تنوي بحرقة قلب و بوجع و ألم ذليل أن ترحل . لقد لملمت كل ذكرياتها بذاك المكان و جمعت كل اغراضها فيه دون أن تنسى أي شيء . لقد كانت الأنفاس في صدرها تتصاعد تارة و تهدأ تارة أخرى فالعاصفة في خيالها لاتزال تهب, و أتت على كل ذكرياتها بذاك المكان.
إنه ينتظرها فهو على موعد مسبق معها .لايزال ذلك السائق الجميل , بل لم يكن له مثيل بالوجود بعينها , إنه ينوي إيصالها لمكان يعلمانه هما فقط هو و هي .
السائق : هل جهزت نفسك و حزمت حقيبتك ؟
أنتظري قليلا ربما نسيتي شيئا يا سيدتي تذكري جيدا
قبلي هذا الطفل و ضميه إلى صدرك
خذي من ذاك الشاب لمسات الذكرى
لا تيأسي يا سيدتي لن تنتظري طويلا صدقيني فأنا رهن إشارتك
ماذا..........؟
أه...........نعم
قبليه أيضا و ضميه مرة اخرى
كم انت شاعرية و الله
ماذا أيضا .......
ألم تيأسي من الإنتظارصدقيني سأوصلك إلى مكان جميل لنا وحدنا
انا سأوصلك
الطفل الصغير : أمي لاترحلي
رفيق دربها : حبيبتي ........
لكن عينيها و رموشها الجميلة لاتزال تحبس شيئا. بدت صامدة و الدموع فيها تنبع, لكن ليس من العين.
فالجبين تصببا عرقا , و الوجه أحمر خجلا . لم تعد تقوى على الكلام و بدأت عيونها تتكلم بصمتها المعتاد و ببريقها الحزين .
عيون السيدة الهاربة تقول : أريد ان اهرب
هو ينتظرني ووعدني بأنه سيساعدني
أنتم تعلمون أنني لم اجد حلا لمشكلتي
و اخبرني هو بأن الحل عنده
قد أعود إليك يا صغيري
تذكر ان أمك تحبك
و لكن
و لكن
زاد العرق أكثر و أكثر فقد حانت ساعة الرحيل .شخص البصرللسماء و أسلمت الروح, و أنتصر
أنتصر المرض