الغذاء الصحي المتوازن للحجاج
1. توفير العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم، التي تشمل البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضراوات والفاكهة.2. تحسين مستوى التغذية للحجاج بحيث تكون كافية لما يقومون به من نشاط بدني يومي من دون إفراط، أي أن تكون بالكمية اللازمة لاحتياجاتهم حسب العمر والجنس وما يبذلون من طاقة.3. تجنب حدوث انواع التسمم الغذائي الناتجة عن تلوث الغذاء، باتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع النظافة، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان المسلم وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث ان كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام أو الشراب الملوث.
هناك أساسيات للغذاء الصحي المتوازن يجب أن تتوفر في غذاء الحاج وهي النوعية، الكمية، والسلامة. فلا بد أن يشتمل الغذاء على البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء، وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضروات والفاكهة، كما يجب أن تكون كمية الطعام كافية دون إفراط بحيث تكفي احتياج الحاج وما يبذله من طاقة. و هناك مشاكل صحية عديدة تنجم عادة من سوء التغذية، بسبب النقص في كمية الغذاء أو أحد عناصره المهمة، وهي تظهر بصورة واضحة في فئة خاصة من الحجاج وهم كبار السن.
ومن ناحية أخرى فإن الإفراط في استهلاك الطعام قد يسبب لهم اضطرابات في وظائف الجهاز الهضمي.وأخيرا يجب أن يكون الغذاء نظيفاً، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان، وهي أوجب ما تكون في غذائه، خاصة في هذه الفترة المهمة من حياته، حيث إن كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام الملوث.
هناك أنواعا معينة من الغذاء يفضل تناولها خلال وجود الحجاج في الأراضي المقدسة، فلفترة الحج طابع مميز، حيث يزداد نشاط الحجيج مع بداية تأديتهم المناسك الدينية وفي أيام معدودات إضافة إلى ما يتطلبه أداء هذه المناسك من جهد بدني من الحاج كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة، لذا يلزم الحاج تناول وجبات غذائية تساعده في الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية سوائل تعوض الفاقد من الجسم مع الحرص على عدم التعرض للإمساك خلال فترة الحج، وذلك من خلال اتباع التالي:تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة بعد غسلها جيداً، فذلك يوفر المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك.
تناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن)، فذلك يمد الحاج بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم كما يوفر له الوقت وجهد الطهي.تناول الخبز الكامل (الحب) الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
التناول المستمر للمياه والعصائر والمشروبات لتعويض ما يفقده الجسم من السوائل. وفي حالة العرق الشديد نتيجة لارتفاع حرارة الجو تضاف عبوة ملح الجفاف مع كميات من مياه الشرب لتعويض الجسم ما يفقده من الأملاح والسوائل نتيجة العرق.
الوقاية الغذائية وحتى يتحقق للحاج أكبر قدر من السلامة الغذائية أثناء أدائه مناسك الحج
- تناول الطعام في أماكن معروفة وعدم تناوله من الباعة الجائلين في الطرقات.
- غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام وعدم التكاسل أو الاستخفاف بهذه النصيحة فكثيراً ما يكون سبب التسمم الغذائي عدم الاهتمام بغسل الأيدي، وبالطبع قد يحرم ذلك الحاج من إكمال أداء مناسك الحج.
- الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة غير المطهية مثل بعض الأسماك الصدفية.
- الابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقاً من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج او التونة، حيث تكون أكثر عرضةً للتلوث أو الفساد.
- تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة.
- تناول اللبن المبستر أو المعقم المغلي جيداً، ويفضل شراء العبوات الصغيرة وعدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها.
- عدم الإكثار من تناول الأطعمة أكثر مما تم التعود عليه فإن ذلك قد يسبب بعض الاضطرابات الهضمية والشعور بالغثيان.
- التأكد دائماً من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والأتربة.
- التأكد دائماً من ان مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم، كذلك تجنب تناول الثلج المصنوع من هذه المياه، ويكون من الأفضل تناول المياه المعبأة والمشروبات التي تبيعها شركات معروفة.
- عدم تناول أي طعام غريب وهذا يشمل جميع الأطعمة حتى الفاكهة ويمكن تناول هذا الطعام بعد أداء مناسك الحج ولكن ليس قبله، فالأطعمة التي تؤكل لأول مرة قد تسبب بعض الاضطرابات الهضمية أو الحساسية الغذائية.
- التأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها فقد تكون مصدراً لنقل الجراثيم أو العدوى في حالة عدم نظافتها.
- حفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيداً عن الأوساخ والحرارة.
- غسل الفاكهة والخضراوات جيداً قبل الأكل.
- تغطية الأطعمة الطازجة المطهية لحمايتها من الحشرات والأتربة.
- التأكد من عدم ظهور أي علامة على فساد الأطعمة سواء المطهية أو الطازجة أو المعلبة.
أصول التغذية السليمة فهي وصية نبوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد و الترمذي .
|
هناك وصايا صحية هامة تفيد ضبط الغذاء في الحج:
1- يجب البعد عن تناول المأكولات المكشوفة، والاقتصار على تناول المعلبات الجاهزة بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها .
2- ينصح دوما بالاعتدال في الطعام، وعدم ملء المعدة، وتحميلها فوق طاقتها، كما يجب تجنب الأطعمة التي تسبب عسر الهضم وغازات البطن، مثل المواد الدسمة وغيرها.
3- غسل الخضراوات الطازجة والفواكه بشكل جيد.
4- طهي اللحوم جيدا.
5- ينصح بتناول سوائل تحتوي على نسبة معقولة من الأملاح لتفادي ضربات الشمس.
6- مراعاة النظافة الشخصية من غسل اليدين قبل الطعام، واستخدام الصابون غير المعطر. |
بالنسبة لغذاء الحجاج المرضى، فهناك بعض المرضى الذين يَلْزمهُم برنامج غذائي خاص في فترات الحج، كمرضى الكلى الذين يجب عليهم تناول أطعمة قليلة البروتينات والفسفور، والإقلال من الملح، والإكثار من شرب الماء والعصائر والخضار والفاكهة، وعدم الإسراف في تناول الدهون، وكذلك مرضى السكر والنقرس والكبد.
ومن ثم فإن عليهم زيارة العيادة الطبية لمراجعة البرنامج الغذائي بما يتلاءم مع ظروف الحج، وأخذ التعليمات اللازمة بذلك من قبل أخصائي التغذية قبل السفر للحج وخاصة بالنسبة للمصابين بداء السكري.
|
الغذاء الأمثل للحجاج المرضى
1- الحاج المريض بزيادة وارتفاع الدهون (الشحميات) في الدم:
على الحاج المريض بزيادة الدهون بالدم أن يحذر الإصابة بتصلب الشرايين الذي ينتج من ترسب الدهون على جدران الشرايين، والتي قد تصل إلى حد التقلص خاصة شرايين القلب والرأس والأطراف، وإصابة القلب تؤدي إلى الذبحة الصدرية. ويراعى في الغذاء بعض الأطعمة التي تخلو من الدهون، ويفضل السمك الخالي من الدسم، الفراخ بدون جلد، اللبن ومشتقاته بدون دسامة بجانب الخضراوات والفواكه والخبز الأسمر والزيوت النباتية فقط.
وممنوع.. المكسرات بأنواعها، اللحوم الدسمة، صفار البيض، الثمار المجففة والحلويات العربية (البقلاوة والكنافة... إلخ).
2- الحاج المريض بالتهاب جدار المعدة والقرحة:
تلعب العوامل النفسية والتوتر وعدم الانتظام بمواعيد الطعام وأكل المواد الحريفة دورًا كبيرًا في التهاب غشاء المعدة؛ لذلك فإن النظام الغذائي مهم جدًّا. ويفضل أن يتناول المريض الماء الفاتر ومغلي زهور البابونج وحساء الخضر، أيضًا الجبن الأبيض قليل الأملاح والخبز المحمص بعد مضغه جيدًّا، وعلى الحاج المصاب أن يدفئ منطقة المعدة بلفها بقطعة قماش قطنية، وينصح بشرب النعناع أو البابونج، والقاعدة العامة ألا يفرط في الطعام وملء المعدة.
بالنسبة للقرحة يمكن اعتبارها صورة أسوأ من التهاب غشاء المعدة؛ ولذلك يجب الحذر والتشدد على اتباع النظام الغذائي خاصة أثناء الحج، وكما سبق وذكرنا في التهاب غشاء المعدة يراعى للمصابين بالقرحة ألا تكون المأكولات ساخنة جدًّا أو باردة جدًّا عند تناولها وأن توزع المأكولات على خمس وجبات، ويراعى عدم ملء المعدة، وأفضل المأكولات اللبن الحليب، حساء الخضر (شربة الخضار) خاصة الكوسة والجزر، الخشاف.
ويجب على المصاب بالقرحة ألا يكثر من المأكولات المسبكة خاصة التي تحتوى على البصل والثوم لأنها تهيج الغشاء المعدي، أيضًا البقوليات ذات القشرة مثل الفول، الفاصوليا، البسلة والبيض المسلوق جيدًا يجب الامتناع عنها.
3- النظام الغذائي للحاج المصاب بحصوات بالمرارة:
يمكن عرض النظام الغذائي بالجدول الآتي:
* الأطعمة المسموح بها:
- الألبان غير الدسمة واللينة والجبن الطازج.
- حساء الخضار .
- اللحوم البيضاء غير الدسمة (مسلوقة أو مشوية).
- الأرز والمكرونة.
- يفضل زيت الزيتون.
-الفواكه على اختلافها.
* الأطعمة الممنوعة:
- الدهون واللحوم الدسمة والمقليات والبيض.
- الكلاوي ولحوم البط والإوز.
- القهوة والشاي والكاكاو.
- الحمص وبعض البقوليات، مثل: البسلة (البازلاء).
4- الحاج المصاب بتصلب الشرايين والنظام الغذائي:
يجب أن يهتم بنظامه الغذائي حتى لا يدخل في مشكلة الإصابة بالذبحة الصدرية (القلبية)، وهي عبارة عن اضطراب مفاجئ في أحد شرايين القلب وربما أكثر من شريان واحد يمنع وصول الدم إلى العضلة بالقلب، ونظرًا لخطورة ذلك لا بد من الإشارة إلى أعراض الذبحة القلبية، وهي:
- يشعر المريض بألم حاد في الجهة اليسرى من أعلى ويمتد هذا الألم إلى الظهر ويمتد إلى اليد اليسرى وأطراف الأصابع اليسرى ويصاحب ذلك هبوط ضغط الدم وربما غيبوبة.
وهنا يجب وضع المريض في السرير ممددًا مع تجنب تحريكه، وفك جميع الأحزمة حتى ينقل إلى المستشفى.
والحاج المصاب بتصلب الشرايين عليه التقليل من الدهون والشحوم وأكل الخضر والفواكه والألبان قليلة الدسم واللحوم البيضاء المشوية.
5- الحاج المصاب بضغط الدم والنظام الغذائي:
هناك قواعد عامة هي: تقليل الأملاح بالغذاء وتقليل الدهون بالمأكولات والامتناع عن التدخين؛ حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين، وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم.
ويسمح بشرب اللبن غير الدسم، البيض بمعدل ثلاث بيضات أسبوعيًّا، الأكل غير الدسم، وشُربة الخضار قليلة الملح، الفواكه الطازجة.
6- غذاء الحاج وأمراض الكلى (المزمن/ الحصوات):
مريض الكلى المزمن هو تطور للالتهاب الحاد بالكلى.. ولا بد من حرص الحاج المريض بالتهاب الكلى المزمن على مراعاة النظام الغذائي كي يحافظ على نفسه أثناء الحج، وأعراض المريض بأمراض الكلى المزمن تختلف طبقًا لحدتها وهي عمومًا تكون ارتفاع ضغط الدم، تورم بالقدمين وتحت الجفنين، قلة التبول مع بعض المتغيرات بالدم.
وعلى الحاج أن يأكل الجبن الأبيض غير المالح، النشويات المسلوقة بلا ملح، الخضر مثل الجزر والكوسة، الخس، الباذنجان، الفواكه الطازجة والمسلوقة على أن تتوزع على خمس وجبات، ويجب تقليل الملح أي أقل من 3 جرامات يوميًّا حتى يختفي التورم بالعينين والقدمين.
بالنسبة للحجاج الذين يعانون من حصوات بالكلى أو الحالب، فإن النظام الغذائي مهم جدًّا لهم؛ لأن نوعية الطعام والشراب تعد سببًا رئيسيًّا في تكوين الحصوات، وهناك مبادئ غذائية عامة ومهمة:
- يجب تناول الماء والسوائل بنسبة كبيرة تصل إلى ثلاثة لترات يوميًّا.
- تخفيف الوزن وعدم الشراهة والإسراف بالأكل.
- الحج مناسبة جيدة لممارسة رياضة المشي.
7- مرض السكر والحج والنظام الغذائي الأمثل:
نظام التغذية مهم لمريض السكر.. وتزداد هذه الأهمية للحاج المريض؛ لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي أثناء مراسم الحج.. وهو نظام ضروري لا يغني عنه الدواء. والغاية في النظام الغذائي لمريض السكر هو تقليل وخفض المواد السكرية والنشوية مع عدم نقص النسب من البروتينيات والفيتامينات، وينصح بأكل المأكولات الفقيرة بالسكريات، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بها. ويبين الجدول ما على الحاج المريض بالسكر ما يأكله وما يمتنع عنه:
* الأطعمة المسموح بتناولها:
- اللحوم الطازجة ولحم الطيور والسمك.
- الجبن واللبن.
- الزيوت النباتية.
- الخضر والفواكه التي لا تحتوي على سكريات كثيرة.
- الخبر بكميات محدودة.
* الأطعمة الممنوعة:
- السكر والعسل والمربات.
- الحلويات بأنواعها المختلفة.
- الكمبوت والخشاف.
- الفاكهة الغنية بالسكروز، مثل: التين، والبلح، والمانجو.
8- الحوامل والمرضع والمسنون:
تتعرض المرأة الحامل والمرضع لزيادة في حاجاتها الغذائية؛ وذلك للمحافظة على صحتها وصحة جنينها أو وليدها.. وتزيد متطلبات الحامل الغذائية كلما قاربت على اكتمال الحمل، وحج المرأة وهي حامل أو مرضع يزيد من حاجاتها إلى الاهتمام بالتغذية لكونها تبذل مجهودًا بدنيًا أثناء شعائر الحج..
وعمومًا فإنه لا بد من موضع اعتبارات أساسية في هذا الشأن من حيث عمر المرأة، مدة الحمل، صحتها قبل الحمل، الظروف النفسية أثناء الحج، ولا بد من الاهتمام بالعناصر الغذائية الأساسية من بروتينيات ونشويات ودهنيات، بالإضافة للفيتامينات والأملاح والتي تؤخذ من مصادرها المختلفة كما سبق وذكرنا، ويجب الاهتمام بتقليل الأملاح للحوامل.
9- غذاء المسنين:
تعد الشيخوخة مسألة نسبية مع زيادة ارتفاع متوسط الأعمار، ولكن التقدم في السن يصاحبه تغيرات فسيولوجية ونفسية ويضعف من كفاءة الأجهزة بالجسم. وكما سبق وذكرنا فإن الاهتمام بالغذاء أثناء الحج أمر ضروري، وكقاعدة عامة فإن المسن يجب عليه أن يتجنب شيئين بوجه خاص هما: الملح والدهون خاصة الدهون الحيوانية، أيضًا عليه باتباع الآتي:
* تجنب الأغذية الغنية بالكولسترول، مثل: المقليات، والمحمرات، والبيض (يكفي ثلاث بيضات بالأسبوع).
* عدم الإكثار من شرب اللبن (الحليب)؛ لصعوبة هضمه، وتعويضه باللبن الرائب، أو الزبادي الذي يعتبر غذاء ممتازًا للمسنين.
* زيادة الخضراوات والفواكه (الفيتامينات والألياف).
* الأكل ببطء والمضغ جيدًا، وعدم امتلاء المعدة، والاسترخاء بعد الأكل.
* المخللات والتوابل والمنبهات مثل القهوة والشاي، فلا بد من تقليلها إلى الحد الأدنى.
مواضيع مشابهة: