بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
أخي عصام وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بدايةً أشكرك على فتح باب الحوار في موضوع حساس , ألا وهو موضوع "كيفية الارتقاء بخريجي كليات الهندسة الزراعية في الوطن العربي".
وبما أنني لست مهندساً زراعياً , لأنني دخلت في مجال علوم وتكنولوجيا الأغذية بعد حصولي بفضل الله على إجازة في الكيمياء الحيوية , فسيكون كلامي عاماً لكل من يُعنى بدراسة الصناعات الغذائية , سواءً كان تابعاً لكلية الزراعة , أو لكلية العلوم , أو لأي كلية أخرى كالتقانة الحيوية ...
إن المسألة من وجهة نظري , ليست مرتبطة فقط بقرارات عمداء الكليات المعنية , وإن كان لهم دور هام في حل المشكلات المختلفة . ولكن وزارة التعليم العالي (أو أي وزارة تتبع لها هذه الكليات) لها نصيبٌ وافر من هذه المسؤولية , وذلك من خلال :
أ - تحديد الخط العام للمناهج المتبعة .
ب- تمويل هذه الكليات بالإمكانات المادية .
فإذا أردنا أن نتكلم عن المناهج المتبعة في كلياتنا العربية , فإن أحد المشاكل الرئيسية التي نعانيها (لا سيما في سوريا) , هي 1- تقييم الطالب بشكل أساسي على قدرته الحفظية , "فأحفظُنا أعلمُنا" !
مع أن قدرة الحفظ قد تكون متوفرة في الطالب , دون أن تتوفر فيه القدرة على تحليل المعطيات , بمعنى أنك لو طلبت من الطلاب تقديم بحث نظري حول موضوع معين أو مواضيع متنوعة , يقومون من خلالها بجمع المعلومات من مصادر مختلفة , من ثم إعادة ترتيبها و تحليلها بشكل علمي , وأخيراً كتابتها على شكل تقرير , فإنك لن تحصل على نفس ترتيب الدرجات الذي تحصل عليه من خلال اختبار قدرة الحفظ .
بل إن حفظ المعلومات قد يَسهُلُ على الطالب من خلال قيامه بمثل هذه الأبحاث , والتي يجب أن تُعطى جزءً هاماً من درجة المادة (وليس من الضروري أن يطبق هذا على كل المواد) .
ويمكن أن يطبق أيضاً هذا النظام بالتوازي مع نظام الإختيارات المتعددة للأجوبة في الإمتحانات (الأتمتة) , وبذلك نكون تجاوزنا السلبيات الموجودة في نظام الأتمتة (انخفاض مستوى قدرة الطالب على التعبير) من خلال هذه الأبحاث .
2- ضعف تصور الطالب للحياة العملية . ويعالج ذلك من خلال عدة خطوات , أدناها يكون بتنسيق زيارات ميدانية للمعامل , وذلك بالتعاون بين الجامعة والشركات المعنية . حيث يتم تعريف الطلاب على أقسام المعمل المختلفة , بالإضافة إلى شرح آلية العمل في كل قسم من الأقسام .
أما إذا أردنا أن نرتقي أكثر في مجال إعداد مهندس الصناعات الغذائية , فيمكن وقتها أن يتم إعداد مشاريع التخرج بالتنسيق مع الشركات المختلفة , وبما يتناسب مع حاجاتها , بحيث تستفيد الشركة من مجهود الطالب , ويستفيد الطالب من الخبرة العملية في الشركة , وذلك قبل نيله شهادة الهندسة (كما هو الحال في فرنسا) .
أرجو من الله أن تكون هذه المشاركة المتواضعة بما فيها من مقترحات متعلقة بـ (تحديد الخط العام للمناهج الدراسية المتبعة) , هي بداية موفقة للنقاش المفتوح بين السادة الأعضاء الكرام .
بانتظار مشاركاتكم ...