بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
موضوعى اليوم قد يثير حفيظة البعض واعلم انه لن ياتى على هوى الكثير منكم .... ولكن لوعد قد قطعته بكتابة هذا الموضوع لن اتاخر اكثر من ذلك .
الموضوع عن ( النقد ) بكل ما تحمله الكلمه من دلالات قد تكون ظاهره وقد تكون خفيه فى بعض الاحيان ، وعما تثيره الكلمه فى نفوس البعض عند تعرضهم لتلك الممارسه ضدهم .
فقد تجد الكثيرين عندما تسالهم ( هل تتقبل النقد ؟) فيكون الجواب على الفور دون تفكير ( بالطبع وبكل سرور وبصدر رحب ) لكن انتظر قليلا حتى ترى تعبيرات ذلك الوجه عندما يواجه ذلك الموقف بكل معنى الكلمه .
البعض لا يتحمل الموقف وقد ينهار عند اول تلميح لنقد شخصى حتى وان كان عيبا موجودا فيه بالفعل !!!
ما رايكم لو توغلنا قليلا فى اعماق الموضوع ؟؟؟
النقد ... هو ممارسه يمكن ادراجها تحت بند التعبير عن الراى .. لكنها تحمل فى طياتها جوانب شخصيه بصوره اكبر ، وقد تكون غير مريحه وغير مقبوله غالبا لتعرض شخص ما او حتى نظام ما لانتقاد شخصى لصفاته او طريقته او ادائه او .... او....
وقد يصنف البعض النقد الى نوعين : نقد بناء و اخر هدام
فالنقد البناء هو ذلك النوع الذى يتم من خلاله انتقاد نقاط محدده تشمل بعض القصور كنوع من لفت انتباه الشخص لذلك القصور حتى يستطيع تطوير نفسه الى الاحسن والتغلب على تلك النقاط ... ويكون الهدف من ذلك النوع غالبا نابع من خوف وحرص الناقد على اداء وصورة الشخص المنتقد .وغالبا ما يكون هذا النوع نابع من شخص واعى على درايه بموضوع نقده .
اما عن النقد الهدام فهو ذلك النوع الذى يمثل مرض اجتماعى يجب استئصاله فينا ... فهذا النقد يكون صادر من شخص لا يفقه شيئا وقد يكون جل همه هو اخراج عيوب وصفات ما ليست موجوده اساسا بالشخص محل الانتقاد ، وتكون الغايه والهدف من وراء ذلك النوع هو تحطيم الشخص محل الانتقاد معنويا نظرا لكونه ناجحا ومحل اهتمام الناس اكثر من ذلك الشخص الذى ينتقده ( حقد دفين )
وبالعوده الى نقطه هل نتقبل النقد ام لا ....
فى كلا الحالتين السابقتين يمكننا اكتساب فوائد كثيره من عملية النقد التى نتعرض لها لذلك يجب علينا تقبل النقد ... فاما عن الحاله الاولى وهى النقد البناء فليس عليك تقبل النقد وحسب بل يكون من الواجب عليك شكر من وجه النقد لك على ذلك الصنيع حيث انه لفت نظرك لنقاط الضعف و القصور فى اداءك حتى تقوم بتحسينه ، وهو بذلك يكون حريص عليك وعلى مصلحتك .
اما فى حالة النقد الهدام ... نعم هو نوع ليس يرجى من وراءه نفع وليس المقصود منه مصلحتك فى نية منتقدك ولكن تخيل وجود شخص تشغل انت كل اهتمامه لدرجة انه يفكر فيك مليا ، وعلى الرغم من نيته الغير سليمه من هذا التفكير الا ان ذلك قد يمدك بقدر لا باس به بالثقه بنفسك التى لولا انها ناجحه ومهمه ما كان فكر ذلك الشخص فى كيفية هدمك
وهناك حالات يجب الانتباه لها ...
قد نصادف شخصيات نتعامل معها تكون غير قادره على تقبل النقد باى شكل وباى صوره كانت ، مثل اولائك لا يستطيعون رؤية عيوبهم ولا يتخيلون مطلقا انهم من الممكن ان يخطئوا يوما ما ، وفى مثل تلك الحالات لا يجدى النقد ولا يقوم بالهدف المنشود منه لتحسين اداء تلك الحالات والارتقاء بمستواها
حاله اخرى ... وهى شخصيات تكون ذات طبيعه منتقده ( بكسر القاف ) بمعنى ان طبيعة تلك الشخصيات هى الانتقاد سواء بسبب او بدون سبب ... الانتقاد على طول الطريق ، شخصيات تعودت على اسلوب النقد دون ان يكون وراءه هدف ما ، ومثل تلك الشخصيات وان تاكدنا انها تحمل تلك الطبيعه فلا يكون هناك داعى للانتباه كثيرا للنقد الموجه منها فهو غير مجدى .
وحاله اخيره ... وهى شخصيات حساسه جدا لعملية النقد مع تقبلها له اذا ما قدم لها بصوره معينه لا تجرحها ولا تقلل من قدرها ... مثل تلك الحالات ايجابيه تجاه عملية النقد ولكن يجب انتقاء الاسلوب الصحيح عند تقديم النقد حتى يؤدى الغرض منه وهو الاصلاح .
هل النقد حق مشروع ؟؟؟
وعلى غرار حق النقد الدولى ( الفيتو ) هل يمكننا اعتبار عملية نقد الاخرين حق مشروع ويمكن ممارسته دون قيود ... والاجابه على ذلك التساؤل من يحددها هو الشخص موضع الانتقاد بمعنى ان شخصية وطبيعه الشخص الذى سيخضع لعملية الانتقاد هو من سيحدد لك هل من حقك ان تنتقده ام لا
فاذا كان بينك وبين ذلك الشخص مساحه من المحبه والود والعشم وتقبل ما يصدر منك ايا كان ففى هذه الحاله يكون النقد حق مشروع لك ... اما اذا كان غير ذلك فليس لك الحق مطلقا بل قد تتحول العمليه الى حرب انت فى غنى عنها .
وبتطبيق مبدأ اسلامى وهو ان ( المسلم مرآة اخيه ) يصبح النقد حق مشروع اذا ما طبق مع ذلك المبدأ مبدأ اخر وهو ( حب لاخيك ما تحب لنفسك ) ، فباجتماع المبدأين معا – وهو الصدق فى عملية اخبار المرء بعيوبه ونقاط القصور فيه مع مراعاة الاسلوب الذى تتمناه انت ان يوجه اليك اذا ما تم انتقادك شخصيا - يتحقق الهدف الحقيقى المنشود من عملية النقد وهى تحسين اداء الفرد داخل المجتمع مما يؤدى الى ارتقاء المجتمع باسره .
نصيحه اخيره ...
كن ايجابى تجاه النقد الذى يوجه اليك ايا كان هدفه وتقبله بنفس راضيه وبابتسامه عريضه نابعه من داخلك وبصدر رحب بحيث يشعر المنتقد لك بذلك فيخرج كل ما بداخله لك ... وضع دائما فى حسبانك ان الانتقاد ليس لغاية التقليل منك ومن شانك بل لتقويمك وللوصول بك الى احسن الاوضاع الممكنه . فانت المستفيد اولا واخيرا من عملية نقدك .
وفى النهايه .... كلمه اوجهها ل ...... ( تسمحلى انتقدك ؟؟؟)
فى امان الله