كما ذكرتي استاذتي الفاضلة المسلم من سلم الناس من يده و لسانه و نحن كثيرا ما نفتقر لكثير من الصفات الاسلامية المطلوبة منها لغة الحوار و فن الانصات صفتان متلازمتان ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ففن الانصات هو :
خلق متأصل في الاعماق والرغبة الخالصة في النفس في حسن الاستماع والنية الأكيدة الصادقة في محاولة الانصات للمتحدث وفهم ما يرغب المحاور في اسماعه وهذا لا يتم الا بالاخلاص وسكون الجوارح وتنبيه الحواس ويقظة القلب والحضور التام امام المتحدث ..
من لا يتقن فن الاستماع لا يجيد فن الحديث ..
وهذا الاستماع الذي حثنا عليه المولى سبحانه في كتاب العزيز وقدم السمع على البصر والفؤاد ..
قال تعالى في حسن الاستماع : ( الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه أولئك الذين هداهم الله ) وقال تعالى : ( واذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) وايضا قوله تعالى : ( فاستمع لما يوحى ) أمتدح الله حسن الاستماع وحث به انبياءه عليهم السلام ..
ولا شيء اجمل من لغة الحوار و لاشي يساعدنا على تكوين مفاهيمنا أكثر من الارتقاء بمشاعر التعاطف نحو الآخرين، فالتعاطف هو شعور بالمشاركة الوجدانية ويستدعي هذا الشعور أن تضع نفسك في مكان الشخص الآخر وتحاوره بالشعور ذاته وبهذه الطريقة نستطيع أن نحاور الآخرين.
بالطريقة نفسها التي نرغب في أن يحاورنا بها فالحوار الصحيح ينتج حلولا صحيحة وأكثر الناس فشلا في حلول مشكلاتهم هم في الأصل فاقدو القدرة على إجادة لغة الحوار التي من خلالها نستطيع امتصاص غضب الآخرين وإقناعهم بعيدا عن لغة العنف فالحوار لغة العصر بل روحه وأداته البليغة في الوصول إلى الحقيقة
وشكرا لك على طرحك الجميل
اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا