طبعا الرزق والعمر بيد الله و لكن السماء لا تمطر ذهب ولا فضة وقيل في الحديث " أعقلها وتوكل " يعني فكر خطط و أجتهد والباقي من عند الله .
وبعيدا عن الاحلام الوردية و ومعايشة للواقع وبتجربتى الشخصية ومن هم حولي من زملاء تخرج و عمل و كفاح... تغرب أغلبهم للخارج ومنهم من يكافح بمصر ومنهم من يعمل مندوب أدوية أو في مجال غير التخصص .
أولا : دراسة الالبان دراسة محددة لمنتج واحد هو الحليب تشتق منة منتجات عديدة و عموما الدراسة ممتعة تتعرض لطرق التعقيم والمعاملات الحرارية وبعض تكنيكات العمل والاهم هو الدراسة المفصلة للميكرو بيولوجي والتحليلات المخبرية القائم عليها عمل نظم الهاسب والجودة بجميع الشركات العالمية ويمكن لمهندس الالبان فهم الصناعات الاخرى بشكل جيد علي عكس مهندس الصناعات الذي قد يجد صعوبة في ذلك بالرغم من أن القصة بسيطة
والاجدى للدارس هو توافر الكتب والمراجع باللغة العربية والفرق بين العملي والنظري ليس كبير ويمكن أستدراكة بعد عام أو اثنين من العمل في أي مصنع كبير
علي عكس الصناعت الغذائية التى تدرس مجموعة كبير من العلوم أو بالتحديد قشورها والتشتت بين منتجات كثيرة ومتشعبة" لا القائم بالتدريس فاهم ولا الطلب عندة القدرة على الربط" ومثال علي ذلك لايوجد خريج واحد يستطيع عمل خلطة عصير أو مربي بشكل تجاري بالرغم من أن كل المعلومات متوفرة لدية وهذا ليس عيبا فية بل تقصير من الدكاترة والمعيدين أنفسهم
ثانيا : اهم ما يعانى منة مهندس الصناعات بعد التخرج و العمل هو سطوة وقوة الصنايعي و الذي قد يكون أمي ولكن خبرتة وعمرة الطويل بالمجال يجعل رأية هو الأصوب في الانتاج ولدي أصحاب العمل وبالفعل هو أقدر من المهندس الذي لا يملك العلم الكافي والخبرة لإتخاذ القرار الصحيح ولو أخطا تنصب لة المقصلة فورا غير مراعين لذلك طبعا أغلب العاملين بمجال المخبوزات والحلوى يعرفو ذلك جيدا بعكس الالبان مجال علمي الى حد كبير وثوابتة نادرة التغير الا في حالات الغش والمنتجات القذرة طبعا مع الضعف العام لأغلب الخريجين في اللغة الانجليزية مما يحد من قدرتهم في الاطلاع علي الكتب الاجنبية وتحصيل العلم الحديث وهذا ليس ذم فيهم ولكن أهمال من المؤسسات التعليمية التى في الغالب تشغل نفسها بصراعات نفسية مقيتة وأبحاث ذات فائدة ضعيفة إن لم تكن عقيمة ، لذا انا أحاول دائما أن أضع روابط كثيرة للكتب بالمنتدي لأخواني وأخواتي علهم لا يعانوا مثلما عانينا ورجاء منهم البحث والاطلاع وعدم الاعتماد علي الحلول الجاهزة وقد علمنى أحد المخلصين يوما وقال "لا تسأل قبل أن تمتلك نصف الاجابة" .
ثالثا : لست ناقم على الدكاترة بالشكل الكبيرو لكن يا بشمهاندس جمال الزمن غير الزمن اللي علموكم هم خير الدكاترة في وقتها وكان العلم لسة غض بسيط ......" زمن الخير"
كنا في نتعامل مع بعض الدكاترة علي أنهم مستشارين وبمبالغ خيالية لكن عندما تقع مشكلة يفرض لها ألف حل وهم بيجربوا بفلوس الناس وخلاص ونادرا ما كانت تحل هذة المشاكل، طبعا أنا أحترم صنايعي قضي عمرة في الصنعة يعرف الحل بمجرد النظر عن دكتور بيجرب وبيضيع فلوس الناس لمجرد انة مش قادر يقول مش عارف ، طبعا أي واحد بيشتغل بمالة الخاص في مجال الانتاج الغذائي هيقدر الكلام دة كويس لكن المهندسين ممكن إنهم ميحسوش بية لانة في النهاية مرتبة ماشي وكلة تمام لكن لو هوفي مكان صاحب العمل "كبدة هيتقطع" وهو بيشوف خامات بتترمي في الزبالة وخسارة بسبب واحد من الجماعة دول، وبالرغم من كدة فيهم ناس ممتازة بل مجرد نطق اسمائهم وسام علي الصدر وماركة مسجلة بس دة قليل جدا واحتكاكهم بالطلبة نادر وكبر سنهم قد لا يسمح لهم أحيانا بالزيارات الميدانية .
والان تحديدا بين يدي مجلة علمية وطنية أقلب ما بها علي أجد بحث مفيد ... لكن بصراحة كلة كلام فارغ و عمليات أحصائية ونصب علمي مفضوح وحرام فعلا طباعة هذة الابحاث والصرف عليها و بالرغم من وجود بعض الشباب المتميز من حديثي التخرج والمعيدين وطلبة الدراسات العليا الا أن سطوة الكبار تقهرهم الوسايط تذبحهم وليست لديهم الحرية في أختيار مواضيع الرسائل والكل ُيفرض علية عناوين....." وهي شهادات والسلام " ولو ترك هذا الشباب وفتح لة الباب وكفت أيادي الظلمة عنة أعتقد أن الوضع سوف يتغير بشكل كبير جدا ومفرح
في الاسبوع الماضي فقط جائني بالبريد كتابين الاول عن تقنية الاليزا في الكشف عن البكتريا الممرضة وسمومها في المواد الغذائية تخيل الكتاب دة يدرس للطلبة" بالفلبين" في ما يعادل السنة الثالثة بالكلية كتاب حجم الصور ووضوحها بة مفزع وكمية المادة العلمية مركزة وعميقة وممتعة والكتاب الثاني عن بعض الطرق الحديثة للتحليل وتخيل هذا الكتاب من "كردستان " و بالغة العربية... طبعا أنا ذهلت لكمية المادة العلمية وروعتها، وفي النهاية قد يختلف معي الكثير وقد يتفق لكن أنا عملت في المجال بالداخل والخارج ورأيت مستوي الخرجين من جنسيات كثيرة من الهند والفلبين والسودان وسوريا ولبنان وأيران واليمن و السعودية و إيطاليا و دول كثيرة ولي أصدقاء في الكثير من الدول و الفروق عجيبة ومستفزة وكثيرة .
بعد كل هذا أنصح وأنا خريج الصناعات الغذائية أي طالب بالتوجة لتخصص الالبان وهو ما نفعني علميا وماديا وتقنيا و طبعا المفروض أنهما قسم واحد بس كل واحد عاوز يبقي رئيس قسم
وخلاص وهي كلها كراسي لا بتنفع حد ولا حد بيدوم ليها أرجوا أن أكون قد فسرت بالشكل الجيد .