واخيراً جاء اليوم الموعود !!!
جاء فى موعده تماما .....
ها قد نضج عنقود العنب فى كرمته ..
وتلألأت حباته زهوا فى لونها الاحمر.... الجديد دليلا على علامة النضج .
بعد ان خلعت عنها اللون الاخضر
وها قد حان وقت حصاده ..... نعم قد حان
واقتربت لحظة الفراق......!!!!
وترقرق الدمع فى عينى مرة اخرى ...
لا تتعجب يا قارئ كلماتى ...
ولا ترمنى ظلما بما ليس فى
فانا ليس بى جِنةٌ ... ولا اصابنى الكبر فاختل العقل
ولتسمع اسبابى ومن ثم فانا التزم بحكمك ...
تعود القصة الى منتصف فصل الشتاء من كل عام ...
حيث اقوم بتهذيب كرمتى ( طيبة الاصل ) فيما نطلق عليه نحن من يمتهن
تلك المهنة الشريفة ( تقليم الاشجار استعداد للموسم الجديد ) .
بعد التهذيب وتقريبا فى ذات الوقت اجهز لها بعض الاسمدة العضوية
لتكون ُمعيناً ورفيقاً تستلهم منه القوة فى تلك الرحلة الشاقة
انا لا انسى ان ُامدها ببعض الكِبريت كى يطهر تربتها كذلك لا انسى ان
أضيف بعض السوبر كمعين فى البرد القارس .
من ثم اقلب كل ما قد ذُكر وادفنه بجوار تلك الكرمة طيبة الاصل
وعند الانتهاء يكون فصل الشتاء قد اوشك على الرحيل
فابدا فى الاستعداد لسقيا الارض ...
نسيت ان اخبركم ان كرمتى لا تهوى كثيرا شرب الماء شتاءا
لذا فهى لا تشربه الا على فترات متباعدة وترتشف منه اقل الكميات .
من بعد ذلك انتظر على شغف حلول الربيع ....
حتى اراها وقد بدات تتزين باللون الاخضر ...
وبالفعل ياتى الربيع وتبدا بالتزين حتى يكسوها اللون الاخضر بالكامل .
ويبدا خروج العنقود ( او ما نطلق عليه النموات الثمريه) واكون قد قتلت شوقا للقائه ...
ويبدا فى النمو رويداً رويدا حتى يصل لمرحلة الزهار بلونها الاصفر الخلاب .
وبفضل الله يتم العقد وتتكون حبات العنقود ...
واراه يكبر امامى وينتقل من مرحلة لاخرى ومن طور لاخر ...
وانا معه مراقبا ومعينا فحشانى ان ابخل عليه بوقتٍ او جهدٍ او مال
فانا تارةً اضيف بعض الاسمدة الكيماوية( كالبوتاسيوم ) ليزداد حجم حباته وتزيد حلاوته ..
وتارة .. اعامله ببعض المبيدات الفطرية للمحافظة عليه من الفطريات وعفن حباته ...
وتارات عدة نعمل جلبه حتى نبعد عنه الطير كى لا ينقر حباته ..
وتمر ساعاتٌ وايامٌ وشهور ....
ويكتملُ الحلم .....
وفى خضم الفرحةِ بالآت يأتى من ينتزعهُ منك حتى وان عوضكَ عن ذلك.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فى كل عام يحدث نفس الامر ...
وبكل عام اتذكر من رحل ....
اتذكر ... من احببته .
وكبر هواه باعماقى تماما كنمو ذاكَ العنقود .
جمعنا حلم الارض .... فامست فتاة الاحلام
اردتنى شريكاً فى الحلم ... وتمنيتها رفيقةً للدرب .
حلِمنا سوياً ..... وأبت الا ان احقق احلامنا منفردا ..
تواعدنا على استكمال المشوار .... وها انا امضى وحيدا .
ناديتها ...... فلتكنى الزوجة
فلبت نداءً من نوعٍ اخر حتماً كان مقضيا .
رحلت فى صمت ....
وتركت لى عنقود الكرمة .....
ويمر العام تلو العام ...
وبكل عام وبنفس الوقت يخبرنى العنقود كم مر علينا من وقت
اودعه هو ايضا العام تلو العام حتى صرت مودعه تسعة مرات ..
تماما كعدد سنين رحيل ملاكى الطيب ورفيق الدرب ...
فيا قارئ كلماتى ... بالله عليك فلتخبرنى
هل افرح بنضج العنقود .؟؟؟؟؟؟؟
ام يغزونى الهم ؟؟؟؟؟؟
طبت يا قارئ كلماتى ...
وعفوا ان كنت قد اثقلت عليك
مواضيع مشابهة: