الاخوة الاعزاء ... اود انوه لكم انه اختصاصي هو ماجستير في عمليات النضج ما بعد الحصاد لبذور المحاصيل الحقلية واتمنى ان اقدم لكم ما يمكن ينفعكم بالحياه العملية وهنا اكتب محاضرة بسيطة عن عمليات نضج ما بعد الحصاد (محاضرة الجزؤ العملي في المختير) يقوم الطلبة بتطبيقها عمليا ..مع التقدير
عمليات نضج البذور بعد الحصاد أو مرحلة السكون (Dormancy) :-
أن تعرض البذور بعد الحصاد لدرجات حرارة منخفضة شتاءا أو درجات حرارة مرتفعة صيفا لاتنبت بنفس السنة أو قد تحتاج مدة من الزمن لكي تنبت ويطلق على هذه المرحلة باستكمال النضج بعد الحصاد أو مرحلة السكون ، وان سبب الأساس في مرور البذور بطور السكون هو المحافظة على النوع لأنه لو أنبتت البذور مباشرة فإنها تعطي بادرات ضعيفة تهلك بمجرد تعرضها للظروف البيئية ونلاحظ هذه الظاهرة ببذور النباتات البرية .
أسباب سكون البذور :-
1)سوء نفاذية الأغشية الثمرية والبذرية للماء والهواء :- إذ أنها لاتسمح بمرور الماء والهواء ويزال هذا السكون بالطرق المعروفة.
2)وجود مواد المعرقلة للإنبات :- أن بذور المحاصيل تحتوي على مواد قد تسبب عرقلة أنبات البذور مثالها الأمياك والأحماض الأمينية وكذلك البيكاربونات خصوصا الأحماض غير المشبعة والمركبات العطرية وما شابه ، فبعضها يتحلل بسهولة عند التجفيف وبعضها صعبة التحلل ، بالنسبة لبذور المحاصيل عادة تنقع البذور وبعدها تجفف .
3)أسباب أخرى :- مثلا بعض البذور يتأثر إنباتها في ظروف الإضاءة لذا فان عمق الزراعة يتحدد بهذا العامل ، وكذلك يتأثر أنبات البذور بدرجات الحرارة فمنها تحتاج درجات حرارة منخفضة لذا يعمد الى أبقاء البذور قبل زراعتها بالرمل الرطب وعلى درجات حرارة منخفضة بحدود 1-5 درجة مئوية وهذا يسمى بالأرتباع (Vernalization) .
4) السكون الثاني :- إن سوء الخزن يعرض البذور الى المرور بطور السكون من جديد وكذلك تعرض البذور للإضاءة بصورة مستمرة قد يسبب الى سكون البذور .
التغيرات الكيمياوية في البذور خلال مرحلة النضج ما بعد الحصاد :-
أن العديد من التفاعلات الكيمياوية والحيوية المعقدة تجري في البذور خلال مرحلة سكونها ، وأن هذه التفاعلات تتجه نحو التحول اللاحق البذور للمركبات سهلة الذوبان بالماء الى مركبات غير ذائبة فضلا عن هبوط النشاط الأنزيمي ،كما يلاحظ تغيير واضح في تركيب المواد النيتروجينية ، حيث تنخفض كمية الأحماض الأمينية وترتفع كمية المواد البروتينية وبنفس الوقت يجري تثبيط المجاميع الألبومينية .
ويحصل خلال أو بعد استكمال النضج بعد الحصاد انخفاض في نسبة الرطوبة وارتفاع بسيط في نسبة الدهون وأنخفاض في نسبة السكريات وأنخفاض في حموضة المرشح الكحولي للبذرة وانخفاض نسبة النيتروجين الحر وارتفاع نسبة الإنبات .
طرائق تقليص مرحلة نضج بعد الحصاد :-
عادة مرحلة النضج ما بعد الحصاد لأغلب المحاصيل بين ساعات الى عدة أشهر (أقل من سنة) وان اختصار الفترة يمكن من خلال الطرق التالية:-
1) التسخين الحراري والهوائي :- وهو من الوسائل الفعالة المتبعة في اختصار سكون البذور. تجري عملية التسخين في عنابر الخزن أو في أماكن المفتوحة تحت سقائف وتحتاج كل الطرق لجو مرتفع الحرارة وتوضع البذور بطبقة 20-30 سم ويجري تقليبها دوريا .
2) طريقة التسخين الشمسي :- وتتلخص بواسطة الشمس وتفرش هذه البذور بطبقة 4-6 سم ويجري تقليبها بشكل دوري وعادة تستغرق هذه الطريقة 2-3 يوم .
3) طريقة التسخين تحت السقائف أو الخيم:- وتجري بنفس طريقة التجفيف بطريقة التسخين الشمسي إلا أن فترة التجفيف تكون أطول من سابقتها ، حيث تستغرق 5-6 يوم .
4) طريقة تسخين البذور وتجفيفها في أماكن مدفأة :- وتتم بفرش المكان بطبقتين أو ثلاث طبقات من الأخشاب أو أي مادة عازلة للرطوبة مع ضرورة توفير التهوية الجيدة لها . وتجفف بحرارة بين 30-35 درجة مئوية وتستمر مدة التجفيف بين 48-120 ساعة.
5) طريقة التهوية النشطة :- وتساعد في سرعة اجتياز مرحلة النضج مابعد الحصاد وبمدة قليلة وتتم باستعمال آلات خاصة مثل استعمال المراوح مع نظام حراري .
فحص إنبات البذور أثناء فترة السكون :-
تتوقف قدرة البذور على الإنبات على عدة عوامل منها الظروف السائدة في أماكن خزنها،ومدة الخزن بعد الحصاد.فمثلا يلاحظ بعض البذور المحصودة حديثا عند إجراء فحص الإنبات لها تكون نسبة الإنبات منخفضة ولكن بعد خزنها مدة زمنية معينة يلاحظ ارتفاع نسبة الإنبات لها إلى الحد المعتاد عليه.وخاصة البذور المحصودة في الخريف إذ تواجه جو بارد تجعلها تمر بمرحلة سكون لذا تتأخر باستكمال المرحلة النضج ما بعد الحصاد.
*إنبات البذور الساكنة:-
عند الرغبة بإجراء فحص الإنبات للبذور المارة بمرحلة السكون فان درجة الحرارة اللازمة للإنبات في الأيام الأولى ولغاية العد الأول (سرعة الإنبات)تتراوح بين 8-12درجة مئوية أما بقية الأيام في كما مقرر لها.
ملاحظة:-قد يتأخر العد الأول يوما واحد عن الموعد الاعتيادي وكذلك كما قد تتمدد مدة الإنبات ثلاثة أيام في حالة وجود بذور منتفخة لكنها غير متعفنة.
إما بالنسبة للبذور حديثة الحصاد فيجرى فحص الإنبات بظروف حرارية مختلفة منها ست ساعات إنبات في حرارة 30-35درجة مئوية,تليها 18 ساعة إنبات في حرارة 8-10 درجة مئوية.
مدة الفحص :-مدة فحص كل نوع محددة في موعد(جدول59 من كتاب تكنولوجيا البذور)ومدة المعاملة لكسر السكون قبل فحص الإنبات فلم تدخل ضمن المدة المحددة للفحص. عندما تبدأ بذور العينة بالإنبات يمكن تمديد مدة الفحص سبعة أيام إضافية أو حتى نصف المدة المحددة للفحوص، ويكون موعد العد الأول للبادرات فهو موعد تقريبي يمكن التريث فيه ريثما تبلغ البادرات مرحلة من التطور تتيح تقييمها بدقة.
وسائل التخلص من تصلب البذور(الكتم):- توجد أنواع من البذور صلبة ذات غلاف غير نفاذ للماء وقد تحتاج معاملتها بمعاملات لتصبح جاهزة للإنبات ومن هذه المعاملات:-
1.النقع:- يمكن لبذور ذات الغلاف الخارجي غير نفاذ للماء إن تنبت بسرعة إذا ما وضعت في ماء يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف حجم البذرة على الأقل وتوضع على درجة غليان ثم تترك لتبرد لمدة 24-48 ساعة وبعدها يبدأ فحص الإنبات (بالنسبة لبذور البقوليات ذات الغلاف الخارجي الصلب عادة تنقع بالماء الاعتيادي لمدة 24 ساعة).
2.التخديش الميكانيكي:- يمكن إزالة السكون بإجراء احد العمليات الآتية :ثقب غلاف البذرة بعناية، أو اقتطاع جزء منه برادته بمبرد أو ورق صف زجاجي (ويجب الحذر عند إجراء التخديش ويفضل التخديش من غلاف البذرة الواقع عند طرف الفلقتين.
3.تخديش غلاف البذرة بالحوامض:-يمكن إجراء تخديش كيمياويا بتنقيع البذور بحامض الكبريتيك المركز لهضم غلاف البذرة وقد يحتاج أكثر من ساعة لإجراء الهضم ،وفي كل الأحوال يجب تفقد البذور كل بضع دقائق،وبعد تذليل غلاف البذرة تغسل البذور جيدا بالماء غسلا تاما قبل الشروع بفحص الإنبات.
(بذور الرز يمكن تخديش لغلاف الخارجي لها بنقع بمحلول حامض النتريك بتركيز عياري واحد لمدة 24 ساعة ويسبق ذلك رفع درجة حرارة البذور إلى 50 درجة مئوية).
وسائل التخلص من المواد المانعة للإنبات :-
1.الغسل السبقي:- هناك مواد طبيعية موجودة في غلاف الثمرة أو في غلاف البذرة تمنع الإنبات ، يمكن إزالتها بالغسل بالماء الجاري وعلى حرارة 25 درجة مئوية .
2.إزالة الأجزاء حول البذرة :-في بعض الأنواع يستحسن الإنبات بعد إزالة بعض الأجزاء الخارجية كالقنابة والحرشفة الزهرية وغيرها كما هو الحال في النجيليات.
3. تعقيم البذرة:- يمكن معاملة بعض البذور بمبيدات مضادة للفطر وبالتالي تحسين إنباتها.
التقييم :-
تقييم البادرات:- البادرات التي اكتملت نموها عند العد الأول يتم إخراجها من الفحص كبادرات غير ساكنة ، كما يجب إبعاد البادرات المتعفنة أو الفاسدة بغية التقليل من خطورة عدوى ثانية ، إلا أن البادرات التي تحوي عيوب أخرى يجب أن تبقى على الوسط الانباتي حتى موعد العد النهائي.
في الحالة السابقة يسهل تقييم البادرات لكن في حالة التسمم الغذائي يجب إعادة الفحص وذلك بإنبات البذور بالرمل أو التراب وعلى درجة حرارة معينة (في كتاب تكنولوجيا بذور جدول 59).
البذور التي لم تنبت:-
1.البذور الكتيمة(الصلبة):- وتحسب في نهاية الفحص الإنبات وتمثل البذور الصلبة التي لم تنبت ، ويمكن تخلص من حالة الكتم بإتباع الوسائل السابقة التي تقضي على السكون.
2.البذور الحديثة الحصاد :- يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحفيز البذور الحديثة على الإنبات ويمكن تحديد قدرة البذور الحديثة الحصاد على الحياة بواسطة فحص كيمو حيوي أو بواسطة التشريح.
3.البذور الميتة :- وتمثل البذور المتعفنة والطرية ويجب تدوين عددها وفي حالة ظهور أي جزء خضري منها لا تعتبر بذور ميتة بل تعد بادرات غير طبيعية.
4.فئات أخرى من البذور الفارغة والبذور التي لم تنبت :- يجب تحديد عدد البذور الفارغة وتلك التي من دون جنين والتالفة من الآفات وتدون في الوثيقة البيانات