بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم.....
كنت قد نويت منذ يومين ان اهجر نشاطاتى المعتاده واليوميه فى الحياه - ومن اهمها منتداى الغالى عذرا شديدا - وذلك لم يكن بارادتى ، ولكن حدث ذلك بعد ان اصبحت الصوره اكثر قتامه فى عينى . ولم تقف عند ذلك الحد ولكنها كانت تزداد وتزداد قتامه مع كل ما أراه ونعايشه من واقع سواء على المستوى المحلى او على المستويات العالميه كان يؤثر وبشكل ملحوظ على نفسيتى وصحتى . اعلم ان الامر سيعتبره الكثير والكثير من بينكم سلبيه واستسلام ، وانا لا الومكم ان قلتم ذلك فالامر بالفعل كذلك ولا يمكن وصفه بأقل من ذلك فمعكم كل الحق.
ولكن وبعد وقفه وجلسه عميقه وصادقه مع تلك النفس البشريه الضعيفه . وبعد الاخذ والجذب بيننا اصبحت الامور اكثر وضوحا امام عينى
نعم الامور ليست على ما يرام ولا يمكننا التظاهر بأنها بسيطه حتى نخرج انفسنا من مثل هذه الحالات ، كذلك لا يمكننا اغفال الحقائق والاسباب الحقيقيه لما نحن فيه الآن.
هل هو الظلم من الاخر ؟ هل هو التجبر والفساد ؟ هل هو عدم شعور كل منا بالاخر ؟ هل ؟ وهل؟ ........
نعم ربما يكون هذا كله من الاسباب التى ادت بنا لهذا الحال . ولكن مهلا ..... انها اسباب فرعيه وليست رئيسيه .
اما عن السبب الرئيسى اخوانى لما نحن فيه سواء من ابتلاءات للامه فى كل قطر وصعيد وبكل شكل سواء الحروب بيننا وبين غيرنا او بيننا وبين انفسنا ( الحروب الاهليه والفتن) او ما نعانيه من غلاء فاحش ودون توقف فهو معروف ومنذ مئات السنين فقد نبأنا به رسولنا المعصوم الذى لا ينطق عن الهوى حين قال
: ((يا معشر المهاجرين، خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع (7978).
تأملوا جيدا الحديث ودققوا فستجدوا ان جميع النقاط استوفيناها لكى يحل علينا ما نحن فيه الان
اعرف انى لم ءأتى بالجديد فالجميع بالتاكيد يعرف ذلك . على اى حال لنعتبره من قبيل التذكير
اما عن حالى وما استخلصته من وقفتى مع نفسى انى كنت مخطأه اشد الخطأ . كيف اهجر حياتى و ما كلفت به وما استأمنت عليه لمثل تلك الاسباب . فقد رأيت حقيقة ان مثل تلك الاسباب من المفترض ان تعطينى سببا اكبر لبذل اقصى ما فى وسعى لنصل للحل الامثل . ان عدونا غاية مراده هو ما كنت سأنوى القيام به ، هو سهران يخطط ويبدع على جميع الاصعده وفى كل المجالات ويعطى من الله فى الدنيا على قدر ما يتعب ويبذل فيها فهو يقيم اسباب الدنيا فسيعطى منها
اما عنى الان فقد قررت ونويت - بعد الاستعانه بالله تعالى - ان ابذل اقصى ما استطيع وان اكمل ما عليّ فعله
فأن الحل الامثل لن يكون بالتظاهر والشجب والمقاطعه وحدها . ولكن الاهم من كل ذلك اصلاح النفس البشريه اولا . فعلى كل منا ان يبدأ بنفسه اولا ويرى ما يفعله جيدا ويصلح ما بها من اخطاء وعيوب ( ونبدأ بالاستغفار) ثم النصر والتمكين سيأتى بعد ذلك لا مفر من موعود الله
وفى النهايه اود ان اطلعكم على شعارى الان
( اخى العربى ......... عذرا لا املك لك سوى الوعد بأن ابدأ باصلاح نفسى اولا حتى ........)
اللهم ارزقنا الحكمة وفصل الخطاب وثبتنا وانصرنا نصر عزيز مقتدر
فى امان الله
مواضيع مشابهة: