كيف تأكل
عندما كان ابني الأصغر إبراهيم وهو مساهم معي في هذا الكتاب في الثالثة عشر من عمره , كانت عائلتنا قد أصبحت في المراحل الأخيرة للتحول الى الغذاء النباتي . صباح احد الأيام عاد إبراهيم إلى البيت بعد أن قضى ليلته عند صديق له , وأخبرنا قصة لا زلت أذكرها ......
ليلة , أمس كان إبراهيم يتحدث بطريقة ودية عن عاداته الغذائية عندما سألته أخت صديقه بشك :" أنت لا تأكل اللحم ؟ .
لم يعتد ابني على تبرير عاداته الغذائية , فهو معتاد على تناول الطعام المقدم على مائدة طعامنا وكنتيجة جاء رده ببساطة : كلا " دون أي توضيحات . فسألته ثانية : " فماذا تأكل إذا ؟ فجاء رد إبراهيم : أعتقد نباتات .. فقط . استغربت الفتاة وكان هذا نهاية ما دار بينهما .
ما أثار إعجابي في هذه القصة هو إجابة ابني البسيطة " نباتات " . منذ أن قمت وعائلتي بتغيير عاداتنا الغذائية , صرت أستمتع بالتفكير بالغذاء النباتي والحيواني على حد سواء و وان نكون فلسفتي عنها بسيطة أكثر حد ممكن , بما انه في بلدنا قضايا الغذاء والصحة ليست بسيطة على الإطلاق , وكنت أتعجب من تعقيد الخطط المتنوعة التي توضع لإنقاص الوزن .رغم إن منظميها يروجون لسهولة تطبيقها إلا أنها في الواقع غير سهلة البتة ,حيث أنه على متبعي هذه الحميات إحصاء عدد السعرات الحرارية والمخزون الغذائي , أو تناول كميات محدودة من طعام معين وفق نسب رياضية واستخدام أدوات خاصة وإكمال ما يعطي لهم من أوراق . فلا عجب عدم نجاح هذه الحميات إلا فيما ندر . يجب أن يكون تناول الطعام تجربة ممتعة وغير قلقة والاهم في هذه المتعة هو بساطتها .
قد تكون العلاقة بين الغذاء والصحة معقدة استثنائيا " من الناحية البيولوجية لكن الرسالة التي تقدمها بسيطة . بإمكاني اختصار النصائح التي يقدمها كتاب للنشر بجملة واحدة بسيطة : وهي تناول كل الأطعمة ذات الأساس النباتي وتجنب استهلاك الأطعمة المنقاة التي يضاف إليها الملح والدهون . نشجع الناس الذين يقضون معظم أوقاتهم داخل البيوت , او الذين يسكنون في المناطق الشمالية على تناول مقادير يومية من فيتامين ب12 وفيتامين د , ويوصى عدم تجاوز الجرعات الطبية لفيتامين د .
هذا هو باختصار ( علم الحمية ) الذي وجد ليكون متواصلا مع الصحة الجيدة ويقلل من حدوث أمراض السرطان والقلب والبدانة .. وغيرها من إمراض الغرب الأخرى .
سؤال : ماذا نعني بكلمة نقلل ؟؟ هل علينا الاستغناء عن اللحم نهائيا ؟
تشير نتائج بحث الدراسة الصينية أنه كلما انخفضت النسبة المؤية لاستهلاك الغذاء الحيواني عاد هذا على الصحة بفوائد عظيمة – حتى عندما تنخفض النسبة المؤية للسعرات الحرارية من 10% إلى 0% . لذا من غير المعقول أن نفترض أن النسبة المؤية المثلى لسعرات المنتجات الحيوانية هي صفر , خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض الانحلال .
لم يتم البرهان على هذا الأمر بشكل مطلق ولكن من المؤكد صحة انه تم إدراك الفوائد الصحية للغذاء الذي يحتوي على نسب منخفضة جدا " ولكن غير معدومة من الأساس النباتي .
نصيحتي هي :" أن تحاولوا إبعاد المنتجات الحيوانية عن حميتكم بدون مبالغة , أي عدم القلق في حال تضمن حساء الخضار مرقه الدجاج أو احتوى رغيف خبز من القمح الكامل قليلا من البيض .
فمن المرجح أن هذه الكميات غير مهمة غذائيا , والأهم هو القدرة على الارتياح لمقادير صغيرة جدا من الغذاء الحيواني لسهولة أكترفي تطبيق الحمية , وخاصة عند تناول الطعام خارجا " أو شراؤه جاهزا .
أرجو أن لاتشجعكم توصيتي لكم بعدم القلق حيال الكميات القليلة من الغذاء الحيواني على التخطيط عمدا لدمج حصص من اللحم إلى حميتكم اليومية . أنا أنصحكم أن تحاولوا تجنب جميع منتجات الغذاء الحيواني .
هناك أسباب جوهرية للمضي في هذا الطريق : الأول هو القيام بهذه الحمية يتطلب منكم نقلة جذرية في أسلوب تفكيركم بالطعام , ففي حال أردتم تناول طعام حيواني سوف تأكلون بالتأكيد أكثر من حاجتكم منه .
الثاني هو شعوركم بالحرمان من خلال ضبط عاداتكم الغذائية .
إذا سألكم صديق مدخن لفترة طويلة نصيحتكم ليتمكن من الإقلاع عن التدخين فهل تنصحونه بأن يختصر عدد السجائر إلى سيجارتين باليم أو بأن يقلع مرة واحدة بشكل نهائي عن التدخين ؟ هذا ما أريد إيصاله لكم انه من الصعب من خلال الاعتدال نجاح الحمية حتى وجود النوايا الصادقة .... وسأكتب مباشرة موضوع اسمه متعة التدخين ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالنسبة لمعظم الناس تعتبر فكرة الاستغناء بشكل فعلي عن المنتجات الحيوانية بما فيها : ( لحم العجل والدجاج والسماك إضافة إلى الجبن والحليب والبيض ضرب من المستحيل وكأنك تطلب منهم التوقف عن التنفس ,فهي فكرة غريبة وخيالية . وهذه العقبة الكبرى في تطبيق الحمية النباتية لأن الناس عندما يسمعون بها لايقدرون فوائدها العظيمة للصحة .
إذا كنت أحد الأشخاص وفضوليا " حول نتائج البحث هذه لكنك ضمنيا" تعرف أنك لن تستطيع الاستغناء عن اللحم فأي حديث لن يمكنه إقناعك لتغيير رأيك .
عليك المحاولة . حاول بداية لمدة شهر واحد , قضيت حياتك كلها تأكل البر غر مع الجبن فلن يقتلك الاستغناء عنها لمدة شهر واحد .إن الشهر ليس زمنا"كافيا" ليمنحك أي فوائد على المدى الطويل ولكنه مدة طويلة بالنسبة لك لتكتشف أربعة أشياء :
· يوجد في بعض الأطعمة الرائعة التي يمكنك تناولها من خلال الحمية قد لم تكن مكتشفها قبلا .
· قد لاتستطيع تناول كل ماتحب لأن رغبتك باللحم قد تستمر لأكثر من شهر لكنك بالمقابل سوف تأكل الكثير من الأطعمة اللذيذة والمغذية .
· عدم اخذ الموضوع بشكل سلبي فهو ليس بهذا السوء , فبعض الناس يتأقلمون بسرعة مع هذه الحمية بل ويحبونها أيضا . وآخرون يحتاجون شهورا لينضبطوا عليها , لكن الغالبية يجدونها أسهل بكثير مما تصوروا.
· شعورك بالتحسن , حتى بعد شهر فقط .تطبيق الحمية النباتية يشعر معظم الناس بالتحسن ومن المحتمل خسارة بعضا من وزنهم أيضا . قم بفحوصات الدم قبل الحمية وبعدها ولاحظ التحسن التي طرأت على صحتك حتى خلال هذه المدة الزمنية القصيرة .
الأهم في هذه التجربة هو إدراك إمكانيتك على القيام بها سواء أحببت هذه الحمية أم لم تحبها , بعد شهر من التجربة تخرج بنتيجة وهي أنه ممكن القيام بهذه الحمية في حال اخترت ذلك .
كل الفوائد الصحية تم مناقشتها في هذا الكتاب ليست موجهة فقط لنساك التبت والإسبارطيون البسطاء . بل لكم أيضا إن اخترتم ذلك .قد يكون الشهر الأول بمثابة تحدي بالنسبة لكم ولكن بعده يصبح المر سهلا جدا ومتعة كبيرة . أعلم أنه من الصعب تصديق هذا الكلام حتى تختبرونه بأنفسكم . سوف تغير الحمية النباتية أذواقكم , فإضافة لفقدانكم لطعم اللحم
ستبدؤون باكتشاف طعوم ونكهات جديدة في طعامكم و وهي الطعوم التي لم تكونوا تدركون ميزتها من خلال الحمية الحيوانية .
في حال قررتم الأخذ برأي بإتباع الحمية النباتية لمدة شهر واحد فهناك خمس تحديات أساسية من المحتمل إن تواجهونها وهي ::
قد تتعرضون في الأسبوع الأول لبعض التضايق في المعدة ريثما ينضبط نظامكم الهضمي , وهذا الأمر طبيعي ولا يستدعي القلق وعادة لايدوم طويلا .
سوف تحتاجون إلى بعض الوقت للتأقلم , وتعلم بعض وصفات الطعام الجديدة , واكتشاف مطاعم جديدة , فالمفتاح هو إن تعيروا اهتماما أكبر لتذوقكم وتبحثوا عن الوجبات التي تمتعكم فعلا . سوف تحتاجون لعملية ضبط نفسي , لأن الكثير من الناس قد برمجوا أنفسهم ذهنيا على الغذاء دون لحم ليست وجبة حقيقية , لذا يجب التغلب على هذا الضرر .
قدلاتستطيعون خلال هذه الحمية من الذهاب الى نفس المطاعم التي كنتم ترتادونها قبلا وان فعلتم فلن تستطيعوا طلب نفس الوجبات التي كنتم تأخذونها قبل الحمية وهذا يستدعي الضبط أيضا .
قد لاتحصلون على الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء وقد يتوجس بعض الناس لأي أسباب كانت من كونكم نباتيون لأنهم ضمنيا يعلمون أنكم تفوقتم عليهم واتبعتم الحمية الصحيحة وهذا عكس ما هم عليه .
أود أيضا أن أقدم لكم بعض النصائح من اجل شهركم الأول :
الحمية النباتية على المدى الطويل أرخص كلفة من الحمية الحيوانية , لكن ريثما تتعلمون عليها قد تنفقون بعض المال الإضافي فلا تتذمروا فهي تستحق المحاولة . تناولوا الطعام جيدا , وإذا أردتم الأكل خارجا فجربوا العديد من المطاعم حتى تجدوا أفضل الأطباق النباتية المقدمة فيها . وتعتبر المطاعم العرقية من أفضل المطاعم التي تقدم أطباق نباتية متنوعة وبطعوم مميزة.
كلوا كفايتكم من الطعام,قد يكون احد أهدافكم الصحية هو إنقاص وزنكم وهذا جيد وبإتباعكم الحمية النباتية ستصلون الى هذه النتيجة دون أن تحرموا أنفسكم من الطعام.
من الضروري التنويع بأصناف الطعام من اجل الحصول على كل المواد الغذائية وأيضا للمحافظة على استمرار اهتمامكم بالحمية.
لا شك إن هذه النقلة هي تحدي بالنسبة لكم من حيث العوائق النفسية والعملية وهذا يتطلب الوقت والجهد ولكنك فيما بعد سوف تذهلون لسهولتها بعد آن تتبنى عاداتك الغذائية الجديدة . قم بهذا التحدي لمدة شهر واحد,وستحصد النتائج الايجابية وستكون احد الطلائع الذين يعملون لنقل الأمريكيين لمستقبل صحي مثقف.
سوف أخبركم عن زميلي غاين الذي كان حتى مؤخرا من مؤيدي تناول اللحوم, وكان منذ وقت قريب يتبع حمية تدعى أتكنس, خسر من خلالها بعض الوزن ثم قام بقطع هذه الحمية عندما لاحظ ارتفاع مستوى الكولسترول عنده. عمر غلين 42 عاما ولديه زيادة في الوزن ,نصحته بقراءة الدراسة الصينية عن الحمية ووافق على أن يقوم بالتجربة بمجموعة من الملاحظات والتوصيات وهي:
يعتبر الأسبوع الأول أسبوع التحدي لأنه كان من الصعب التكهن بما يمكنني أكله . وبما إني لا أجيد فن الطبخ جيدا لذا أحضرت بعض الوصفات وحاولت اختراع بعض إطباق الخضروات وكان امرأ مزعجا بالنسبة الي إن أقوم بالطبخ كل مساء بعد أن كنت معتادا على الوجبات الجاهزة واسوا الأحوال تسخين بعض الوجبات المجمدة في الثلاجة . وكان مذاق معظم الإطباق التي أقوم بتحضيرها مأساويا ويجب أن يرمى بالقمامة . ولكن مع الوقت اكتشفت بعض الوصفات المميزة
فلقد أعطتني أختي وصفة طعام رائعة ولم أذق مثيلا لها في حياتي وهي يخنه الفول السوداني من إفريقيا الغربية . أيضا
أعطتني أمي وصفة خضروات بالفلفل شهية جدا وتعثرت بطبق رائع مكون من معكرونة السباكيتي والكثير من الخضروات مع مرق الصويا القريب من مرق اللحم وأتحدى أي إنسان يستطيع أن يصنفه كطبق نباتي .كل هذا احتاج إلى الوقت .
قمت بإعادة اكتشاف للفاكهة رغم أني كنت دائما أحبها ولكن لا أتناولها بكثرة . صحيح أن أكلها ليس كأكل اللحم ولكني صرت استمتع بأكلها جدا وكأني أتعرف عليها من جديد. فانا الآن اقطع فاكهة الكريب فروت وأتناولها كوجبة خفيفة وانأ مستمتع جدا بها.لم أكن لأفعل ذلك سابقا .
واعتقد إن تذوقي قد صار فعلا أكثر حساسية . صرت أتجنب تناول الطعام خارجا رغم إني كنت معتادا ذلك باستمرار,خوفا من أن لا أجد طعاما نباتيا مناسبا ولكني صرت الآن أكثر جرأة ووجدت بعض المطاعم التي تهتم بتقديم بعض الأطباق النباتية المميزة بما فيها المطعم الفيتنامي رغم إن الطعام الفيتنامي ليس نباتيا جدا لأنهم يستخدمون مرق السمك في العديد من إطباقهم ولكن يعتبر غذائيا قريب جدا من النباتي .وفي مرة من المرات استدرجت إلى مطعم للبيزا مع مجموعة من الأصدقاء, لم استطع إن افعل شيئا فقد كنت أتضور جوعا , فطلبت بيتزا من الجبن قليل جدا والكثير من الخضار واعدت عجينتها من القمح الكامل بقشره حتى أني كنت أغص لكني تفاجئت بطعمها اللذيذ وأخذت منها إلى البيت عدة مرات فيما بعد .
استطيع أن أقول الآن أن رغباتي الملحة بأكل اللحم قد ولت بشكل كبير خاصة عندما لااستسلم للجوع . وبصراحة أنا للآن آكل كالمجنون مع أني صرت واعي لذاتي حول ما آكل كوني لدي زيادة في الوزن كما إن الطعام صار يشكل بالنسبة لي متعة عند تناوله أكثر بكثير من ذي قبل لأني صرت انتقائيا للطعام الذي أحب .
لقد مضى الشهر الأول بسرعة لم أكن أتصورها , وخسرت ثمانية أرطال من وزني وانخفض معدل الكولسترول لدي بشكل مفاجئ . إلى أنني لم أعد أضيع الكثير من الوقت على هذا الموضوع خاصة بعد أن وجدت العديد من المطاعم التي يمكنني الأكل فيها , إضافة إلى أصناف الطعام الكثيرة التي تعلمت طهوها ومن ثم تجميدها . فتجدون الآن ثلاجتي متخمة بالمؤن النباتية .
انتهت التجربة لكني الآن توقفت عن التفكير بها كتجربة فأنا لم أعد استطيع أن أتخيل نفسي عائدا إلى أنماطي القديمة في الأكل .
أمثلة محددة :
الفاكهة والخضروات : برتقال , بامية , كيوي , فلفل أحمر و تفاح و خيار و بندورة أفوكادو , القرع , التوت , الفريز , فلفل اخضر , مسحوق زبدة الجوز , اليقظين المانغا , باذنجان , كمثرى , بطيخ أحمر و هريسة , البلوط , الببايا , غريب فروت , خوخ .
الخضروات ( السوقيات والأوراق ) : سبانخ , البروكلي , أرضي شوكي و لفت , الخس , قرنبيط , الشوندر , كرفس , الهليون و أوراق الخردل , الهند باء , الريحان , البقدونس ,
الجذور : الطاطا , بجميع أنواعها , الجذر اللفت , الثوم , الزنجبيل , الكراث , الفجل .
البذوريات : الفاصولياء ,اللوبياء الخضراء , فول الصويا , البازلاء , فول سوداني , حبوب سوداء , العدس , الخ .
التقليل من : الكربو هيدرات : المعجنات باستثناء القمح الكامل , الخبز الأبيض , أنواع البسكويت , الفطائلر و الحلويات .
الزيوت النباتية المضافة . زيت الذرة , زيت الزيتون و زيت الصويا ,
الأسماك : السلمون التونا , المقدد .
اجنتاب ما يلي : اللحوم الحمراء , الشرحات , الهمبرغر و الدهن .
اللحوم البيضاء : الدجاج , الحبش .
الألبان : حليب , لبن , جبن ,
البيض : المنتجات التي تحوي في تركيبها على كمية كبيرة من المايونيز .