السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الكرام :
شيىٌْ ما يؤرقني ويجعلني أفكر كثيراً في هذا البيت ( المنتدى ) الجميل الذي يسعنا ويحتضننا جميعاً
أرى هنااااك عمود ضخم وأساسي لا يقل أهمية عن عمود الزراعة الذي يُبنى عليه هذا الصرح العظيم
أراه مُهمَل ويتلاشى شيئاً فشيئاً ، ولا أحد ينظر إليه أو يُلقي الضوء عليه لإعادة ترميمه- إلا من رحم ربي-
إعذروني فحبي للمنتدى بل غرامي - وأنا أعني ما أقوله - أتدرون ما الغرام؟ هو الملازمة والملاصقة
والتعلق والمداومة ، كما جاء في قول الله تعالى في سورة الفرقان : " إن عذابها كان غراماً " الآية 65
أي إن عذاب النار كان العذاب اللازم الممتد كلزوم الغريم ، أعاذنا الله وإياكم منها .
فأنا مغرمة بهذا الصرح وأشعر تجاهه بمسئولية ما ولذلك فكرت في ترميم هذا العمود ( القسم الديني)
جلستُ أفكر وأفكر كيف أنهض بهذا القسم ؟ وماذا أختار من المواضيع الخفيفة ؟ وكيف أسردها بطريقة
تجذب إنتباه القارىء ؟ بل وتحثه على المشاركة الفعلية قولاً وعملاً ؟! .. ووفقني الله عز وجل لباب
يفتقده بل يهجره كثيرٌ منّا ألا وهو باب " النيِّة " ، فهذه العبادة مهمة جداً وكثيرٌ من الناس يجهل
مدى أهميتها في حياتنا اليومية ومعاملاتنا وعباداتنا .. فكيف نحقق قول الله عز وجل :
" قل إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " بدون النية ؟!!
ولا أخفيكم سراً لقد حاول الشيطان أن يُفسد عليّ هذا العمل فقال لى بإستهزاء :
النية ؟ ههههههه ، إنتوا في إيه ولا إيه ؟ جئتِ تتحدثين عن النيّة والناس منشغلة بالسياسة
والانتخابات والدستور والعالم كله يغلي وأنتِ تتحدثين عن النية ؟ مَن سيسمع لكِ؟
مَن سيهتم ؟ وحتى إن قرأوا ما تكتبين مَن سيشارك؟ واحد .. إثنان .. ثلاثة .. عشرة ؟
والباقي سوف يريح نفسه وعقله ويده ويضغط ضغطة واحدة على أيقونة " أعجبني "،
" شكراً " وبس خلاص .. وسوف تُطوى هذه الصفحة كما طُوِيت تجربتك السابقة
في مقالك ( من منكم يشجعني على هذا الإقنراح ) وكانت المشاركات لا تتعدى العشرة
ولكني سرعان ما إستعذتُ بالله من الشيطان الرجيم وأدركتُ خطته وخذلته عندما قلت له :
الذين تشغلهم السياسة يشغلهم دينهم أيضاً ، وإن كان العالم يغلي فنتيجة بُعدنا عن
ديننا الحنيف الذي رجعنا إليه وبقوة بفضل الله تعالى ، أما عن من سيقرأ فالقضية
بالكيف لا بالكمّ يا ملعون ، مَن يدرى ؟ لعل الله هدى قلب أحدهم وتاب عليه وهذا
عندي خيرٌ لي من الدنيا وما فيها .. أليس من الممكن أن تكون هذه الصفحة صدقة
جارية لنا إلى يوم القايامة؟ أليس من الوارد أن يفتح أحد أبنائي أو أي شخص
في يوم ما أو بعد وفاتي ويكون حينذاك في حاجة لنصيحة أو كلمة تُذكِّره بالله
فيرجع ويهتدي ويتوب ويدعوا لي في قبري ؟ أليس من الجائز أن يكون هذا العمل
هو الوحيد المقبول عند الله إذا صلُحت النيّة ؟ بلى .. فانصرف عني هذا اللعين
مخذولاً مدحوراً محسوراً .....
ولذلك أحببت أن نبدأ بباب " النيّة " في حلقات وسوف أقوم بالإستعانة بعد الله
ببعض من كتاب " أوقات مليئة بالحسنات " لِما فيه من الفوائد العظيمة .
وفي كل حلقة نطرح عبادة أو تعامل معين مرتبط بأصل الموضوع وكلٌ منّا
يُدلي بدلوه ويُخرج ما بجرابه من معلومات وأفكار وآراء ....
وأخيراً _ بعد ما وجعت دماغكم _ هل إتفقنا على أن نكون يداً واحدةً
ونشارك جميعاً في هذا الباب ؟ نعم إتفقنا .. صح؟ ايه رأيكم فى الديمقراطية دى؟
مش إنتوا إخواني وأخواتي ولي حق عليكم؟ طيب يلا أروني همّتكم .
إلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله .
مواضيع مشابهة: