشفى والمعمل والخ ..
هناك مميزات لهذه النباتات
* تتحمل تقلبات المناخ من انخفاض وارتفاع درجات الحرارة
*تتحمل عادم السيارات والغبار
*تتحمل العطش والجفاف والرياح الباردة والساخنة
*لاتؤثر على سلامة الخدمات الارضية
اهم مايميز حدائق جوانب الطرق هو زراعةالاشجار الكبيرة مع الاهتمام بتشذيبها وتنسيقها .. وتكون منها ماهو مستديم الخضرة ومتساقطة الاوراق لتكون لوحات فنية حيّة بتتابع المواسم .. كما ان زراعة الاسيجة النباتية وتشكيلها ,,واحواض الزهور المعمرة .. وللنخيل مكانة مهمة في تجميل الشوارع رغم صعوبة خدمتها وتكلفتها العالية ولكنها تعطي منظرا مهيبا ولها في كل موسم منظر يختلف عن الاخر ..
وبالامكان وضع مساحات صغيرة مميزة من حدائق صخرية تكون في اماكن سيادية من الشارع على ان لاتكون مرتفعة كثيرا ..تزرع فيها بعض انواع الصبارات ونباتات عشبية تتحمل اجواء الشوارع وادخنة السيارات وغبارها .. ويكون التصميم المتناظر هو الافضل في جانبي الطريق رواحا ومجيئا .
اما حدائق الجزرات الوسطية فهي تكون بسيطة التصميم وعدم تنوعه لئلا يكون عاملا لافتا للنظر يجعل السائق في شغل عن انتباهه في الطريق أي يشتت النظر ويفقد السائق عامل التركيز .. وعامل تكرار وحدة التصميم مهم جدا في حدائق الجزرات الوسطية ..
وبالامكان الاستغناء عن احواض الزهور والاكتفاء بالمسطح الاخضر والاسيجة النباتية مع وجود الاشجار في الوسط وعلى مسافات لاتمنع الرؤيا ..
ترك مسافة عشرة امتار عند كل استدارة دون زراعة لتلافي لحوادث المرورية .. وبالامكان تجميل هذه المساحة باوعية كونكريتية او ( من الاسمنت ) وتكون قليلة الارتفاع بحيث لاتحجب الرؤيا عن السائق وهو في مركبيته .. وزراعتها بالزهور القصيرة او المتدلية ..
حدائق الساحات وتقاطعات الطرق لها ميزاتها وذلك لكونها غالبا وسط شوارع المدينة وتكون اما دائرية او بيضوية الشكل .. وتكون اما واسعة المساحة او صغيرة المساحة .. واحيانا تتوسطها النافورات او التماثيل والنصب ..
ويكون التصميم بسيطا وغير مبالغ به تتوسطه احواض الزهور بمساحات صغيرة ومسطح اخضر مع انتشار بنسق معين شجيرات قابلة للتشكيل وبوجود التماثيل يجب ان لايطغى التصميم على جمال التماثيل بل يزيدها جمالا ويبرز قيمتها الجمالية فيكون للمسطح الاخضر الاختيار عند قاعدة التمثال مع وجود حوله بعض الزهور القصيرة ..
اما حدائق البيوت الخارجية والتي تقع خارجها فتكون من اهتمام ساكني المنازل وهناك كانت تقام مسابقات لاختيار اجمل حديقة ويكرّم اصحاب هذه الحدائق وهذا يكون عاملا مشجعا لزيادة الاهتمام بهذه الحدائق كونها تعطي منظرا حضاريا للمدينة ومن من هذه الحدائق حدائق الشرفات وكانت لها جائزتها هي الاخرى .. وكانت هذه المسابقات تقام في بغداد الى ماقبل الحرب ..
مواضيع مشابهة: