بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم ورحمات وبركات اخوانى واخواتى فى الله
اليوم موضوع جديد - ليس كليا - ولكنى اردت ان اطرحه عليكم لنناقشه سويا
موضوع الخوف .... الخوف له جوانب عديده واسباب كثر وهو حقيقه لا يمكن تجاهلها . طبعا لن اتكلم هنا عنه بشكل علمى فانا لست دارسه او عالمه فيه ، ولكن نطرح نقاط وقع عليها اختيار العقل عند الحديث عن الموضوع .
بداية وعندما تطرح هذا الموضوع او بشكل اوضح تسأل شخصا ما ( مما تخف؟؟؟) يجيب عليك الكثيرين بدون تفكير ( لا اخاف او اخشى الا الله )
نعم هذا جواب جميل ومنطقى ويجب ان نكون كلنا كذلك . فالمؤمن الحقيقى لا يخشى من احد الا الله تعالى ( وضعوا الف خط تحت المؤمن الحقيقى)
لكن لننظر الان للموضوع بشكل اعمق . الخوف موجود وهو من الطبيعه البشريه التى وضعها الله فينا من الاساس ، فالنفس البشريه جبلت على الخوف مما لا تعلم عنه شيئا ، وبمثال بسيط ( مثلا : انت تخاف من مخلوق غريب لاول مره تراه فلا تدرى هل هو ضار لك هل هو مسالم ام لا؟؟ وهكذا)
بعمق اكبر ... الانبياء عليهم الصلاة والسلام تحمل قصصهم تأكيدا على ان الخوف موجود ( بالطبع ليس كعنصر نقص حاش لله) وانما تاكيدا على بشريتهم بالاساس وانهم يحملون مثلنا الصفات البشريه الطبيعيه حتى لا يقع فى انفسنا قول ( هم انبياء الله ) فهم بشر بالاساس اكرمهم الله واختارهم وفضلهم برسالاته وبكلامه .
امثله على ذلك :
**من سيرة رسولنا الكريم ( محمد)
وفى ليلة نزول الوحى من الله تعالى عليه وفى غار حراء ( الكل بالطبع يعرف القصه اكثر منى ) هذا الجزء الذى يعنينا منها
" فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل…" أسرع الرسول عليه الصلاة والسلام في العودة وقد أصابته رعدة شديدة، وأخـذ جسمه يتصبب عرقاً حتى إذا دخل على زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قـال: " زمّلوني زمّلوني ". فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع سألته السيدة خديجة رضي الله عنها عمَّا أصابه، فحدّثها بالذي رأى وأخبرها الخبر. وقال لها:" لقد خشيت على نفسي ".
** من قصة سيدنا ( موسى عليه السلام ) :
{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }الشعراء14
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }القصص33
{فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ }الشعراء21
** من قصة السيده (مريم الصديقه عليها السلام ) :
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً }مريم18
ولكن الخوف الذى ورد فى قصص الانبياء والصديقين بالطبع ليس كخوفنا نحن ( عباد الله الضعفاء) وليس بنفس الطريقه . ولكن ذكرته لمجرد التأكيد على ان الخوف من الطبيعه البشريه ولا جدال فى ذلك .
خوف عن خوف يفرق ...
بالطبع ليس الناس جميعا على نفس الدرجه من الخوف . فكل منا له طبيعته المختلفه عن غيره وله شؤونه التى تحرك عنده الشعور بالخوف .
فهناك حالات مرضيه من الخوف وهى ما يعرف باسم مرض الرهاب ( PHOBIA) وقد تحدث الاخ عونى من قبل عن الخوف والقلق الاجتماعى فى هذا الموضوعhttp://f.zira3a.net/showthread.php?t=84
وهناك صور اخرى للخوف . فهناك من يخاف ( حيوانات معينه - اماكن معينه ) وغيرها من صور الخوف التى لا يمكن حصرها . ففى كل يوم قد يظهر لنا شخصا صوره جديده تقلقه وتثير مخاوفه.
قد تكون هناك حالات كثيره من الخوف غير منطقيه فى نظرنا نحن ولكن هى فى نظر صاحب الحاله ذات دلالات عده وتمثل له خوف حقيقى لا يمكن تجاهله غالبا ما تكون راجعه لمواقف سابقه وخبرات مرت عليه من قبل .
مما تخاف ....
انا شخصيا وبصفتى من اثارت الموضوع لن اخفى عليكم ( فهذا بداية كسر حاجز الخوف ان افصح عما اخاف). انا اخشى الكثير والكثير
( واحاول جاهده الاستعانه بالله تعالى على مخاوفى ) . اخشى ان اخدع دون ذنب، اخشى ان اظلم احدا ، اخشى كثيرا ان اتكبر و اعجب بنفسى يوما ، اخشى العقارب والحيات اذا لم استطيع رؤيتهم ، واخشى ( مؤخرا ) الاماكن المرتفعه)
خلاصة القول انت عندما تتعرف على مخاوفك وتفصح عنها امام نفسك بكل صراحه دون ان تتكبر وتعتبر ذلك عيبا فيك او نقطة نقص سوف تبدا بحل اللغز وبمعالجة خوفك والتخلص منه .
وفى النهايه لا تخافوا الا الله
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/F...g=A&CatId=1184
فى امان الله
مواضيع مشابهة: