ليس فيلم سينمائى ولا اسطوره من الخيال ولكنها قصه حدثت وتحدث يوميا بالعراق الشقيق
الراوى هنا لست انا بل انه صبى صغير لا يتعدى عمره خمسه عشر عاما جاء الى مصر هاربا من جحيم الدمار والموت الاسود
سالته من اين انت
قال من العراق
قلت له ماذا اتى بك الى مصر
قال جئت عند اقارب امى وهى مصريه
سألته هل حقيقى ما يذاع فى نشرات الاخبار عن الدمار الذى اصابهم فى العراق
قال فى عهد صدام كنا مثلكم تماما نعيش فى امن وامان نزرع ونحصد وناكل من حصادنا لم نكن نعرف كلمه شيعى وسنى بل اننا لم نسأل الشاب الذى تقدم لخطبه اختى هل هو شيعى ام سنى كنا فقط نعرف انه مسلم
سألته وهل اسرتك معك هنا
قال ابى وامى قتلا على يد الامريكين واختى المتزوجه مازالت فى العراق مع زوجها وانا واختى واخى الصغير نعيش عند اخوالنا فى القاهره
وسالته كيف مات ابوه وامه
انتظر مفكرا ساهما كأنه يتذكر الحدث امام ذاكرته ثم رايت دمعه رقيقه تنساب على خده ثم نظر الى الارض ومسح بيده على عينه
فقلت له معتذرا انا اسف لقد ذكرتك بالامك سامحنى وطلبت منه عدم الرد فرفع عينه بانكسار وقال انك فى مثل عمر ابى وارى فيك حنوه وشهامته ساروى لك قصتى
فقلت له ان كان هذا سيؤلمه فلا داعى
فقال.. ان هذا سيريحنى وبدا يروى ويقول
كنانتناول افطارنا صباحا فى بيتنا وكان البيت عباره عن بيت ريفى يقع المنزل فى وسطه ومحاط بسور ببوابه حديديه ...
احضرت لنا والدتنا الافطار امام المنزل من الداخل وجلسنا انا وابى واخوتىومعنا امى حينما حطمت سياره امريكيه الباب فجأه وهبط منها بضع جنود امريكان مصوبين اسلحتهم الينا ويصرخون فينا بكلمات انجليزيه لم نفهمها ولكن ابى فهمها وطلب منا ان نفعل مثله ان نضع رؤسنا فى الارض وايدينا خلف ظهورنا
ثم دخل مترجم عراقى ومعه عده جنود عراقين بسياره اخرى
ذكر المترجم اسم ابى وقال هل انت (لن اذكر اسمه)قال ابى نعم فذهب احد الجنود الامريكان اليه وداس على رقبته بحذاءه بعنف وقوه ويلكزه بطرف بندقيته فصرخت امى به وامسكت حجرا وضربته فى الجندى الذى عاجلها باكثر من ثلاثين طلقه فماتت على الفور وكانت اختى الصغيره ملتحفه بامى فاصيبت هى الاخرى فى قدمها وبدأت تصرخ برعب والم
قال المترجم سائلا ابى عن الاسلحه وعن قنابل وصواريخ فاجابه ابى انه لا يعرف شيئا عن هذا فترجم للامريكى فما كان من الامريكى الا ان اطلق رصاصه فى قدم ابى فصرخ متالما وهو يلعنهم فضربه الجندى على ظهره وراسه بحذائه عده مرات حتى فقد وعيه ثم امر الجنود بتفتيش المنزل فدخلو وهم يطلقون الرصاص امامهم على اى شئ ومحطمين كل شئ ولاكثر من نصف ساعه قاموا بتفتيش البيت ولم يجدوا اى شئ وفى اثنائها كان ابى ينزف من كل جسده حتى توفى ثم خرجوا بمنتهى البساطه وركبوا سيارتهم وانصرفوا وكذلك الجنود العراقين ومعهم المترجم الذى ظل ينظر الينا بالم وكأنه يقول معتذرا لنا انه اسف
جاء جيراننا بسرعه بعد انصرافهم وبكوا معنا بعد ان راوا اسره كامله يقضى عليها واخذوا اختى الصغيره الى المستشفى لعلاجها من اصابتها واخذنا شيخ كبير جار لنا الى داره وهو يبكى بحرقه والم وبعدها لم ارى ابى وامى ولم ادرى حتى اين دفنوا
وساعدنا جارنا على الذهاب الى الاردن ومنها الى اقارب امى بالقاهره
نظرت الى الصبى بتعجب وحيره فلم ادرى ماذا اقول له وهو الصغير الذى مر بتجربه لم ولن تخطر على بال احد
اين الشرف يا عرب ونحن نرى كل يوم مئات الضحايا من الاطفال والنساء وكل ما نفعله هى نظره حسره كان الله فى عونك يا عراق
واللهى يا اخوانى لو نجح الامريكان فى تركيع الشعب العراقى والقضاء على مقاومته فسيتكرر نفس السيناريو فى بلد عربى اخر وباقصى سرعه ممكنه
علينا ان نظهر اكثر من التعاطف
ليس مهما ان نموت ولكن المهم ان نموت بشرف
َلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء : 104 صدق الله العلى العظيم
نعم نحن نرجو من الله الشهاده فى سبيله اى نموت وهم يرجون الحياه لانها اقصى مبتغاهم
اخوانى العراقين من كان منكم لديه قصه او عنده قصه فليرويها لنا حتى نتفاعل معكم
ولاخوانى هناك المقاومين النصر لكم انشاء الله وكل الشرف لكم
مواضيع مشابهة: