تلك القصه القصيرة هى عبارة عن مجموعه احاسيس تراودنى كل ليله .فلا يمر يوم دون ان تؤرق نومى
انه اخى الكبير رحمه الله
بدأ رحلته فى صراع المرض بعد ان احيل للتقاعد بعد فتره قصيرة
اصيبب المرض الملعون الذى دخل مصر ببركات التعاون الزراعى المصرى الاسرائيلى
انه المرض اللعين الذى لم يترك اسره فى مصر إلا بعد اصابه احد افرادها
.اسمه رنان مرعب خطير ..مرض السرطان
مرعب خطير لان علاجه يحتاج الى ثروة قد تبدد دون شفاء
نحن اسره متوسطه الدخل من هم اقل منا يعتبرنا اثرياء ولكننا بتعبير أدق مستورين
انه جيل كامل عاش وكهل فى عصر دراكولا لم يكتفوا بمص دمائنا بل تعاونوا مع عدو كل همه القضاء على جزء من العرب تطاول عليهم وهزمهم فى حرب عسكريه ..
تعاونوا مع عملاء حكموا بلدنا بلا دين ولا وازع ضمير
اعود الى قصه اخى
تقبل وضعه الجديد وتعايش مع المرض وكله أمل فى العلاج الذى يتلقاه احيانا بالمشفى وأحيانا فى البيت
كنت اقوم بزيارته وارى كل علامات الالم على وجه
تألمت لألمه ولكن ألمه فاق ألمى .
.نعم ..ألمه ليس كألمى فهو يعيش المرض ويتألم منه
كان امامه خياران اما ان يتعايش مع المرض الذى يتزايد ويفوق احتماله حتى يقضى الله أمره وأما ان يرضخ لأمر الطبيب لعمليه جراحيه خطيرة
لم نساعده فى الاختيار .فقرر وحده ..العمليه الجراحيه وكله على الله الشافى المعافى
كنت ازوره صباحا وإنا فى طريقى الى مكتبى ومساء اثناء العوده
وحدد يوم العمليه ...ثم أجلت لمده ثلاثة ايام
كان التوتر ثمة غير مطلوبة ولكن حدث
كان يتحرك ويمشى ويضحك ويأكل معنا ونتكلم فى احداث ومشاكل فى كل اتجاه
ازدادت وسامته وأضئ وجه ..بمعنى انه كان فى كامل ابهته
وفى اليوم الموعود عدنا الى المشفى واستقبله الجراح بطيب الكلمات وطمأننا على حالته وعلى سير العمليه
كنا كلنامجتمعين معه فى غرفته وكان يتكلم فى اشياء مستقبليه تخص عائلته
ثم جاءالممرضون لأخذه الى غرفه العمليات ....
ودعناه
واحتضنته بقوه
ذهب معهم وقلبه ملئ بالأمل فى الله ..استغرقت العمليه وقت طويل حتى جاءنا الخبر بنجاح العمليه وانه فى غرفه الاستفاقة وانه سينتظر فيها الى الصباح
غادرناالمشفى كلا الى بيته على ان نعود فى الصباح.وتركنا ابنه الكبير فقط
دخلت الى بيتى وقبل ان ابدل ملابسى جاء تليفون من ابنه
بابا مات
هكذا ببساطه مات اخى رحمه الله