لعلة من المعتاد أن نرى نباتات فيها تحورات خاصة تعينها على تحمل الجفاف ، تعيش في المناطق الصحراوية . ولكن مايلفت النظر أن نجد نباتات حولية عادية في تحملها للعطش وليس فيها تحورات لتحمل الجفاف ، ومع ذلك فإنها لاتوجد خارج حدود الصحراء ، وفقا لما ذكره العالم " فريتزونت " الذي يرجع السبب في ذلك إلى ماتمتاز به بذور هذه النباتات من نمط إنبات حذر جدا ، بحيث إنها لاتنبت إلا عندما تضمن توافر قدر من الماء يكفيها مقدما لمواصلة الحياة . حيث من المعروف أنه في المناطق الجافة لاتستطيع النباتات أن تعتمد على توالي نزول الأمطار .
ففي السنوات الجافة تبقى هذه البذور ساكنة . وهذا في ذاته أمر عجيب ، ولكن العجيب حقا هو أنها ترفض أن تنبت حتى بعد نزول المطر , إلا إذا بلغت كمية المطر نصف بوصة على الأقل وحبذا بوصة أو بوصتين , رغم أن أغلب بذور النباتات العادية تنبت عندما تكون كمية المطر عشر بوصة , ورغم أن هذه الكمية تبلل الطبقة العليا من التربة بنفس القدر الذي تبلله كمية بوصتين من المطر ,فكيف تسنى للبذرة أن تميز بين الحالتين , وهل تستطيع بذرة ساكنة أن تقيس كمية المطر ؟
يقول العالم " ونت " : يظهر أن الإجابة على هذا السؤال تنحصر في أن كثيرا من هذه البذور تحتوي في قشورها على بعض المواد التي تعوق النمو , وهي لا تنبت إذا زالت هذه من الأملاح ,
والمطر الغزير هو الذي يغسل هذه المواد من التربة فيجعل البذور تنبت , وهنالك بذور أخرى مثل بذور كثير من النجيليات تؤجل استنباتها بضعة أيام بعد نزول المطر , ثم تأخذ في الاستنبات بعد ذالك إذا كانت التربة لا تزال رطبة . وهو ما لا يحدث إلا إذا كان المطر غزيرا . وهناك بض البذور التي تحتوي على مواد تعيق النمو ولا تزول إلا بتأثير البكتيريا مما يتطلب التعرق للرطوبة فترة طويلة . وبعض البذور تبقى ساكنة حتى تبللها سلسلة من الأمطار المتوالية , وبذلك يتسنى لهذا النبات أن تنمو وتتكاثر في المناطق الصحراوية ...
مواضيع مشابهة: