المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسبيحة الفجر
لا أدري .. هي مشاعر مختلطة .. أشعر الآن بالخوف من الفشل وأن الأمور خارج سيطرتي مع أن أحد أهدافي في الزراعة هو أنني أريد تجربة الفشل ومشاعر الفشل لأنني كنت ناجحة متفوقة في كل جوانب حياتي وهذا ليس بالأمر الجيد لأن الخطأ والفشل يشعر الانسان بانسانيته .. في البداية كنت مستمتعة كثيراً بشعوري بالجهل والفشل في الزراعة وكلما فعلت أمراً (عبيط) أشعر بهذا الشعور الجميل .. أنني بشر ناقص جاهل كثير الخطأ وهذا يشعرني ببشريتي .. أنني بشر لست من عالم الآلهة
أشعر أيضاً بتأنيب الضمير تجاه النباتات حين تمرض أو تموت .. أشعر أنني مقصرة في حقها وأنني أظلمها فما ذنبها لتتحمل جهالتي؟؟!! أقول ربما كان من الممكن أن تقع هذه البذور في يد شخص آخر أكثر خبرة وكانت ستكون لها فرصة أفضل لتحيا في هذه الحياة .. أحياناً أتخيل نباتاتي تغني طوال الوقت: روحي على كفي ههههه
هذا النقص والقصور المعرفي يشعرني بالحيرة بالخوف وبالاضطراب والتشتت
هناك أمر غريب .. نباتاتي تتفاعل كثيراً مع ما أشعر به .. هذه حقيقة وليست ضرباً من الخيال .. حين أمرضت تذبل وتتأثر .. وحينما أكون حزينة تتأثر أكثر .. وحين أعود لنشاطي وهمتي تنتعش من جديد حتى وإن كنت لا أراها أو أعتني بها بل يعتني بها أبي طوال الوقت .. ربما لأنني ارتبطت بها كثيراً
كثيراً ما أتأملها .. تعلمت منها كثييييييراً من الجوانب العقائدية كيف أن البذرة كفطرة الانسان كامنة ساكنة تنتظر عوامل أخرى كي تنطلق وتظهر .. تعلمت منها أنها لا تضع لنفسها المبررات بل تحاول معتمدة على نفسها تحور من ذاتها وهيكلها كي تصل لهدفها، عينها دوما على الهدف حين لا تجد الضوء تطيل سيقانها حين تشتد حرارة الشمس تقوس أوراقها .. وقفت طويلا أمام شكل الجذور وحركاتها وتحركاتها داخل التربة إنها تسير بعزم نحو هدفها وهو الماء .. ومن البذرة كيف أنها تدرك قوتها الداخلية لتشق القشرة الصلبة حين تجد الوقت ملائماً لتنطلق .. كل النباتات أقف احتراماً لتصميمها وعزمها على أن تحيا وتعطي وتنتج .. أخجل من كرمها حين تعطي الثمار وتهدي الحياة الهواء والظل والجمال
علمتني الزراعة الكثير .. كيف أكون قوية حازمة في بعض المواقف .. كنت حين بدأت الزراعة لا أستطيع أن أقطع ورقة .. لا أجد الشدة في قلبي لأفعل ذلك .. أما الآن فقد أصبحت أقطع الأوراق حين أراها تالفة بحزم وأحياناً أقطع أغصاناً صغيرة ذون أن أشعر بالألم .. كنت أخاف من الحشرات حد الفوووووبياااا خوف هستيري كما أنني فوق خوفي لا يطاوعني قلبي على أن أقتل حشرة تحت أي ظرف من الظروف حتى وإن قرصتني أما الآن فقد تشجعت قليلاً وصرت أبيدها بالرشاش كأني سفاح .. في بادئ الأمر كنت أتألم بشدة حين أرى النمل يموت أو حشرة المن وكنت أرش مغمضة العينين أما الآن فقد أصبحت أكثر شدة .. هنا عرفت معنى الأم حين تكون كاللبؤءة حين يتعرض أبناؤها للخطر
حين بدأنا الزراعة في سطح المنزل حين صنعنا أنا وأبي بيتاً بلاستيكياً مبسطاً جداً كانت المرة الأولى التي أصعد فيها للسطح .. فتحت الباب وآااااااااه: باباااا أنا خايفة أنا خاااااايفة وجلست على الأرض عند الباب رافضة أن أتزحزح ههههههههه .. يا بنتي تعالي .. لا لا لا لا أنا بظل هني أنا خاااايفة .. كانت بداخلي رغبة كبييييرة لنثبت البيت في المكان الذي اخترناه لكن لا أستطيع تجاوز الخوف .. كان أبي يتجول في أرجاء السطح ويذهب قريباً من السور القصير جداً وأنا أصيح: باباااااااا لا تروح هناااك بابا لا تجننييييي .. وهو مبتسمٌ ابتسامته اللطيفة يكمل ما بدأه غير آبه لما أقول (( هذه لفتة مهمة .. ألا بدي أي ردة فعل تجاه أي سلوك سلبي لدى الطفل أي نتجاهل ذلك فيختفي هذا السلوك تدريجياً بسرعة وهي من قواعد التربية المهمة)) يردفها أحياناً بعبارة بسيطة: يا بنتي شجعي نفسش .. تعالي شوفي
.. تشجعت قليلاً فمشيت بعض الخطوات أحسست أنها أميال وأنا أموت رعباً ثم جلست على الأرض ثانية في وسط السطح: لا لا لا لا أنا خااااااايفة بابا أنا قاعدة هني ما بتحرك من مكاني لا تقول لي تحركي ولا خطوة والأدهى من ذلك أنني كنت خائفة من الرجوع حيث كنت والنزول ثانية هههههههههه هل سأبقى معلقة أم ما الذي سأفعل؟؟ كانت ملامح البيت بدأت الظهور وأنا أريد أن أرى لكن خوفي يمنعني طلبت من أبي أن يأتي بجانبي وأمسكت به بقوة بكلتا يديّ وطلبت منه أن يسير بي قليلاً نحو البيت بعدها طلبت منه أن ننزل لم أعد قادرة على التنفس من شدة الخوف ههههههههه ذكريات جميلة .. أما الآن فأنا أتجول في السطح بكل أريحية وأقول لأبي: لو أننا لم ننجز من الزراعة إلى إنجاز أنني تشجعت قليلاً لكفى ههههههه لا لا لا لا نسكن في قمة ايفريست هههههه كل هذه الفوبيا ونحن في الطابق الثالث !!!!!!!!!!!!!!!!!! منك لله يا تسبيحة الفجر ههههههه
كنت قد مرضت قبل اسبوعين وهنا بدأ ابتعادي عن النباتات وعن الزراعة .. بعض ضغوطات الدراسة .. الكثير من الأفكار حول الكون والوجود والعالم تتزاحم في مخيلتي وتؤلمني .. شعور غريب بالغربة وعدم الانتماء للعالم .. بعض الخلافات الفكرية بيني وبين زميلاتي في الدراسة .. بعض الوساوس في بعض الجوانب التعبدية .. ابتعادي عن الكتابة والشعر والأدب .. ربما كل ذلك يشعرني بالإحباط من الزراعة أو ربما السبب ليس كل هذا بل اصفرار كثير من أوراق نباتاتي وعدم معرفتي طرق علاج ذلك
- -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -
هل ثرثرة كل هذه الثرثرة يا الهييييييييييييييييييي أعتذر أعتذر منكم بشدة .. كنت قد سمعت أن البنت حين تشعر بالضيق تتحدث أسرع من الضوء لكنني الآن رأيت ذلك عيانية ههههههههههههه لكني فضفت عن معشار ما يقلقني ويحبطني من الزراعة فارتحت قليلا
- -- - - تم تحديث المشاركة بما يلي - - - - - -
شكراً أخي أحب الزراعة على الاهتمام
من أكثر الأمور التي تحبطني أيضاً هو شعوري بالتقصير الشديد في المنتدى هنا أسرتي الثانية كنت أتمنى أن أضيف مفيداً هنا لكنني لم أفعل :( :( أجهز الموضوعات ثم لا أنشرها :(