توقعات بارتفاع مساحات زراعة الأرز إلي ١،٨ مليون فدان بسبب كارثة ميانمار وتزايد الطلب
كتب متولي سالم ١٧/٥/٢٠٠٨ جريدة المصرى اليوم
قال الدكتور عبدالعظيم طنطاوي، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق والخبير الدولي في الأرز «إن ارتفاع أسعاره في مصر خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري يرجع إلي التوقعات بأن يتجه المزارعون هذا الموسم إلي زراعة مساحات كبيرة من الأرز علي حساب المحاصيل الصيفية الأخري، مثل القطن والذرة الشامية،
وتوقع أن تتخطي مساحات الأرز هذا العام حاجز ١،٨ مليون فدان تحتاج إلي كميات تقاوي تصل إلي ٩٠٠ ألف إردب، في الوقت الذي تعتمد فيه الشركات والإدارة المركزية للتقاوي حوالي ٣٠٠ ألف إردب فقط.
وأضاف في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن الأرز من المحاصيل ذاتية التلقيح، مما يمكن من استخدام تقاوي الأعوام السابقة كتقاو للموسم التالي، وهو ما أدي إلي استخدام كميات كبيرة من الأرز المخزن كتقاو لهذا الموسم تقدر كميتها بنحو ٦٠٠ ألف إردب.
وأضاف أن شائعات ترددت أن شهر سبتمبر المقبل قد يشهد إلغاء قرار حظر تصدير الأرز، نظرًا لارتفاع أسعار الأرز المصري في السوق العالمية إلي ألف دولار للطن، بدلاً من ٥٠٠ دولار قبل قرار الحظر، مما أدي إلي قيام التجار والمصدرين بتخزينه، تمهيدًا لسرعة البدء في تصديره بهذا السعر، بعد رفع الحظر في سبتمبر - حسب الشائعة - علي أن يتم تحديد الأسعار بناء علي العرض والطلب والسعر العالمي دون انتظار محصول جديد.
أكد أن الارتفاع الحالي لأسعار الأرز لن يستمر، خاصة بعد الانتهاء من زراعته الشهر الجاري، بالإضافة إلي زيادة الطلب علي أرز الشعير كتقاو والاستعداد لحصار الأرز المصري خلال شهر أغسطس المقبل.
وأشار إلي توفر كميات كبيرة من الأرز هذا العام تفوق الأعوام السابقة، مما يتطلب من التجار ضرورة عرض المخزون قبل حصاد الموسم الجديد، وتوقع أن يشهد الشهر المقبل انخفاضًا في الأسعار ليتراوح بين ٢.٧٥ و٣ جنيهات لكيلو الأرز الأبيض.
ومن جانبها حذرت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» من ارتفاع أسعار الأرز إلي مستويات قياسية، رغم توقعات بزيادة إنتاج الدول المصدرة للأرز مثل مصر وكوت ديفوار وغانا وغينيا ومالي ونيجيريا بنسبة ٣.٦%، حيث متوقعًا أن يصل إجمالي إنتاج هذه الدول ٢٣.٢ مليون طن أرز عام ٢٠٠٨.
وتوقعت ارتفاع إنتاج أرز الشعير في أمريكا اللاتينية وإقليم الكاريبي بنسبة ٧.٤% ليبلغ ٢٦.٢ مليون طن في العام نفسه، في حين يعكس الإنتاج بالنسبة لأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا توقعات سلبية، خاصة بسبب التأثيرات السلبية لكارثة ميانمار.
وتقول كونسبسيون كالبيه، أحد كبار خبراء الأرز لدي المنظمة، من خلال البيان الصحفي الذي أطلقته «الفاو» عبر موقعها الإلكتروني «إن إنتاج العالم من أرز الشعير قد ينمو عام ٢٠٠٨، بنحو ٢.٣% ليسجل مستوي قياسيا جديدًا مقداره ٦٦٦ مليون طن وفق توقعاتنا الأولية.
وأضافت كونسبسيون أن جدول المنظمة الخاص بأسعار الأرز سجل ارتفاعًا صاروخيا بنسبة ٧٦% تقريبًا خلال الفترة بين ديسمبر ٢٠٠٧ وأبريل ٢٠٠٨.
وأشارت إلي أنه من المتوقع أن تبقي الأسعار الدولية للأرز علي مستوياتها المرتفعة نسبيا، خاصة أن المخزون الذي تحتفظ به البلدان المصدرة قد يتراجع إلي حد كبير، بالإضافة إلي عودة دول مستوردة رئيسية إلي السوق الدولية لشراء الأرز، مثل جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية ونيجيريا والسنغال.
وفسرت أسباب ارتفاع أسعار الأرز إلي قيام البلدان المصدرة للأرز بفرض حظر علي صادراتها من الأرز في نطاق السعي لتفادي حالات ندرة الغذاء في بلدانهم.
وقالت الخبيرة إن هذه الإجراءات زادت القيود علي تيسير الإمدادات في الأسواق الدولية، وأدت إلي مزيد من تصاعد الأسعار وتراجع الإمدادات، ولا تقوم بتصدير الأرز دون أي قيود سوي تايلاند وباكستان والولايات المتحدة فقط من بين المصدرين الرئيسيين.
وأسهمت المزادات التي نظمتها الفلبين لاستيراد كميات ضخمة من الأرز في تسجيل أسعار قياسية للأرز.