أخي الكريم
إن المتأمل لقول الحق تبارك وتعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ ، كثيرا من التغيرات هي أذونات بالهلاك لبعض القوم ، فعندما يرتفع شأن أمه
ثم لا تحمد نعمة الله ، ويريد الله هلاكها ، يجعل سببها منها ، فتتغيّر الى مايغضب الله ، فيأذن الله بالهلاك لهم ،
ثم يقول الله تبارك وتعالى ﴿ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ﴾ ، نعم ، لن يرده عنهم أحد ، ولن يستطيعوا حينها بما اوتو من علم ومعرفة أن يمنعوا عذاب الله ، وليس بالضرورة أن يقلب الله عاليهم سافلهم ،
فلا نرى منهم أحد ، بل قد يبدل الله مكانهم من الأعلى الى الاسفل ، ويجعلهم اذلة بعد عزّ ، وهذا نذير لنا ، أن تعجبنا حالهم ، ونظنّ أنهم بلغوا المجد بحريتهم البهيمية ،
إن ماوافقوا عليه وفرحوا به لهو عكس الفطرة ،حتى فطرة البهائم لاتقبله ، وهذا يدل على أن العلم بالفيزياء وغيره من علوم الدينا ، قد لايمنع العقول أن تضل إذا لم تتسلح بالعلم الشرعي ، فإن التعرف الى الله
يمنع العقول من الوقوع في الرذائل المؤدية للهلاك ، بل يمنعها من الوقوع فيما يخالف عقلها وفطرتها ,,
كتب الله اجرك ونفع بك ,,