أنثى الياسمين
و أسلاكٌ شائكةٌ تخنُقُها كما الأساورُ و العقود
رغم هذا لاتزالُ تجددُ ذِكرى كلّ شيءٍ بمواثيقَ و عهود
كانت مداداتُ أغصانِها الخُضر ِ تُورِقُ من جديد ٍ و تأبى بكبريائها ما يسمونهُ الخنوعُ و الركود
تتعلقُ بكل ِ ما يُطاولُ عُلوَ السّماءِ وَ تَقِفُ مَرّةً بعدَ مرة لتتدلى زُهورها في أكاليلَ بيضاءَ و تراها كثيراً ما تأخذُ شكلَ العنقود
تنثرُ عَبَقها ذو الرائحة ِ الإلهية بكل ِ أرجاءِ فضائها الرّحبِ هو فضاءٌ واسعٌ بلاحُدود
تُرى ألاتزالينَ كما كنت أم تيبستْ بعضُ الأغصانِ ِ بالأسفل
لماذا تتواري عن الأنظار ِ.......؟
ليسَ من صفاتِكِ الإنكارُ أو الجُحود
هو يتلغلغلُ بتلكَ الجذور ِ السّحيّقةِ و لايزالُ يمتدُ
حتى باتَ غِذاء للروح ِ و أنت كما أنت أنثى ودود
الروحُ بالحاضرِ ِ الزّمنيّ الأن تختلسُ آخرَ نَظَرَاتِها نحوَ الحياةِ
و تتمنى أن تُودعها كما كانت قبلَ ميلادِ تلكَ الوعود
تتمنى أن تتفتحَ زهورها من جديد ٍ لكي لاتعود
و تطوقَ جيدَها النحيلَ ببعضِ ٍ مِن جَمالها المعهود
قُطِفَ الياسمينُ البلدي من كل حدائِق ِ الوطن ِ و بلاد السلطان ِ ذو الجود
و مع قطفهِ ماتَ عُمرُ السنيين ِ و لمْ يتبق َ من يُدافعُ عنها أو يَذود
و بدأت عَذاباتُ النّوار ِ المسكين ليدخلَ الشّتاءَ
كمجنون ٍ لايعرفُ موعدَ الرّبيع ِ
و يذوبُ بهوى القلوب ِ كما الثلوجُ تراها من بعيد تقف ُ كما الجُلمود
هل تدرينَ أيتُها الأنثى.......؟
كلُ الأزهار ِ تموتُ شتاءاً
و تختفي عن الوجود
كلّ ُ الرّبيع ِ يتوارى و يرحلُ و يغيبُ
على أمل ِ أن يَعودَ و يعود
خرقَ كلَ الفُصول ِ و حطمَ كلَ السُدود
و أنت
لا تزالين من بين ِ كل ِ الزُهور ِ و الورود
لاتزالين...... لاتزالين
ترينهُ وحدهُ يا صغيرتي
لستِ أنثاهُ و لن تكوني يوما ً منهُ ولود