قصة الأمس .....
كانت الساعة تشير الى الثامنة مساءاً حين دخلت عليه الشرفة حاملة كوبا من الشاى الاخضر كانا قد انهيا عشائهما منذ برهة... اما الطفلان
فقد غالبهما سلطان النوم بعد ما فعل بهما شاطئ البحر افعاله طوال نهار اليوم..
كان فى تلك اللحظات يجلس على اريكته ومولىِ وجهه صوب البحر . يحدق فى اللاشئ ... احساس غريب ...
كانت حالته تلك تشبه كثيرا قول الشاعر
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهمو
الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها
على كثير ولكن لا أرى أحدا
نعم تماما كان هكذا هو
تفضل الشاى ...جذبه ذلك الصوت الشدى مرةاخرى لارض الواقع
شكرها واخذ من يدها كوب الشاى وصاحب شكره دعائه ان تجازى عنه خيرا
وبعد قليل من الصمت ..
هى .... ترى فيما كنت تفكر ....؟؟؟
هو... أتصدقيننى ان قلت لك لا أعرف !!!
فقط وجدتنى اسرح بخيالاتى ..... ولكن لا ادرى الى اين .
هى ... يا زوجى الطيب ... انت لم تكذب علي من قبل فلما لا أصدقك الان
ولكن أنا أعرف يا والد ابنائى ..
هو مندهشاً .... تعرفين
هى ... نعم أعرف كانت سفنك تحمل افكارك مبحرة صوب الذكرى لكنى( وعذرا منى) قد قاطعت رحلتها بقدومى فعاودت ادراجها نحو الواقع مرة اخرى
هو .... يبتسم اليها ويرتشف بعض الشاى
وبعد قليلٍ آخر من الصمت (وان زاد عن سابقه)
هى .... هل تسمح لى أن أسألك سؤالاً ؟؟؟
هو .... سلى ما شئت فأنت على السعة دوماً والرحب .
هى .... بل انت من ساعه قلبى ورحبت به أيام عمرى .
هو .... ضاحكا يا الله ...!!! كيف اسكن كل تلك الاعوام تحت سقفٍ واحد مع شاعرةٍ مرهفة الحس مثلك ولا اكتشف ذلك الا صدفة
هو مضيفا .... ما اروع كلماتك يا طيبة الاصل اتمنى ان يوفقنى الله لاسعادك واكون دوما عند حسن الظن .
هى ... بل انا من اتمنى ذلك يا زوجى .
وان كانت اقصى امنياتى ان يجمعنى الله بك فى الجنة كما كنت رفيقتك بالدنيا
وأردفت بنبرةٍ لا تخلو من بعض الحزن ... أم يا ترى هناك من تتمناه رفيقاً فى الجنة غيرى ؟
هو معقباً .. بداية من منا لا يتمنى ان يكرمه الله بالجنة ومن منا لا يتمنى الحور العين رفقاء وهم ثواب من الخالق عز شأنه وان كنت ادعو
الله ان يجمعنى بك فى دنياه وآخرته
فلتقولى اللهم تقبل
هى ... (اللهم تقبل)غلبتنى كعادتك وان كنت تعلم انى اقصد اهل الدنيا لا اهل السماء يا طيب
هو وبلهجة من يريد ان يغير مسار الحديث ..... أريت ها قد أنستنا وصلت الغزل العفيف تلك سؤالك
هى مبتسمة .... يبدو أن هواء البحر كان له دور فى ذلك فشكرا لك على تلك الرحلة الصيفية الخلابة يا زوجى العزيز .
هو ضاحكا ... ها قد عدنا الى ما انتهينا اليه ونسينا سؤالك الي بالسؤال ؟؟
هى .... وتعدنى انك ستجاوبنى ؟؟؟
هو ... تعلمين انى امقت الكذب
هى ... انا لم اقل لك عدنى بالا تكذب فحاشانى ان انعتك بذلك . لكنك قد تصمت
هو ... احيانا يكون الصمت ابلغ تعبير لاجابه ولكن دعينا لا نستبق الامر والي بسؤالك
هى حسنا ... كيف أمسُك ؟؟؟؟؟
هومرددا خلفها .... كيف أمسى !!!!!! ؟؟؟؟
هى .... نعم كيف أمسك ؟؟؟
هو ... أمسي كان معك
هى ... اقصد أمسك الذى قد كان قبل ان تكون معى .
هو ... حسناً كم مرة على زواجنا ؟؟؟
هى مبتسمة .... ما هذا استجيب على سؤالى بسؤال ؟؟
هو ... ذلك ليس بسؤال ولكنه ممر لاجابتى على سؤالك .
هى حسنا ... حوالى ستة أعوام
هو ..... بخلال تلك الاعوام الستة شعرت ولو مرة انى مقصر فى حقك ؟؟؟
هى .... لا ولكن ....
هومقاطعا .... هل شعرت يوما انى لا أحبك ؟؟؟
هى .... كلا البته بل ...
هو مكملا .... يا سيدتى انى ابادلك حبا بحب ومودة بمودة وقربةً بقربا
فمالك وأمسى ؟؟؟ ان كان حاضرى ملك يمينك ....
وبالعموم فقد اجبتك عن سؤالك من قبل ولكن يبدو انك تنسى احياناً
هى .... متى ؟؟؟؟؟
هو .....قبل زواجنا يا أم البنين
هى مبتسمة ... ولكنهما ابن وابنه فقط
هو مبتسما بوجهها ... عسى الله ان يرزقنى واياك من الصالحين
واكمل ... تذكرتى ام لا وقبل ان تصله اجابه اردف حسنا ساعيد على مسامعك الكلمات
أخبرتك قبل زواجنا أنى لن أطوى أمسى لان ليس به ما يجعلنى اخجل منه او احاول وأده
لكنى عقبت انى اعدك انى ابدا لن اجعله منغصاً لحاضرى وحاضرك
واعتقد أنى ابررت بقسمى للان فلما السؤال الان عن امسٍ ما كنتِ فيه ؟؟؟
هى .... انهيت حديثك ؟؟
هو .... نعم
هى ... حسنا يا زوجى الغالى بادئ ذى بدأ انا لم اسالك عن امسك بحثا عن طيف امراةً فى ماضيك .. كما اعلم انك اخبرتنى عن امسك من
قبل كما انى اعلم انه من هم مثلك حاشاهم ان يكون بأمسهم ما يشين أو يخجلهم ...
لكنى ... اعلم ايضا ان هذا الامس لا زال يسكنك وصدقنى ان ذلك ليس ما يحزننى بل حزنك ما يحزنى ......
هو ..... حزنى ؟؟؟؟؟؟
هى مكملة .... نعم حزنك فانا لا يعنينى ان يسكنك الامس فانا كما قلت انت كل حاضرك وآتيك ولكن ما يتعسنى انك تحوى بداخلك حزن
الامس تحمله بصدرك كطفل منك
كثيرا ما ياخذ روحك نحو كآبة مغربها الداكن ...
واكثر ما يمزق فؤادى هى معاناتك كى لا تظهر ذلك لى كى تبر بقسمك
لذا يا فؤادى أسالك ... بل أستاذنك ان تجعلنى اقسم تلك الاحزان معا
انا لا اريد ان اعرف من كان فى امسك ...
بل ما سبب حزنك من أمسك ..
ها بعد ان اوضحت لك ترى يكون لرجائى صدى لديك ؟؟؟؟؟؟
هو متحيرا وسعيدا بذات الوقت ومغالبا لدمعه ..... أنا أنا لا أعرف ما ذا اقول لكنى
أشهد الله أنك خير خلف ... ( وتمتم فى نفسه بصوت غير مسموع ) لخير سلف
حسناً يا سيدتى فبعد كل ذلك حشانى ان ارد لك مسالة
ولكن ........ لأمسى هذا قصة
هى ....... حسناً فلتسمعنى
قصة الأمس .......
يتــــــــــــــــبع
مواضيع مشابهة: